الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

ثلاثة شعراء يقرأون قصائد تجمع بين الذاتي والموضوعي

ثلاثة شعراء يقرأون قصائد تجمع بين الذاتي والموضوعي
4 مايو 2011 23:28
استضاف بيت الشعر التابع لدائرة الثقافة والإعلام بالشارقة مساء أمس الأول في مقره بمنطقة الشارقة القديمة، الشاعرتين الهنوف محمد وفاطمة السلامي، إضافة إلى الشاعر السوري ياسر الأطرش في أمسية شعرية وقدمهم فيها الشاعر الأردني إبراهيم الوحش. وشهدت الأمسية اختلافاً في الشكل الشعري، حيث قرأت الهنوف محمد قصيدة نثر، وقرأت فاطمة السلامي كلا من القصيدة العمودية والكلاسيكية والتفعيلة، وكذلك طريقة الإلقاء، لم يمنحا كل شاعر مساحته الخاصة التي قد تبرز من خلالها جوانب عديدة لمتلق يعتمد على الإصغاء لا على قراءة القصيدة. فإذا كان الأهم في مثل هذه الأمسيات هو التقاط الشعري أو اصطياده بصرف النظر عن نوع الشبكة، أي بعيدا عن مقاربة شعرية القصيدة تبعا للشكل الشعري، فإن ما حدث أيضا هو ذلك التقلّب في المزاج الشعري الذي ما إن يمسك به المتلقي حتى يعود ليفلت منه باختلاف الشاعر. رغم أن هذا الأمر لا يمنع أن يدرك المرء، بديهيا، نزعة كل شاعر نحو انشغالاته الخاصة، ففي حين ذهبت الهنوف محمد إلى ما هو فردي تماما، فقد وازنت فاطمة السلامي بين الذاتي والموضوعي، أما ياسر الأطرش فقد جعل من الانطلاق من الذات بوابة عبور لما هو جمعي، أي العبور من الذاتي إلى الموضوعي، في الوقت نفسه الذي ظلت لكل قصيدة مقولة ما تتجه بها إلى المتلقي انطلاقا من نزعة صاحبها المشار إليها. علما أن هذا القول عن القصائد قد يصيب وقد يخطئ. ذلك أن الأمر ليس اختبارا في المقدرة على تقبّل الشكل الشعري أو معرفته بل هو البحث عن عروق الذهب بين طبقات الصخر. قرأت أولا الشاعرة الهنوف محمد من ديوانيها “سماوات” و”جدران”، عددا من القصائد التي يشعر المرء من أجوائها أنها تقوم بإحداث قطيعة ما مع الذاكرة، سواء أكانت ذاكرة الأشياء التي تراها بالعين ثم تدركها بالحدس أم الذاكرة الشخصية، حتى أنها عندما تتحدث عن ما مضى، كالطفولة مثلا غالبا ما تستخدم الفعل المضارع لا الماضي، تقول في قصيدة “عزلة”: “أخاف على الجدران أحنو عليها أداعب ملمسها، مَنْ أنتَ أيُّها الآخر حقيقتك الطينية لا تثيرني، كلُّ هذا فقط لأنني بدّلت الشعرَ بك.. نثرتُ رُخصَ التراب، احتفلت به كأنه الماء أرطّبُ أوراقه الشتائية”. وبدت الشاعرة فاطمة السلامي أكثر قربا إلى المزاج العام جاعلة لمشاعرها الأنثوية، ببراءتها ومباشرتها، أن تتدفق في القصيدة لجهة إحساسها بما يحدث في المنطقة العربية إجمالا عبر قصيدة افتتحت بها قراءتها وخصت بها القدس حاملة العنوان: “أمي القدس”، كانما تريد لقصيدتها أن تبقى تذكّر بما قد ينساه المرء تحت ضغط الواقع اليومي الذي نحياه ذاتيا وموضوعيا، وهو ما تكرر في قصائد أخرى قرأتها بعيدا عن مضمون القصيدة أو فكرتها. أيضا كان صوت الشاعرة أكثر شَبَها بصوت الشاعرة، فهو الصمت والهدأة الخافتة: “مهما يكن لا عذرَ لك .... أغرقْتَ أحلامي الفتية في يدك أغرقت أحلامي الفتية في يدك وسلبتني أنفاسي الحياة بتجاهلك غدرتني وانا أعاند ناظرك أوردتني نار اللظى بتقاعصك أما كفاك تبّتْ يداك ... الويل لك، مهما يكن لا عذر لك”. واخيرا، إلى الشاعر ياسر الأطرش، الذي تمّ تقديمه بوصفه مفاجأة في الأمسية، وبالفعل كان كذلك، مع أن قصائده قد جاءت على وقع الأحداث السياسية الراهنة إنما بقراءة فردية لهذا الواقع نابعة من إحساس شخصي بها ومن تجربة مخيضة أو ما هو أقرب إليه، غير أنه خصّ الشاعر الأردني الراحل مصطفى وهبي التلّ “عرار” بقصيدة مباغتة، حيث يكتب: “فقبل عرار كان الشعر عُقما وبعد عرار صار الشعر ريّا طويلُ النور .. يهطل كلّ حينٍ ونور سواه يهطل موسميا. غير أن ما يلاحظه المرء في القصائد جميعا، هو أنّ للحزن جذر كامن في الشعر.
المصدر: الشارقة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©