الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

المهرجان نجح في توجيه الرأي الثقافي في العالم نحو الإمارات

المهرجان نجح في توجيه الرأي الثقافي في العالم نحو الإمارات
16 أكتوبر 2008 00:58
ونحن نتحدث عن نجاح مهرجان الشرق الأوسط السينمائي الدولي، علينا أن لانغفل الحديث عن عاصمة الخير أبوظبي التي تحتضن هذه التظاهرة التي تقام للمرة الثانية على التوالي وسط ''حفاوة'' بهذا العدد الكبير من نجوم السينما والمخرجين والكتاب والنقاد وأهل الإعلام، لتؤكد لنا أبوظبي أنها عاصمة منافسة في مجال تعزيز ثقافة سينمائية من نوع آخر في انفتاح نوعي على حوار التجارب في العالم، بعد أن أكدت أنها أرض خصبة لاحتضان أكبر الاحداث الثقافية ومنها على سبيل المثال: مسابقة أفلام من الإمارات، مهرجان أبوظبي للموسيقى الكلاسيكية، المعرض الدولي للصيد والفروسية، معرض أبوظبي الدولي للكتاب، الموسم الثقافي لنادي تراث الإمارات، وغيرها من التظاهرات، مما يؤكد ريادة هذه العاصمة وخصوصية الدور الذي تلعبه وقدرتها على المساهمة في توجهات السينمائيين في العالم نحو صناعة ''سينما طليعية''، بعيدا عن اللهاث وراء ''شباك التذاكر'' وسيطرة الإنتاج التجاري الذي أوقع السينما العربية على الأقل في فخ شركات الإنتاج وفق مبدأ الربح أولا! لا نريد التحدث كثيرا عن أفلام المهرجان، بقدر ما نود الإشارة الى نجاح تجربته في اطلاع الجمهور الإماراتي على الكثير من التجارب المجهولة في لغة السينما، الى جانب تحقيق فرصة ''انتقاء الثقافة السينمائية'' القادمة إلينا من خلال جملة من المدارس والأساليب والاتجاهات في رؤية العالم، بما يحقق ذلك التمازج الحضاري والإنساني وإشاعة روح التنافس، وإنعاش حركة النقد والمتابعة والحوار مع الآخر في إطار ''احتفالية ثقافية'' تنحاز ضمنا للفيلم الحقيقي والابتكار في استخدام عناصر السينما وأهمها الكلمة الذهبية، لا سيما وان عددا لا بأس به من الأفلام قد نحت باتجاه البحث عن قيم وعلاقات إنسانية أكثر عدالة في زمن العولمة، والحديث عن حرية المجتمعات وتفكير الأفراد بجرأة ذات سقف عال قلما نجده في غير سينما المهرجانات، وقد تحقق ذلك من خلال بعض الأفلام الوثائقية وبخاصة فيلم ''حب الأعمى'' للمخرج السلوفاكي ''يواري ليهوتسكي'' الذي عرض ضمن مسابقة الأفلام الوثائقية في المهرجان · وان كنا في الحقيقة نطمع بعدد أكبر من أفلام سينما أمريكا اللاتينية، والتي ما زالت منطقة مجهولة بالنسبة للسينمائيين العرب، وبخاصة أن توجهات السينمائيين هناك تتحدث عن الحرية ولا تزيل اكبر عامل من عوامل الرًق وهو الفقر، كما أن هذه الأفلام تتحدث عن الحرية وتدعو لحماية الفرد من سطوة الدول الكبرى بطريقة جديدة ولافتة في التعامل مع عناصر الفيلم وفي مقدمتها عين الكاميرا· بشكل أو بآخر، فإن هذا الحضور المميز لنجوم السينما في العالم، يحقق لنا مع الوقت نوع من ''التراكمية'' والخبرة في التأسيس لمشاريع سينمائية قادمة، وبخاصة ونحن مقبلون على إنشاء عدد من الأكاديميات المتخصصة في مجالات الفنون الأدائية والبصرية المختلفة، هذا بالإضافة الى إعداد كوادر وطنية مدربة ومؤهلة في مجال ''صناعة الفيلم'' وتحقيق ''البعد الإنساني'' من خلال الثقافة الحرة، بما يسهم فعليا في خلق أرضية ممهدة للجيل الجديد من كتاب السيناريو والمخرجين والنقاد من أبناء الإمارات، بعد أن بدأنا نستوعب بكفاءة عالية مجملات العمل السينمائي لتأسيس صناعة سينمائية تضاف الى انجازات أبوظبي التي أصبحت مثار إعجاب العالم· بقي أن نشير الى ما يحققه المهرجان من فرصة لإدارة ''حوار سينمائي'' بين مختلف الأجيال والثقافات، ولا ننسى أن الربيع لا يتفتح بقرارات رسمية، بل بالمحاورات والمهرجانات والتجمعات للمبدعين وهي عادة جامعة النقائض، لان ما نسميه الفكر لا يمكن أن يخرج إلا من صراع العقول والأفكار والثقافة، وما نسمية ''الإبداع'' لا يمكن أن يخرج إلا من صراع المدارس والمذاهب واختلاف وجهات النظر، وكل ذلك تستطيع أن تراه بتذكرة دخول الى المهرجان الذي نجح في توجيه الرأي الثقافي في العالم نحو الإمارات· هذا الضيف العظيم الذي أصبح تقليدا نحتفي به في مثل هذا الوقت من كل عام في قصر الإمارات، لم يكن لينجح بهذا الزخم وبهذه القوة التي تعكس الصورة المشرقة عن الإمارات، لولا الدعم الرسمي الذي يتلقاه المهرجان، من خلال توجهات القيادة بأهمية ''الثقافة الإنسانية'' وتشجيع الإبداع، والفهم الحقيقي والنوعي لتأثير السينما الملتزمة في حياة الشعوب، من منطلق أن الإبداع لا وطن له، ولا ننسى بالطبع جهود هيئة أبو ظبي للثقافة والتراث والعديد من المؤسسات والجهود المحلية من عدد كبير من رجال الفكر والثقافة والسينما والجنود المجهولين الذين يعملون خلف الكواليس حتى نرى هذا المهرجان في كادر يشع حيوية ونشاطا ونقاء، ويفرز لنا كل يوم ومضات من حرية الفكر وحرية النقد، وحرية الكلام، وحرية التخيل، ضمن مفهوم سينما·· أو لا سينما·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©