أبوظبي (الاتحاد)
البداية كانت عندما أكدت لجنة مشاريع بطولة كأس العالم وفاة أحد العمال العاملين في أعمال الإنشاء، لكن سرعان ما تكشف الأمر، وبدا وكأنه اكتشاف لمقابر جماعية توصلت إليها المنظمات الحقوقية التي أعلنت وفاة المئات، وكعادتها نفت قطر وتمسكت بأن عاملاً واحداً لقي حتفه في إنشاء استاد الوكرة، لكن الأمر لم يصدقه أحد، ففي عام 2014 أعلنت منظمات حقوقية وفاة المئات، كما أعلنت أن أربعة آلاف آخرين، قد يلقون المصير نفسه حتى موعد انطلاق البطولة، أي أن أكثر من خمسة آلاف عامل سيدفعون حياتهم ثمنا لإنشاء ملاعب المونديال. وتقول أودري جوران مدير منظمة العفو الدولية للقضايا والبحوث العلمية: «معظم العمال ينتمون لأسر فقيرة، ويأتون سعياً وراء عمل يتيح لهم إرسال المال لذويهم. هذه هي الحكاية القديمة الجديدة للعمال في قطر، يقصدون وكالات التوظيف في دولهم، فيقال لهم إنهم سيحصلون على راتب معين عادة ما يكون مبالغاً فيه أو عبارة عن أكاذيب ثم يرسلونهم إلى قطر، وعندما يصلون إلى هناك يكتشفون طبيعة العمل الذي عليهم أداءه وراتباً أقل مما وعدوا به، فيجدون أنفسهم وقعوا ضحية للخديعة والتضليل، وعندما يحاولون الرحيل يمنعهم رب عملهم الذي يكون قد أخذ جوازات سفرهم». وتقول شاران بورو الأمين العام للاتحاد الدولي لنقابات العمال: «أسوأ نموذج لوفيات العمال هو ما يحدث في صفوف عمال البناء الذين تستعبدهم قطر. لا يمر يوم واحد دون أن يسلم أحدهم الروح إلى بارئها، والحكومة ترفض مع ذلك منحهم أبسط حقوقهم الأساسية، ونحن نقول لـ«الفيفا» إذا لم تفرضوا على قطر الشروط التي عليها احترامها، فإننا سنراسل حكومات دول العالم لتتدخل، فحقوق العمال وأرواحهم أهم من الأموال التي تستثمرها قطر في دولكم».
عدد اليوم
