بأي قلوب يعيشون وبأي عقول يفكرون؟ إنهم انحرفوا عن جادة الحق، وتاهوا في الوهم والتغرير بالنفس، والفساد في القول والفعل.. لا أسف عليهم، لأنهم فقدوا مجرد الشعور، فقد ماتت قلوبهم وعميت عقولهم وأبصارهم، وزين لهم سوء أعمالهم الخبيثة، فاستباحوا قتـل الأبرياء من الناس، وعاثوا في الأرض فساداً وتدميراً، فـليس بعد هذا جرم أعظم. إنه الإرهاب الأسود الذي أعمى بصائر أولئك الذين باعوا دينهم وآخرتهم بأعمالهم الإرهابية نتيجة أفكارهم الضالة المنحرفة عن جادة الحق والصواب، وأفعالهم التي اقترفوها ويقترفونها، باسم الدين، والدينُ منهم براء، لأن كل الأديان السماوية تُحرم القتـل.
«وكما أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، أن الأعمال الإرهابية الدنيئة التي تمارسها قوى الشر والظلام لن تثني الإمارات عن السير بطريق الخير والحق والعطاء، ولن ترهبنا أعمالهم الإجرامية في الحفاظ على مبادئنا الإنسانية والخيرية، ومد يد العون والمساعدة للدول والشعوب». نعم، هكذا هم أبناء الإمارات الأوفياء قيادة وشعباً، دائماً لا تـثـنيهم مثل هذه الأعمال الإرهابية الدنيئة، عن فعل الخير، ومد يد العون والمساعدة في كل مكان وزمان، فالجود بالخير، يبقى راسخاً في وجدان أبناء الإمارات، والعطاء المتدفق اللامحدود والمستمر، يبقى بصفحاته البيضاء ونفحاته الإيمانية، ينشر المحبة ويوثق أواصر الأخوة الإنسانية الرفيعة بيننا وبين كل الأمم والشعوب.
والاعتداء الآثم الذي تعرض له أبناء الإمارات في «قندهار» بأفغانستان، جاء وهم يشاركون بكل سخاء في تقديم عطاءات الخير والمحبة التي تُـعين الأخوة بأفغانستان، من خلال إنشاء الكثير من المشاريع الخيرية، كإقامة المدارس والمساجد، ودور الأيتام، وغيرها من المشاريع المثمرة التي تساعد أبناء أفغانستان في التخفيف من معاناتهم الإنسانية، جراء الحروب التي يتعرضون لها منذ أمد طويل. رسالة أبناء الإمارات تبقى كبيرة بعطاء أبنائها المخلصين الذين يقدمون أرواحهم والغالي والنفيس، من أجل نصرة المظلوم، وإغاثة الملهوف، وإعانة المحتاج، وبرغم هذا يبقى أعداء الإنسانية يتربصون، فيحاولون بمؤامراتهم الوقوف ضد قوافل الأمل التي تنشر الخير والنور، وتنشد السلام والوئام في تلك الربوع التي أنهكتها ظلمات الجهل والفقر. فاللهم ارحم برحمتك الواسعة، أبناء الإمارات شهداء الوطن والخير والإنسانية، وأسكنهم فسيح جناتك.
همسة قصيرة: رسالة الإمارات الإنسانية، تبقى دائماً أعظم.
عدد اليوم
