الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

رئيس بعثة المراقبين: المهمة صعبة لكن سنحرز تقدماً

رئيس بعثة المراقبين: المهمة صعبة لكن سنحرز تقدماً
30 ابريل 2012
دعا رئيس بعثة المراقبين الدوليين الجنرال النروجي روبرت مود فور وصوله إلى دمشق أمس، كل الأطراف في سوريا إلى وقف العنف من أجل إنجاح خطة الموفد الدولي العربي كوفي عنان، مشدداً على أنه يريد وضع مبادرة السلام بكامل نقاطها الست موضع التنفيذ، مقراً بالمهمة الضخمة الصعبة لنشر 300 مراقب لكنه بدا واثقاً من إمكانية احراز تقدم. وقبيل ساعات من وصول الجنرال مود، شدد نيراج سينج المتحدث باسم طليعة المراقبين الدوليين المنتشرين في الأراضي السورية، على أهمية الوقف الكامل لكل أشكال العنف من كل الأطراف، مشيراً إلى أن هذا الأمر يشكل الأولوية الأولى الملحة بالنسبة إلى الأمم المتحدة. من ناحيته، سارع “تيار بناء الدولة” السياسي المعارض لنظام الرئيس بشار الأسد من الداخل، إلى مطالبة المبعوث العربي والأممي المشترك بالضغط على السلطات من أجل إطلاق سراح المعتقلين، وهو أحد بنود الخطة السداسية التي وافقت عليها دمشق. وأبلغ مود الصحفيين في مطار دمشق بقوله “أدعو الجميع إلى وقف العنف ومساعدتنا على وقف العنف المسلح من كل الجهات..من أجل انجاح خطة السلام سنعمل على أن توضع الخطة المؤلفة من 6 نقاط والتي وافقت عليها الحكومة السورية، موضع التنفيذ”. وتابع “لتنفيذ ذلك، لدينا الآن 30 مراقباً على الأرض، ونأمل بأن يتضاعف هذا العدد خلال الأيام المقبلة..وأن يصل سريعاً إلى 300”. وقال مود “لا يمكن للمراقبين أن يحلوا كل المشاكل وحدهم، على كل الأطراف أن يوقفوا العنف وأن يعطوا عملية السلام فرصة”. ووصل الجنرال النرويجي المكلف الإشراف على وقف هش لإطلاق النار في سوريا توسطت فيه الأمم المتحدة، إلى دمشق لتعزيز بعثة المراقبين التي يقول نشطاء إنها ساهمت بالفعل في تهدئة العنف بمدينة حمص معقل الانتفاضة المستمرة منذ 13 شهراً. وأقر الجنرال مود بمدى صعوبة المهمة التي تنتظر البعثة المقرر أن يصل عدد أفرادها إلى 300 مراقب انتشر منهم حتى الآن 30 فقط لكنه أبدى ثقته في قدرة البعثة على احراز تقدم. وقال للصحفيين في دمشق “سنكون 300 فقط لكننا نستطيع أن نحدث تأثيراً”. وأضاف “لا يمكن لـ30 مراقباً أعزل أو 300 مراقب أو حتى ألف مراقب أعزل، حل جميع المشكلات..أطالب الجميع بمساعدتنا والتعاون معنا في هذه المهمة الجسيمة التي تنتظرنا”. ورداً على سؤال عن بطء عملية انتشار المراقبين، قال مود إن ليس هناك بطء، بل “أن استقدام مراقبين من مناطق بعيدة في أفريقيا..وآسيا، هو أمر معقد” يتطلب وقتاً. وكان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون عين الجنرال النرويجى الجمعة الماضي، على رأس مهمة المراقبين في سوريا التي سمح مجلس الأمن الدولي بنشرها لفترة أولية من 3 أشهر. ومود جنرال مخضرم شارك في مراقبة هدنات صعبة بالشرق الأوسط ويبلغ من العمر 54 عاماً. وزار الجنرال النرويجي دمشق في وقت سابق الشهر الحالي للتفاوض مع الحكومة بشأن نشر الفريق الطليعي من المراقبين المكون من 30 مراقباً. وينص الاتفاق الموقع بين الحكومة السورية والأمم المتحدة حول آلية عمل المراقبين على أن توافق دمشق على الدول التي سيستقدم منها عناصر البعثة الدولية. وأبلغ مسؤول في الأمم المتحدة مجلس الأمن الأسبوع الماضي رفض دمشق أي مراقب ينتمي إلى دولة من مجموعة “أصدقاء الشعب السوري”. ويقضي القرار 2043 الصادر عن مجلس الأمن الأسبوع الماضي على نشر 300 مراقب غير مسلح في سوريا للتحقق من وقف أعمال العنف. وحددت مهمة هؤلاء ب3 أشهر. وكان قرار سابق أقر إرسال فريق من 30 مراقباً إلى سوريا للتحضير لمهمة البعثة. وبدأ تطبيق وقف إطلاق النار في سوريا، بموجب خطة عنان في 12 أبريل الحالي. إلا أنه يسجل خروقات يومية. ويتبادل المعارضون والسلطات الاتهامات بخرقه. وتنص خطة عنان على وقف أعمال العنف وسحب الآليات العسكرية من الشوارع وإطلاق المعتقلين والسماح بحرية الإعلام ودخول المساعدات الإنسانية وبدء حوار حول عملية سياسية. وأقامت بعثة المراقبين الدولية حتى الآن مراكز دائمة في حمص وإدلب وحماة ودرعا وكلها مدن ومناطق شهدت خلال الأشهر الأخيرة سخونة بالغة في أعمال العنف وعمليات عسكرية واسعة لقوات النظام وتفجيرات مختلفة تنسبها السلطات إلى “مجموعات إرهابية مسلحة”. وشجع وجود المراقبين آلاف المحتجين على استئناف التظاهرات بعد أسابيع من الحملة العسكرية لكن نشطاء يقولون إن قوات الأسد مستمرة في استهداف الاحتجاجات السلمية. وسقط 362 قتيلاً في سوريا، بحسب منظمة العفو الدولية، منذ وصول طلائع المراقبين قبل أسبوعين. وذكرت وكالة الأنباء السورية الحكومية “سانا” أن مراقبي الأمم المتحدة تفقدوا أمس، حي الخالدية في حمص وهو الحي الذي تعرض لقصف القوات الحكومية لعدة أسابيع قبل بدء سريان وقف إطلاق النار في 12 أبريل الحالي. وقال الناشط في مدينة حمص كرم أبو ربيع متحدثاً بواسطة خدمة اتصال عبر الانترنت أمس، إن العنف تراجع بشكل كبير منذ أن نشر المراقبون فريقاً في المدينة الأسبوع الماضي. وأضاف أبو ربيع قائلاً “لا تزال هناك انتهاكات لكن القصف وإطلاق قذائف الهاون توقف..صممنا على بقاء المراقبين في حمص لأننا نعرف أن الهجمات ستتواصل إذا غادروا”. وتابع أن وجود المراقبين أتاح أمس الأول الفرصة للسكان لانتشال 3 جثث من الشارع وهو أمر كان ينطوي في السابق على خطورة بالغة بسبب رصاص القناصة. وساعدت حالة الهدوء أيضاً المواطنين على إزالة القمامة التي تراكمت في الشوارع. وقال أبو ربيع إن هناك مخاطر من انتشار الأمراض بسبب القمامة التي تركت حتى الآن في الشوارع. إلى ذلك، قال بيان لـ”تيار بناء الدولة” السوري المعارض أمس مخاطباً عنان، “ كنا، في تيار بناء الدولة السورية، قد رحبنا بمهمة المبعوث العربي والأممي كوفي عنان وقبلنا بها وبك وبفريقك وسيطاً محايداً بيننا وبين السلطة السورية، التي أعلنت غير مرة موافقتها وقبولها بمهمتك بجميع بنودها”. وأضاف التيار الذي يتزعمه المعارض لؤي حسين”كنا ننتظر منك في هذه الأيام إبلاغنا بقبول السلطة بما طالبناك به بالإفراج عن جميع المعتقلين السلميين والكف عن ملاحقة أي ناشط سلمي”. وتابع البيان “لقد اعتقلت السلطات خلال الأيام القليلة الماضية الكاتب سلامة كيلة والشيخ معاذ الخطيب، فضلاً عن اعتقالها رموزا آخرين في فترة قريبة سابقة، مثل الحقوقي مازن درويش والحقوقي محمود عيسى، وداعية السلم محمد العمار والناقد عماد حورية وعشرات من الصبايا والشباب الذين يدعون لوقف القتل وحقن الدم السوري”. وقال التيار “نطلب منكم التدخل الفوري لدى السلطة السورية للإفراج فوراً، ودون أي شرط، عن جميع المذكورين وآلاف المعتقلين السلميين وإلا سيمضي الوقت ولن تجد العملية السياسية التي تحاولون بناءها أي شريك خارج السجون، أو أي طرف يثق بالسلطة أو حتى بإمكانية الحل السلمي”.
المصدر: دمشق
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©