الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

إنذار الإمارات إلى قطر واضح.. لا تنازلات

19 يوليو 2017 01:07
دينا محمود (لندن) «لا يمكن أن تكونوا أصدقاءنا وأصدقاء (القاعدة) في الوقت نفسه».. بهذه العبارة التي وردت على لسان معالي الدكتور أنور قرقاش، وزير الدولة للشؤون الخارجية، استهلت صحيفة «الجارديان» البريطانية تقريراً إخبارياً تناول التطورات الأخيرة على صعيد أزمة قطر المتمسكة بسياساتها الطائشة والمزعزعة للاستقرار. ورأت الصحيفة، ذات توجهات يسار الوسط، أن تصريحات قرقاش في لندن تشكل إشارةً هي الأقوى من نوعها حتى الآن بشأن احتمال طرد قطر من مجلس التعاون لدول الخليج العربية، إذا لم تغير السياسات التخريبية التي تنتهجها في الوقت الراهن. وأولت «الجارديان» اهتماماً خاصاً للرسالة شديدة اللهجة التي وجهها قرقاش إلى الدوحة عبر هذه التصريحات، بقوله «إنها لا يمكن أن تظل جزءاً من منظمة إقليمية مكرسة لتعزيز الأمن المشترك، وتدعيم المصالح المتبادلة، وهي في الوقت نفسه تقوض هذا الأمن وتلحق الضرر بهذه المصالح»، وذلك في إشارة غير مباشرة إلى عضويتها في مجلس التعاون، وإضرارها في الوقت ذاته بمقدرات المجلس ومصالح أعضائه. وأبرزت الصحيفة تأكيدات قرقاش، أن التدابير العقابية الرامية لحمل الحكومة القطرية على العودة إلى سواء السبيل، بدأت تحدث أثراً، بل وتشديده على أن الدول الأربع الداعمة لمكافحة الإرهاب لم تخطئ في حساباتها فيما يتعلق بالموقف المبدئي الذي تتخذه من «الإمارة المعزولة». ولم تفت «الجارديان» الإشارة إلى المكاسب التي تحققت حتى الآن بفعل الضغوط التي تتعرض قطر، وهي تلك التي تتمثل في تعهدات قطعتها السلطات في الدوحة على نفسها سراً لقوى غربية، بمراجعة قائمة تضم 59 متطرفاً توقن الدول الداعية لمكافحة الإرهاب (الإمارات والسعودية والبحرين ومصر) بأنهم يقيمون في العاصمة القطرية حالياً، وتريد اعتقالهم أو ترحيلهم. واللهجة التي تحدث بها قرقاش في كلمته أمام المعهد الملكي للشؤون الدولية في لندن «تشاتام هاوس»، كانت وفقاً لتقرير الصحيفة لا تنطوي على أي تنازلات، لاسيما أنها تضمنت اتهامات لقطر بتمويل تنظيم «الجماعة الليبية المقاتلة» المتشدد الذي درّب الإرهابي الذي نفذ هجوماً انتحارياً في مدينة مانشستر أواخر مايو الماضي، ما أودى بحياة 22 شخصاً، بجانب نحو 119 جريحاً. كما أبرزت «الجارديان» ما قاله قرقاش من أن حصيلة اللقاءات مع المسؤولين الأميركيين والأوروبيين تشير إلى أنهم «يدركون ازدواجية قطر» في سياساتها. ولاقت تصريحات قرقاش كذلك اهتمام صحيفة «ديلي تليجراف» البريطانية، التي ركزت على تحذيره لقطر وتخييره لها بين البقاء في الصف الخليجي والعربي، أو مصادقة الإرهابيين. كما أشارت الصحيفة - ذات توجهات يمين الوسط - إلى تأكيد قرقاش على أن الدول الداعمة لمكافحة الإرهاب لا ترغب في تغيير النظام الحاكم في الدوحة، وإنما في تغيير سلوك هذا النظام. أما «التايمز» الأكثر جنوحاً نحو اليمين، فقد أبرزت تأكيد قرقاش على أن جذور الأزمة مع قطر تعود إلى سنوات طويلة ماضية، تحديداً منذ نكثت الدوحة بتعهداتها المتعلقة بقطع علاقاتها بالإرهابيين والمتطرفين، والتي نص عليها اتفاق الرياض لعام 2013 وملحق الآليات التنفيذية الخاصة الذي يعود إلى عام 2014. وأولت «فاينانشال تايمز» اهتماماً لافتاً لما قاله قرقاش من أن الدول الأربع أرادت أن تكون إجراءاتها الصارمة المُتخذة ضد قطر بمثابة «جرس إنذار» مدوٍ للدوحة لكي توقف دعمها للتطرف والإرهاب. وأشارت الصحيفة ذائعة الصيت إلى استبعاد قرقاش لإمكانية التوصل إلى حل سريع للأزمة الناجمة عن عناد قطر وتعنتها، وذلك في ضوء إشارته إلى أن الدول الأربع الداعمة لمكافحة الإرهاب أعدت نفسها لأن يستغرق الأمر وقتاً طويلاً. ونشرت صحيفة «الإندبندنت» تجربةً مريرةً روتها الكاتبة كارلا ماكيردي التي اضطرت للسفر جواً عبر الدوحة، برغم العزلة المفروضة على هذه المدينة من قبل الدول الداعمة لمكافحة الإرهاب. وقالت: إنها حجزت بطاقة سفرها من مدينة بنوم بنه الكمبودية إلى هيوستن الأميركية، قبل وقت طويل من اتخاذ هذه الدول إجراءاتها الحازمة ضد الحكومة القطرية في الخامس من الشهر الماضي. وشكت من أنها لم تتلق أي تحذير مبكر من شركة الخطوط الجوية القطرية، بشأن ما سيتعرض له مسار رحلتها من تغيير بفعل العقوبات المفروضة على قطر. كما قالت: إنها لم تتلق أي تطمينات تؤكد لها أن الرحلة ستسير كالمعتاد، برغم التغييرات الحتمية التي ستطرأ عليها. سياسة الصمت هذه - كما وصفتها ماكيردي - امتدت إلى الموقع الإلكتروني للشركة القطرية، حتى بعد مرور أسابيع عدة على اندلاع الأزمة. وهكذا لم تتلق الكاتبة الإخطار الذي انتظرته طويلاً سوى في السابع من يوليو، أي بعد أكثر من شهر من فرض الدول الأربع تدابيرها العقابية ضد حكومة الدوحة. والمفارقة أن موقع الشركة القطرية ظل في ذلك الوقت يُدرج دبي ضمن مقاصد السفر بالنسبة للطائرات التي تُشغِلها، برغم حقيقة أن الإمارة كانت مغلقةً في ذلك الوقت أمام طائرات هذه الشركة تحديداً. وما بدا إنكاراً للواقع، استمر إلى ما بعد صعود ماكيردي على متن الطائرة، فلم يحدثها عن المشكلات التي ستواجهها رحلتها بسبب عزلة قطر أيٌ من أفراد طاقم الضيافة الذين لم يكشفوا حتى عن المسار الذي ستتخذه الطائرة. واللافت أن الدليل الوحيد على حدوث تغيير في المسار - كما قالت الكاتبة - هو ما بدا لوهلة خاطفة على الشاشات التي ترصد خط سير الطائرة، من تغير في مسارها لكي تتجنب دخول المجال الجوي الإماراتي.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©