مبادرات جديدة لـ «البيئة أبوظبي» تركز على تعزيز السلوك الإيجابي

تعتزم هيئة البيئة - أبوظبي ضمن سياستها الحالية، الانتقال من رفع درجة الوعي البيئي إلى التركيز على المبادرات التي تدفع الجمهور نحو تغيير سلوكياته ليكون صديقاً للبيئة، لا سيما بعد المسح الميداني الذي أُجري العام الماضي حول السلوك البيئي، إضافة إلى المسح الميداني لعام 2010 الذي شمل عينة عشوائية مكونة من 1800 شخص، وتعلن نتائجه سبتمبر المقبل. وأوضحت فوزية المحمود مدير إدارة التعليم البيئي بقطاع التوعية البيئية أن الهيئة كانت تركز في برامجها السنوات الماضية على جانب الوعي البيئي، ولكن بعد أن أظهر المسح الذي أجري العام الماضي عدم تحسن نسبة السلوك البيئي بشكل ملحوظ مقارنة بعام 2008، لذلك ارتأت الهيئة أن تركز في مبادراتها على جانب دفع الناس نحو تحسين السلوك البيئي. وقالت إن الهيئة وضعت هدفاً استراتيجياً للتدرج في تحسين نسبة السلوك والوعي البيئي ليصل الوعي البيئي عام 2014 إلى 68%، والسلوك البيئي إلى 56%. ومن منطلق توجهات حكومة أبوظبي نحو استدامة البيئة واستراتيجية أبوظبي 2030 بأن تكون حكومة أبوظبي ضمن أفضل خمس حكومات في العالم، فقد وضعت الحكومة هدفاً رئيساً لتحقيق ذلك، وهو «مجتمع واع بيئياً يسهم في التنمية المستدامة». وأضافت فوزية المحمود أن الهيئة تركز حالياً أكثر على المبادرات التي تتضمن إجراءات فعلية في تخفيض البصمة البيئية، مدللة على ذلك بحملة ترشيد استهلاك المياه التي تقوم الهيئة بتنفيذها بالتعاون مع جمعية الإمارات للحياة الفطرية، والتي يصاحبها تركيب الأدوات الموفرة للمياه، حيث سيتم تركيب تلك الأدوات على جميع المنازل والمساجد والمدارس والمؤسسات الحكومية والخاصة مجاناً والتي ستخفض الاستهلاك بنسبة 30% تقريباً. وأشارت إلى مبادرة المدارس المستدامة والتي تستهدف القطاع التعليمي وتقوم بتأهيل الطلبة والمعلمين بقياس البصمة البيئية للمدرسة ووضع خط البداية لجميع المدارس المشاركة ومن ثم العمل على خفض البصمة البيئية من خلال ابتكار العديد من المشاريع والحملات والمبادرات بداخل المدارس، ومبادرة مجموعة أبوظبي للاستدامة، بالإضافة إلى حملة يوم بلا ورق والذي تتطلع الهيئة إلى جعلها مبادرة عالمية، والعديد من المشاريع الأخرى كبرنامج الماراثون البيئي والمسابقات البيئية وإصدار العديد من المطبوعات التعليمية وإنشاء موقع إلكتروني بيئي للأطفال «عالم شاهين»، إضافة إلى تنظيم المؤتمرات والمعارض العالمية وتشجيع المبادرات الخضراء من قبل جميع فئات المجتمع. وكشفت مدير إدارة التعليم البيئي بقطاع التوعية البيئية عن مبادرة ستنفذها الهيئة خلال الفترة المقبلة تقوم فكرتها على توزيع مصابيح موفرة للطاقة على المنازل في إمارة أبوظبي، مثلما الحال في توزيع تقنيات ترشيد استهلاك المياه بالمجان. وكانت هيئة البيئة بأبوظبي أجرت في العامين 2008 و2009 مسحين ميدانيين لتقييم مستوى الوعي البيئي بين مختلف فئات المجتمع في إمارة أبوظبي ومعرفة انعكاسات هذا الوعي على السلوك الإيجابي نحو البيئة لدى قطاعات المجتمع المختلفة بما فيهم طلبة المدارس. وتبين أن متوسط مستوى الوعي البيئي العام حول القضايا البيئية في إمارة أبوظبي عام 2008 وصل إلى 48.9% ليرتفع بشكل ملحوظ عام 2009 إلى 55.3%، فيما نسبة السلوك البيئي الإيجابي بلغت نسبته 43.8% في مسح 2008، في حين ارتفع ارتفاعاً بسيطاً عام 2009، حيث وصل إلى 44.5%. ووفقاً لنتائج المسح، فقد بلغ مستوى الوعي بقضايا البيئة العالمية بما فيها تغير المناخ 50.4%، في حين بلغ مستوى السلوك الإيجابي نحو هذه القضايا 44.8%. وقالت المحمود إن الهيئة بالتعاون مع شركة متخصصة بإجراء المسوحات الميدانية باشرت بإجراء المسح الثالث لتقييم مستوى الوعي والسلوك البيئي في إمارة أبوظبي، ومعرفة الأثر البيئي لبرامجها للتوعية على أن تظهر نتائج المسح في سبتمبر المقبل. ويشتمل المسح على أسئلة ترصد الوعي والسلوك البيئي في مواضيع البيئة بشكل عام، المياه، الطاقة، التنوع الحيوي، النفايات والتلوث والأوزون، إضافة إلى الاحتباس الحراري وتغير المناخ، والتنمية المستدامة. وبشكل عام، فإن قطاع المستشفيات والفنادق كان الأعلى في نسبة الوعي، بينما كان الأعلى في نسبة السلوك هو قطاع المـستشـفـيات والفنادق والصناعة، أما الأكثر تقدماً في الوعي خلال عامي 2008 و2009 فقد كان قطاع متاجر التجزئة، والأكثر تقدماً في نسبة السلوك خلال عامي 2008 و2009 هو قطاع المستشفيات يليه قطاع تجار التجزئة.