الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

أزمة الديون الأوروبية تتجاوز «المرحلة الصعبة»

أزمة الديون الأوروبية تتجاوز «المرحلة الصعبة»
10 يوليو 2010 21:01
بدأت مؤخرا أكبر شركات الاستثمار في العالم ولأول مرة منذ عدة أشهر، في شراء ديون إسبانيا. وتشير هذه الخطوة إلى تجدد الآمال في أن أزمة ديون “منطقة اليورو”، التي اندلعت في أكتوبر الماضي عندما قللت اليونان من شأن عجز ميزانيتها، ربما تكون تجاوزت أسوأ مراحلها. وما يدفع لهذا التفاؤل، بوادر التعافي التي عمت أسواق كل من إسبانيا، واليونان، والبرتغال، التي عانت أكثر الضغوطات خلال الأزمة المالية، والقوة التي أظهرها اليورو مقابل الدولار في الشهر الماضي. وقفز اليورو 7% مقابل الدولار منذ السابع من الشهر الماضي، في الوقت الذي ارتفعت فيه الأسواق الإسبانية، واليونانية والبرتغالية 3% منذ نهاية الشهر الماضي. وأقبل مدراء الصناديق على شراء السندات الحكومية الإسبانية التي تقدم فوائد كبيرة. كما قامت بعض الصناديق والتي ينبغي عليها شراء جزء معين من ديون الحكومة الإسبانية، بشراء السندات الإسبانية في مزاد سندات الخمس سنوات الذي أقيم بداية هذا الشهر. وتستعد بعض الصناديق الأخرى، مثل “بارينج” لإدارة الأصول، و”ستاندارد لايف” الاستثمارية، التي تميل للمغامرة في إسبانيا واليونان، للاستثمار في السندات الإيطالية، بالرغم من أنها تصنف من أكثر أعضاء “منطقة اليورو” خطورة بعد اليونان والبرتغال واسبانيا وأيرلندا. ويقول ألان وايلد رئيس قسم العملات والدخول الثابتة في “بارينج”: “يعتبر شراء السندات الإيطالية من أكثر أنواع الطرق الآمنة لكشف الصناديق على الدول الهامشية الأعضاء في منطقة اليورو”. وتمثل عودة المشترين خطوة واضحة إلى الأمام مما كان عليه الحال في مايو الماضي عندما بدأ بنك أوروبا المركزي برنامج شراء السندات، وعندما لم يكد هناك مشترون عالميون للديون السيادية في الدول الأكثر ضعفا في منطقة اليورو. ونصح المستشارون الاستثماريون عملاء الصناديق المعاشية في أيرلندا، الحد من تعرضهم لليونان ولبعض سندات حكومات الدول الهامشية الاعضاء في منطقة اليورو، وذلك خوفا من انهيار اليورو. ويقول كولن ربيرتسون رئيس “هيويت” الاستشارية “لا يزال مؤشر السندات في أيرلندا بخير ما دام اليورو بخير، لكن هناك مؤشرا قويا على انفصال اليونان من اليورو، لذا ننصح عملاءنا باستبعاد السندات اليونانية، ولربما الاسبانية والبرتغالية أيضاً”. وربما تطغى على هذه المخاوف، قوة التعافي، وعدم التأكد من نتيجة اختبارات الضغط لبنك أوروبا المركزي. ويقول عارف حسين مدير الدخول الثابتة في أليانس بيرنستين “ما زالت هناك الكثير من المخاوف التي تتعلق بمنطقة اليورو. ولدينا معلومات مفصلة ما اذا كان الوقت مناسب للشراء من إسبانيا، أو حتى من اليونان، لكننا لم نقرر بعد”. ودفعت هذه المخاوف ببعض الصناديق مثل “سكرودرس” الاستثمارية، و”ستاندارد لايف” الاستثمارية، لشراء ديون الشركات أكثر من ديون الدول الهامشية في منطقة اليورو حيث إنها توفر أرباحا مشابهة أقل مخاطرة مثل تأخير سداد الديون، أو إعادة هيكلتها. ويذكر معظم مدراء الصناديق، والاستراتيجيون، أنه وبمجرد نشر نتائج اختبارات الضغط التي أجريت على المصارف، المتوقعة نهاية هذا الشهر، فان صورة مستقبل الاقتصاد، وأسواق سندات منطقة اليورو، ستكون أكثر وضوحاً، مع تقديم دليل أكثر قوة على التعافي الاقتصادي. ومن أكبر المخاوف أن تقود حدة البرامج التقشفية في إسبانيا، والبرتغال، واليونان إلى الانكماش، ودخول هذه البلدان في موجة من الكسادات الكبيرة التي يصبح معها سداد الديون الضخمة، شبه مستحيل. وفي مثل هذا السيناريو، تبرز مخاطر التأخير عن السداد، أو إعادة هيكلة الديون، بالإضافة إلى إمكانية إرغام إسبانيا، والبرتغال، على استخدام قروض المساعدات الطارئة، كما حدث لليونان. وسيستمر التوتر حتى تقتنع الأسواق بنمو منطقة اليورو، حيث يمثل النمو المحور الأساسي للقضية. ويخشى العديد من المستثمرين من أن لا تكون اختبارات الضغط للمصارف قوية بما يكفي، أو أن لا تقدم شرحاً وافياً للكيفية التي يمكن للمصارف الضعيفة أن تعيد بها رسملة ميزانياتها. ويذكر ديفيد ريلي رئيس التمويلات العامة العالمية والسيادية في مؤسسة “فيتش” للتصنيفات، أن قضية الأسواق على المدى الطويل تكمن في كيفية إصلاح الاتحاد الأوروبي للبنية الاقتصادية، بما ذلك الكيفية التي يخطط بها لتعزيز الاستقرار والنمو، لدرء أخطار زيادة عجوزات الميزانيات لمستويات كبيرة في بلد مثل اليونان. وستقوم قوة عمل مكونة من وزراء مالية الاتحاد الأوروبي، بالسعي وراء إصلاح السياسات الاقتصادية في دول الاتحاد. وحتى ذلك الحين، وبافتراض ان هذه القوة ستوضح الخطوط العريضة لكيفية منع دول مثل اليونان من الافراط في الانفاق، فربما يبدأ المستثمرون في شراء سندات الدول الهامشية في “منطقة اليورو”. عن «فاينانشيال تايمز»
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©