30 ابريل 2012
أبوظبي (الاتحاد) - قام عدد من عقيلات السفراء العرب، بافتتاح معرض منتجات ذوي الإعاقة في مركز لتنمية القدرات في أبوظبي، وذلك ضمن فعاليات حملة التوعية للسنة الرابعة عن اضطراب التوحد، تماشياً مع قرار الأمم المتحدة لنشر الوعي بالإعاقة ودمج ذوي الاحتياجات الخاصة في المجتمع.
وفي هذا الإطار، قال عصام الدين عبدالحافظ اختصاصي التأهيل المهني والفني بالمركز، إن المعرض يأتي ضمن حملة تنظمها إدارة المركز، تزامناً مع شهر التوحد العالمي، تشتمل على برامج حديثة هادفة لدمج ذوي الإعاقة، وتتضمن العديد من الفعاليات والأنشطة لكى تصل حملة التوعية إلى جميع شرائح المجتمع.
مفاهيم جديدة
وأوضح عبدالحافظ أنه مع تزايد الدعوات التي تطالب بتبنّي مفاهيم جديدة في التأهيل المهني للأشخاص المعاقين، بحيث تستجيب للتطورات العالمية والإقليمية في الجوانب الاقتصادية وسوق العمل المفتوح.
يلاحظ المطّلع على أدبيات الإعاقة حديثاً، أنها تركّز على أهمية التأهيل المهني للأشخاص المعاقين كخطوة حاسمة نحو دمجهم وإدماجهم في سوق العمل. ومن هنا، كان ينبغي التوجه بضرورة وضع الخطط العلاجية والتأهيلية التي تؤدي لاتباع، أنسب الأهداف والمهارات التي تناسب كل طالب بعينه والمهارة التي يظهر جانب إبداعه فيها، وبالتالي تظهر هذه المنتجات الرائعة التي زينت المعرض وأدهشت مشاهديها من المهتمين بذوي الإعاقة ودعمهم مجتمعياً.
وعن أساليب التأهيل المتبعة والتي أدت إلى ظهور هذه الإبداعات المدهشة للطلاب في المعرض.
أوضح عبدالحافظ أنه في السنة الأولى للطالب يلتحق بالقسم المهني والفني، حيث يتعرف الطالب إلى الخامات والأدوات والآلات وطرق استخدامها ووسائل الأمان والسلامة الخاصة بها مع إطلاق العنان لإبداعاته ومهاراته وتسجيل الملاحظات الخاصة بموهبته وسلوكه ومنها العمل على تنمية المهارة التي تميز فيها وتسمى هذه المرحلة، مرحلة ما قبل التأهيل المهني، وفيها يتم التركيز على الأعمال الخاصة بالتريكو والنول وبعض الأشغال الفنية البسيطة.
إعادة تدوير النفايات
أما السنة الثانية والثالثة فيتم التركيز فيها على تطوير المهارات والأفكار فأدخلنا مهارات جديدة مثل الطباعة بالشاشة الحريرية ومهارة تشكيل رقائق المعادن والأشغال اليدوية مثل المعلقات الإسلامية واللوحات الفنية وغيرها من الأعمال التي يستطيع إنجازها ذوو الإعاقة.
ولفت عبدالحافظ إلى واحدة من المهارات المهمة المستخدمة في إعادة التأهيل، وتساعد ذوي الإعاقة على تطوير أدائهم ومهاراتهم، وتتمثل في تعلم كيفية إعادة تدوير النفايات، حيث يستخدم الطلاب أوراق الصحف في عمل سلال خبز وغسيل وسلال للقمامة ومزهريات معلقة وصناديق للحلي والزينة، وعلب الحليب القديمة في صنع حصالات، واستغلال بقايا الأخشاب القديمة في صنع مقالم وتحف فنية وإسلامية وقواعد مصاحف، أما الفخامة والذوق العالي فكان لهما نصيب كبير، وقام الطلاب بتحويل علب المسحوق الفارغة إلى علبة مصحف مبتكرة ذات سحاب ودرج وغطاء مزخرف، ومن الكارتون والخيش وسراويل الجينز المستهلكة، تم صنع دفاتر وملفات ذات ذوق رفيع وأنيق.
أما الإكسسوار والزينة فتمثلا في الأساور والعقود الخرزية وميداليات متعددة الأشكال والأنواع، ولبقايا الجلد دور إنتاجي، فمنه صنعت أغطية لعلب المناديل الورقية وجرابات للموبيل، وكتبت آيات قرآنية.
ومن ألوان الفن التشكيلي التي أبدع فيها طلاب المركز وعرضوا فيها أعمالهم خلال المعرض، المشغولات الجبسية وعجائن الورق، والرسم الزيتي وإبداعات المناظر الطبيعية والبيئية، والطباعة على القماش، بالإضافة إلى الشمع ومنتجاته بما له من ذوق عالٍ وسهولة تشكيله لأعمال فنية جميلة.
جودة وإتقان
وأكد عبدالحافظ أن منتجات طلاب المركز على قدر عال من الجودة والإتقان، وهو ما أدى إلى تأسيس معرض دائم ومتطور داخل المركز لمنتجات الطلاب والقسم المهني والفني، وهذا المعرض جاذب لزوار المركز وينال الإعجاب الدائم لهم. كما أن منتجات قسم التأهيل المهني والفني حصدت الطلب والإعجاب من خارج المركز فأصبحنا مطلوبين ومدعوين لمعظم المعارض الإنتاجية في أبوظبي ومنها المعارض السنوية، مثل معرض مهرجان أسواق عربية بمركز المعارض بأبوظبي ومعرض التوظيف بالكورنيش، ومعارض خاصة مثل وزارة البيئة ومعارض المدارس المختلفة.
وهذا العام سيكون مصاحباً لمعرض المركز بمهرجان أسواق عربية ورشة عمل للطلاب تحت شعار»نحن أصدقاء البيئة»، سيتم فيه عرض منتجات الطلاب المعتمدة على تدوير النفايات وإبراز قدراتهم على الاستفادة من الأشياء البسيطة الموجودة حولهم في البيئة المحيطة. إلى ذلك، شهد افتتاح المعرض تكريماً للجهود المبذولة من قبل المؤسسات الإعلامية المرئية والمقروءة والمسموعة في تغطية أخبار الأنشطة والفعاليات الهادفة التي تخدم مصالح ذوي الإعاقة وتساهم في تخفيف المعاناة عن أهاليهم وتبرز دور رؤية دولة الإمارات العربية المتحدة في إتاحة فرص عمل لذوي الإعاقة ودمجهم في المجتمع، كما تم تكريم عدد من المؤسسات الإعلامية والصحفية وعدد من البرامج التلفزيونية المميزة والتي منحت أوقاتاً وبرامج خاصة لدعم المعاقين.
نشر الوعي
من جهة أخرى، حضرت الدكتورة مها رضوان حرم السفير المصري وهيا أبو الفول حرم السفير الأردني ونزيهة آيت علي حرم السفير المغربي وآمنة بالطيب حرم السفير التونسي وزكية شبيرة حرم السفير الجزائري ونادية الحشانى حرم السفير الليبي. وثمنت عقيلات السفراء الجهود المبذولة في دولة الإمارات من أجل نشر الوعي ودعم أهداف وبرامج مصالح ذوي الإعاقة، والتي تؤدي إلى إيصال رسائل عديدة إلى المجتمع وتسهم في تنفيذ البرامج وحملات التوعية.
كما أعربن عن سعادتهن بالمشاركة في الفعالية المجتمعية لدعم فئة خاصة في المجتمع تستحق كل الدعم والمساندة، مناشدات شرائح المجتمع كافة بالتفاعل الإيجابي مع المبادرات ومعارض منتجات هذه الفئة، وأشدن بما تقدمه دولة الإمارات العربية المتحدة وحكومتها الرشيدة من دعم وبرامج أسهمت في دمج المعاقين كافة في المجتمع.
عدد اليوم
