«السلطة» تتهم إسرائيل و «حماس» بتدمير غزة

دعا الرئيس الفلسطيني محمود عباس ،الى رفع الحصار عن قطاع غزة، كما دعا حركة “حماس” مجددا الى إنهاء حالة الانقسام الفلسطيني. وحملت الرئاسة الفلسطينية امس، حركة “حماس” وسيطرتها على قطاع غزة، المسؤولية عما لحق بالقطاع من خسائر وأضرار جراء الحرب الإسرائيلية قبل عام. وقالت الرئاسة، في بيان صحفي بمناسبة الذكرى السنوية الأولى للحرب على غزة: “إن إسرائيل تتحمل المسؤولية الكاملة عن العدوان الذي ما كان له أن يحصل وعلى هذا النطاق، وان يوقع كل هذه الخسائر في الأرواح والممتلكات، لو لم يقع الانقسام نتيجة الانقلاب الذي نفذته حركة “حماس” وسلخ قطاع غزة عن الوطن الفلسطيني”. واعتبرت الرئاسة،أن سيطرة “حماس” على قطاع غزة قبل عامين ونصف العام “سحبته من تحت مظلة الشرعية الوطنية والقانونية الفلسطينية”. ووصفت الرئاسة الفلسطينية الحرب الإسرائيلية على غزة بأنها “أفظع جرائم العصر” وقالت إنها ارتكبت تحت سمع وبصر العالم في شتى أرجاء المعمورة. وأكدت “أن دائرة الخطر التي تطوق قطاع غزة بالحصار واحتمال تجدد العدوان، تحاصر الجناح الآخر من الوطن الفلسطيني في الضفة الغربية، بالاستيطان وبأنياب الجرافات التي تنهب الأرض وتقتلع الأشجار، وتهدم البيوت، وتشرد اهلها”. وشددت الرئاسة على أن الظروف التي تعانيها الأراضي الفلسطينية “ تقتضي من مختلف القوى والفصائل الوطنية والاسلامية الالتقاء على كلمة سواء، لاستعادة وحدة ارضنا وشعبنا ونظامنا السياسي ومؤسساته الشرعية تحت راية ممثله الشرعي والوحيد منظمة التحرير الفلسطينية “. ودعت حركة “حماس” إلى “مغادرة مربع حساباتها الفئوية الضيقة والتعالي عنها، والتوقيع على الوثيقة المصرية للمصالحة اليوم قبل غد، كي نتمكن من إعادة إعمار القطاع وإنقاذ شعبنا من عذاب طال أمده”. وقد أحيا الفلسطينيّون امس، في الداخل والشتات ذكرى الحرب الإسرائيلية الوحشية على غزة، التي توافق 27 من ديسمبر،وهي الذكرى الأكثر إيلاما لهم منذ عام 1967. ففي الساعة 11.30 صباح اليوم السابع والعشرين من شهر ديسمبر عام 2008 حدث شيء مخيف ومرعب لكل شخص في قطاع غزة. خلال 10 ثوان كانت سماء القطاع تمتلئ بأكثر من 60 طائرة حربية ، وفجأة بدأت بغارات جوية كبيرة، في شمال القطاع ووسطه وجنوبه، في ظل ذهول الناس الذين لم يكونوا يعلمون ماذا يحدث . وقد وقف الغزيون دقيقة صمت في تمام الساعة الحادية عشرة والنصف امس، استذكاراً ليوم الحرب على غزة قبل عام،والتي امتدت 23 يوما مارست خلالها اسرائيل أبشع ألوان القتل والتشريد وامتهان الكرامة الإنسانية، ومارست العديد من جرائم الحرب التي أقرت بها مؤسسات دولية، خاصة أنها استخدمت أسلحة محرمة دوليا سببت مآسيَ لم تنتهِِ آثارها بعد. وأطلقت الحكومة الفلسطينية المقالة التي تديرها حركة “حماس” في قطاع غزة امس، سلسلة فعاليات لإحياء الذكرى السنوية الأولى للحرب الإسرائيلية على القطاع، تحت عنوان “صمود وانتصار”. وشارك عدد من كبار مسؤولي الحركة ونوابها في المجلس التشريعي بتدشين الفعاليات. وتخلل فعاليات اليوم الأول الذي أطلقت عليه الحركة “يوم الغدر” لذكرى الحرب الإسرائيلية إطلاق صفارات الإنذار في مدينة غزة والوقوف دقيقة حداد وتوقف حركة السير. وجابت سيارات الإسعاف والدفاع المدني شوارع غزة في مسيرة محمولة، لإحياء ذكرى شهداء الأطقم الطبية والطوارئ خلال الحرب. وقام أحمد بحر النائب الأول لرئيس المجلس التشريعي،وزياد الظاظا نائب رئيس وزراء الحكومة المقالة، بإزاحة الستار عن لوحة تحمل أسماء جميع شهداء الحرب، بمشاركة كل من الطفل لؤي صبح والطفلة أميرة القرم التي فقدت والدها واثنين من إخوتها في الحرب. ويمتد برنامج الفعاليات الحكومية بعدد أيام الحرب، يتخللها مؤتمرات قانونية ومعارض للصور ،وأيام عمل في المناطق المنكوبة، إضافة إلى يوم دراسي عن الحرب، وإضاءة مآذن القطاع التي قصفت، وزيارات ميدانية للمتضررين ومهرجان شعري وغيرها. وأطلقت الحكومة على كل يوم من أيام فعالياتها اسما خاصا به يتناسب والحدث الأبرز في كل يوم من ايام الحرب، وتختتم الفعاليات بحفل مركزي في آخر أيام الحرب والذي أطلقت عليه “يوم النصر”. ونظم أطفال غزة مسيرة انطلقت من وسط المدينة ، ورددوا العديد من الشعارات المنددة بالعدوان الإسرائيلي. وقال أحمد بحر النائب الأول لرئيس المجلس التشريعي والقيادي في “حماس” في مؤتمر صحفي ، إن الحرب الإسرائيلية على غزة “شهدت انتصار إرادة الصمود والمقاومة على ظلم الطغاة وجبروتهم”. وطالب بحر أمين عام جامعة الدول العربية بالقيام بزيارة قطاع غزة للاطلاع على آثار الحرب والحصار عليها. وفي بلدة جباليا شمال قطاع غزة، تظاهر المئات من أنصار وعناصر “حماس” وتجمع هؤلاء عند مقر مدرسة الفاخورة التي شهدت مقتل أكثر من 40 فلسطينيا في قصف إسرائيلي خلال الحرب.