الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

جاهدة وهبة تقدم موسيقى الشرق والغرب في هولندا وبلجيكا

جاهدة وهبة تقدم موسيقى الشرق والغرب في هولندا وبلجيكا
12 أكتوبر 2008 02:11
في أكثر من حفلة موسيقية غنائية أحيتها المطربة والملحنة اللبنانية جاهدة وهبة مؤخرا بين بلجيكا وهولندا، استمع واستمتع جمهور كبير من الدولتين بالموسيقى التي قدمتها مع الموسيقي العراقي عازف القانون أسامة عبدالرسول بمشاركة عدد من العازفين العرب والأجانب· قدمت الفنانة جاهدة وهبة عددا كبيرا من الأغنيات التي امتزجت فيها موسيقى الشرق والغرب بطريقة منسجمة إلى حد كبير مدعومة بالصوت القوي العميق للمطربة والموسيقيين الذين ظهرت خبراتهم الواضحة في التعامل مع طرق مختلفة من الأداء في الثقافة الموسيقية، حيث مزجت بين آلة القانون مع البيانو الكهربائي والكونترباص مع العود· لقد استمع الجمهور من خلال صوت جاهدة وهبه إلى ذلك التنوع الكبير من الألحان والأصوات المختلفة اختلافا كبيرا بدءا من صوت فيروز (سبرانو) الذي يجمع بين الدفء والعذوبة وانتهاء بصوت وديع الصافي (باريتون) الذي يجمع بين القوة والعمق والتنوع· تمتلك وهبة قدرة على إظهار أعلى الأصوات وأوطئها من خلال المرونة التي يتمتع بها صوتها الذي يتجاوز الاوكتاف (السلم الموسيقي)· ويبرز من خلال الأغنيات المختلفة التي قدمتها قدرتها على الانتقال من طبقة الجواب العالية إلى طبقة القرار الواطئة أو العكس بسهولة وبساطة ودون أي نشاز أو صوت مستعار· في بداية الحفلة التي تم إحياؤها في هولندا، قدم الفنان أسامة عبدالرسول قطعة موسيقية (آلية) بعنوان ''حزن'' على مقام الحجاز أظهر قدرة هذه الآلة الوقور على الوصول إلى أكثر المناطق ضيقا وخفوتا من خلال عزفه على نهايات الأوتار· بعد هذه القطعة الموسيقية غنت جاهدة وهبة أربع أغنيات متنوعة لحنت ثلاثا منها والرابعة كانت من تلحين الموسيقار الكبير الراحل محمد عبدالوهاب ''عندك بحرية'' الموقعة بصوت الفنان القدير وديع الصافي· حينما أدت المطربة هذه الأغنية ظهرت قدراتها الصوتية المتكاملة من عمق وسعة وقابلية على الإمساك بروح اللحن· وحين غنت ''ياريت'' للشاعر طلال حيدر، شعر السامع أنها تتماهى بشكل كامل مع فيروز صوتا ولحنا وأداء· في القسم الثاني من الكونسيرت الذي توزع على ثلاثة أقسام، عاد الفنان أسامة عبدالرسول مع قطعة ''عزاء'' التي كانت مثل سابقتها وصفا للحال التي آل إليها بلده العراق الذي أصبح يستيقظ وينام على الدم· من جانبها، قدمت المطربة جاهدة وهبة أغنيات أخرى مختلفة عن تلك التي قدمتها في بداية الكونسيرت· يكمن الاختلاف في الكلام الذي جاء هذه المرة نثرا، أي أنها غنت كلاما غير موزون كما اعتدنا أن نسمع وهي مجازفة لا يقدم عليها أي مطرب عربي مهما كانت شهرته لأنه بذلك يتخلى عن أهم عنصرين في الغناء وهما الوزن ''الإيقاع'' والقافية ''حرف الروي''· ليس هنالك مذهب ولا كوبليه بل قصيدة نثر لا تحتوي حتى على ما نطلق عليه ''الإيقاع الداخلي'' في النصوص التي اختارتها· لكن وهبة لحنت هذه النصوص على الطريقة الغربية بموسيقى غير مقامية (كروماتيكية) لكي ينسجم الكلام غير الموزون مع اللحن· في مرحلة ثالثة زاوجت وهبه وعبدالرسول بين موسيقى الجاز والموسيقى العربية حينا، وبين الفلامنكو والموسيقى الشرقية وحصلا على نتائج لطيفة، لكن المزج لم يكن كاملا لأنهما اضطرا إلى تقسيم الأغنية أو القطعة الموسيقية إلى جزءين· حينما يتعلق الأمر بالموسيقى العربية يستخدمان العود والقانون والجوزة، وحينما يتعلق الأمر بالموسيقى الغربية يستبدلان العود بالكونترباص والكمان بالجوزة والقانون بالبيانو الكهربائي· إما الطرب الذي قدمته هذه الفنانة المتألقة من خلال أداء بعض أغاني كوكب الشرق بنكهة خاصة، فقد كان فاكهة هذه الأمسيات الرائعة· ولا يفوتنا بهذه المناسبة إن نشيد بصوت الفنانة جانا وهبة أخت المطربة جاهدة وهبة والتي تعمل مخرجة سينمائية أساسا، فقد شكلت لوحدها مجموعة صوتية كاملة حين قامت بأداء الكورس·
المصدر: أمستردام
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©