السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

«الإصلاح» و«المؤتمر»: إيران تؤجج صراع صعدة

30 ابريل 2013 00:14
عقيل الحـلالي (صنعاء) - قتل جندي ومسلح باشتباكات، الليلة قبل الماضية، بين قوات الأمن ومسلحين قبليين في محافظة حضرموت جنوبي اليمن، فيما أفرجت السلطات الأمنية، أمس، عن ثلاثة من معتقلي “الحراك الجنوبي”، الذي يتزعم منذ سنوات الاحتجاجات الانفصالية في الجنوب. وذكرت مصادر أمنية ومحلية في حضرموت لـ”الاتحاد” أن اشتباكات اندلعت، ليل الأحد الاثنين، بين مسلحين وقوات أمنية في حي “ديس” بمدينة المكلا، مشيرة إلى أن الاشتباكات اندلعت على خلفية محاولة المسلحين إطلاق سراح زعيم قبلي تحتجزه السلطات. وأسفرت الاشتباكات عن مقتل جندي وإصابة آخرين من الطرفين، حسب المصادر الطبية التي أكدت وفاة أحد المسلحين. وأفرجت السلطات اليمنية أمس عن ثلاثة من أبرز معتقلي “الحراك الجنوبي” في السجون الأمنية، على خلفية اتهامات لهم بالتورط في أعمال العنف المسلح بالجنوب. وقالت مصادر في الحراك لـ”الاتحاد”، إن السلطات الأمنية أفرجت أمس عن حسن بنان وعبدربه محرق، المحتجزان في السجن المركزي بصنعاء، وبجاش الأغبري المعتقل في عدن منذ أواخر العام الماضي، مشيرة إلى أن عملية الإفراج تمت بناءا على توجيهات أصدرها الرئيس الانتقالي عبدربه منصور هادي، الذي يتعرض لضغوط من قبل ممثلي المعارضة الجنوبية في “الحوار الوطني”، الذي بدأ في 18 مارس ويستمر ستة أشهر. وذكرت مصادر أخرى بالمعارضة الجنوبية أن عملية الإفراج تتضمن مغادرة المفرج عنهم البلاد لمدة تزيد عن العام. إلى ذلك، اتهم أكبر حزبين سياسيين في اليمن، أمس، إيران بتأجيج الصراع في صعدة التي تخضع لسيطرة جماعة الحوثي المسلحة منذ عام 2004. وبدأت الأطراف اليمنية المشاركة في مؤتمر الحوار الوطني الشامل، أمس، مناقشة “جذور” الصراع فيصعدة، حيث دارت ستة حروب بين القوات الحكومية ومقاتلي جماعة الحوثي، كان آخرها في عام 2009. وقال حزب “المؤتمر الشعبي العام”، الذي يرأسه الرئيس السابق علي عبدالله صالح، في رؤيته المقدمة لمؤتمر الحوار، إن جذور قضية صعدة تعود إلى عام 2004 عندما امتنع “الحوثيون” عن “دفع الضرائب والزكاة المشروعة”، واحتلوا مؤسسات حكوميات واستحدثوا نقاط تفتيش في عدد من مديريات المحافظة، المحاذية للملكة العربية السعودية. وذكر أن “عدم وصول التنمية بمفهومها الشامل” إلى محافظة صعدة التي تعاني من انتشار كبير للبطالة والسلاح، إضافة إلى ضعف السلطات المحلية والمركزية في بسط نفوذ الدولة هناك، عوامل ساهمت في زيادة نفوذ جماعة الحوثي، خصوصاً في ظل “غياب الوعي المجتمعي والدور الإعلامي البناء”. واتهم حزب الرئيس السابق، مؤسس الجماعة المذهبية، حسين بدر الدين الحوثي، بعرقلة جهود “السلطة المحلية والمركزية لاحتواء الموقف”، ما أدى إلى اندلاع الحرب الأولى بين الجيش و”الحوثيين”، وهي الحرب التي انتهت بمقتل زعيمهم المؤسس. وعزا حزب “المؤتمر”، الذي يمتلك حاليا نصف مقاعد الحكومة الانتقالية، اندلاع ست جولات من القتال المسلح في صنعاء إلى لجوء جماعة الحوثي إلى “القوة المسلحة” في مواجهة السلطة، واعتمادها على “دعم خارجي من بعض الدول الإقليمية التي تستهدف اليمن وغيرها”، في إشارة صريحة إلى إيران. وقال إن استمرار الصراع المسلح في صعدة سببه “مواقف بعض القوى السياسية والاجتماعية والعسكرية في صنعاء التي لم يكن لبعضها موقف واضح و صريح” من تمرد جماعة الحوثي، التي ساندت بقوة الانتفاضة الشبابية ضد الرئيس السابق في عام 2011. وقال حزب “الإصلاح” الإسلامي السني، ثاني أكبر الأحزاب اليمنية، إن النظام الجمهوري الذي جاءت به ثورة 1962 “ورث تركة خطيرة من الرواسب السلبية لعهود الإمامة وعلاقتها وفكرها الإقصائي”. وعزا جذور الصراع في صعدة إلى “محاولات البعض إضفاء البعد المذهبي على هذه القضية”، مشيرا في رؤيته التي قدمها أمس في مؤتمر الحوار الوطني إلى أن “الحوثيين” استخدموا المذهبية “كلافتة دينية بهدف استقطاب المقاتلين واستدرار عواطف الناس”. كما عزا “الإصلاح”، جذور الصراع في شمال اليمن، الذي خلف آلاف القتلى والجرحى وشرد مئات الأسر اليمنية، إلى “طموحات المشروع الإيراني للتوسع والتمدد في المنطقة”، متهما طهران بتقديم “الدعم السخي بالمال والسلاح” لجماعة الحوثي، فضلاً عن مساندتها إعلامياً. واتهم هذا الحزب، الذي تصدر لاحقا انتفاضة عام 2011، الرئيس السابق باستغلال قضية صعدة “لتصفية خصومه التي كان يرى انهم عقبة أمام توريث السلطة”، في إشارة إلى اللواء علي محسن الأحمر الذي كلفه صالح بقيادة الحروب الستة ضد “الحوثيين”. وقال “الإصلاح” إن “رغبة الحوثيين في التوسع الجغرافي باستخدام القوة فرض حروب متعددة” في شمال اليمن، مؤكدا ما ذهب إليه “المؤتمر” بارتباط قضية صعدة بضعف أداء المؤسسات الحكومية وغياب التنمية وانتشار الأمية. إلا أن جماعة الحوثي، التي يمثلها 35 شخصاً في مؤتمر الحوار الوطني، عزت جذور الصراع في صعدة إلى تصدي “قوى محلية سياسية واجتماعية وأخرى إقليمية ودولية” للمشروع “النهضوي والإحيائي” الذي بدأه مؤسس الجماعة في بداية العقد الماضي. وقالت إن هذا “النشاط” لم يكن يحمل صبغة مذهبية أو طائفية ولم يكن له “أي امتداد” خارجي، إلا أنه، حسب رؤية الجماعة، “أثار مخاوف” تلك القوى التي “التقت جميعها في الرغبة في التخلص منه”.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©