السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

انعدام الذكاء في السياسة القطرية (1 - 4)

انعدام الذكاء في السياسة القطرية (1 - 4)
17 يوليو 2017 23:42
تحتاج كل أمة، بل وكل مجتمع، وكل دولة، في كل مرحلة من مراحل نموها وتطورها إلى أن تحدد مواقفها واتجاهاتها، وتحدد أصدقاءها وأعداءها، وتمايز بين حلفائها وأعدائها. وهكذا جُبلت الأمم وتكونت الدول وتشكل العالم برمته، لا شك أن الموقف الذي تقفه أمتنا العربية اليوم موقف صعب وشديد، على كل امرئ مؤمن بإسلامه وعروبته ووحدة أمنه الخليجي، لكن المشكلة أن البعض وهماً أو زعماً يرى في نفسه صواباً لا يقبل الخطأ، وصدقاً لا يتخلله كذباً، وهو في الحقيقة غاش لنفسه، ضار لمن حوله. إن أمتنا العربية اليوم، وهي تقف هذا الموقف الصعب الذي اتخذت فيه خيارات صعبة لا بديل لها، هي ضرورة فرضتها ضرورات جعلت كل حراماً حلالاً، وكل مكروه مباحاً. والكل يعلم علم اليقين أن ما أتخذ من قرارات خليجية وعربية مؤخراً تجاه دولة قطر وقيادتها تحديداً، إنما كان علاجاً لداء امتد أثره وخشي منه أن يصيب الجسد كله، وهو داء إنْ انتشر لا علاج له، ولا دواء منه، وهو الفتنة والإرهاب. ومن هنا نقول إن أمتنا اليوم بين فريق تمسك بالعروبة منهاجاً وأسلوب حياة واعتزازاً بتاريخه العربي، وبين عرب باعوا أنفسهم قبل أن يبيعوا ضمائرهم، وباعوا شرفهم قبل أن يبيعوا أراضيهم، وباعوا حاضرهم ومستقبلهم قبل أن يبيعوا تاريخهم، باعوا كل ذلك لعدو غاشم لا يريد خيراً للعرب ولا للإنسانية، لعدو مجرم هديه الإرهاب ونشر الفساد والفتن في الأرض، لعدو أجرم في حق شعبه، قبل أن يجرم في حق جيرانه والعالم، لعدو يستمر حقده على العرب مئات السنين، من أيام الجاهلية، أيام الفرس والقبائل العربية التي كانت تحتمي بالفرس، تلك القبائل القليلة والشاذة التي باعت عروبتها لمصلحة إمبراطور فارس. وا أسفاه على حال أوصلنا فيه بعض أبناء جلدتنا من العرب إلى هذا المستوى من (العهر السياسي)، أوصلتنا شرذمة قليلون وهم للعرب وللعالم غائظون، شرذمة من خونة الخليج والعرب من أتباع إيران والفئة الإرهابية الحاكمة فيها إلى أن أعادوا إلينا التاريخ الذي اعتدنا قراءته في المدارس عن دور الفرس في السيطرة على بعض القبائل العربية الخائنة، التي باعت عروبتها وشرفها العربي وتعاقدت مع إمبراطور فارس، الأمر الذي جرّ على العرب ويلات وويلات كلنا نعلمها من كتب التاريخ ولا داعي لسردها. عجبي هنا من قطر العروبة والإباء، قطر الشموخ، قطر البلد الخليجي العربي الأصيل الضارب في أصول العروبة أصلاً ومولداً، عجبي كل العجب أو بعد كل هذا التاريخ الضارب في العروق، أو بعد تلاحم الدم والتاريخ والعرق، أو بعد الصبر على مرارة العيش في الماضي ورغده في الحاضر، أو بعد كل هذا، يأتي من يسرق قطر من قطر، يسرق القطريين من القطريين، يسرق قطر من عروبتها، يسرق ماضي وحاضر ومستقبل قطر، يسرق قطر من العرب الاقحاح إلى عدو مجوسي غاشم إرهابي، يسرق كل هذا من أجل زعامة موهومة لشرذمة من قادتهم وهم للناس والعالم غائظون، يسرق قطر ليسلمها إلى عدو غاشم لا يريد خيراً لقطر وأهلها وللخليج بل للعالم، إلى عدو حاقد يستحضر في كل لحظة أمام عينه.. سيدهم وسيد كل مجوسي حاقد «سيدهم أبا حفص... عمر بن الخطاب رضي الله عنه»، والذي يستحضر فيه حكام طهران الإرهابيين تلك الفتوحات الباسلة لأبي حفص في بلاد فارس، ويستحضرون هزائمهم أمام جحافل جيوشه الأبية، والتي اختلط بها الدم العربي بالدم الأفريقي، والحبشي، والرومي، والفارسي، واجتمعت على دم واحد هو الدم الإسلامي الذي يسعى لتحرير الإنسان من عبودية الإنسان إلى عبودية رب الناس. الدكتور / إبراهيم الدبل
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©