السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

«نوكيا» تسعى لاستعادة نغمة العائدات

«نوكيا» تسعى لاستعادة نغمة العائدات
1 مايو 2015 21:35
ترجمة حسونة الطيب كانت صفقة استحواذ نوكيا على شركة ألكاتيل – لوسنت الفرنسية المتخصصة في تصنيع وتطوير الشبكات ومعداتها، مقابل 15,6 مليار يورو (19 مليار دولار)، من ضمن الجهود الأخيرة التي تبذلها الشركة الفنلندية العملاقة، للعودة إلى حظيرة الابتكارات والعائدات. ومن المنتظر أن تساعد هذه الصفقة الجديدة، على تطوير خدمات إنترنت الأشياء والبنية التحتية اللازمة، لتشغيل شبكات اتصال الجيل الخامس. وعلى ضوء الصفقة، من المتوقع استعادة نوكيا لنسبة كبيرة من الحصة السوقية في مجال تزويد تجهيزات الشبكات المحمولة تصل إلى 35%، لتحل في المرتبة الثانية بعد شركة أريكسون السويدية. وتقدر القوة العاملة في نوكيا بنحو 55 ألف عامل مقابل 53 ألفاً في ألكاتيل – لوسنت. وتزامن صعود الشركة وهبوطها خلال العقود القليلة الماضية، مع الظروف الاقتصادية التي تعيشها فنلندا نفسها. وشكل النجاح الذي حققته نوكيا في تسعينيات القرن الماضي والألفية الثانية، عندما أصبحت الشركة رائدة في صناعة الهواتف المحمولة في العالم، نوعاً من الثقة الوطنية بالنفس، بجانب مساهمتها بنحو 4% من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد وبنحو الربع من ضريبة الشركات. وانعكس التراجع المريع من القمة التي كانت تتربع عليها الشركة، على أفراد الشعب العاديين في فنلندا ونجم عنه أزمة اقتصادية انتشرت في أرجاء البلاد المختلفة. ويقول أولي رين المفوض الأوروبي السابق:»خلقت الصفقة شعوراً مختلطاً، حيث يمكن اعتبارها بمثابة الإحياء لنوكيا من جانب، بينما يتساءل رجل الشارع العادي عما إذا كانت تستحق كل ما تم دفعه من أموال مقابلها، من جانب آخر. كما كان بيع قسم الهواتف المحمولة لشركة مايكروسوفت في 2013، ضربة نفسية للناس، الذين ظلوا يفخرون بالشركة كرمز وطني لبلادهم». واستبشر العديد من خبراء القطاع باستحواذ نوكيا على ألكاتيل – لوسنت التي تعتبر أكبر صفقة في تاريخ الشركات الفنلندية، كبادرة على استعادة الشركة لمكانتها الرائدة، لكن عبر بوابة معدات الاتصال هذه المرة. وقال الرئيس التنفيذي للشركة راجيف سوري:»تمنح التقنيات التكاملية للشركتين، مستوى يؤهلهما للتفوق في أي مجال نود المنافسة فيه». تقليص النفقات وتسعى المجموعة الجديدة، لتوفير نحو 900 مليون يورو من النفقات بحلول 2019 وخفض التكاليف بمقدار 200 مليون يورو، مع التأكيد على عدم فكرة تسريح أي من العاملين لديها، خاصة في فرنسا التي تمثل السوق المحلية لشركة ألكاتيل لوسنت. ولم تسلك نهج نوكيا في عمليات الإحياء والترميم وتنويع النشاطات، سوى عدد قليل من الشركات، حيث سبق أن عملت الشركة في مجالات شملت الإطارات وقوارب المطاط والكمامات الواقية من الغاز وصناعة التليفزيونات، بجانب العديد من المنتجات الأخرى التي طرحتها في الأسواق خلال تاريخها الطويل الحافل بالإنجازات. ودخلت الشركة مجال الهواتف المحمولة بداية ثمانينيات القرن الماضي، بيد أن نوكيا وفنلندا دخلت كل منهما في أزمة، حيث تأثرت الشركة جراء عمليات التوسع الكبيرة والمنافسة، التي احتدمت في قطاع الهواتف المحمولة. وفي العام 1992، تم تعيين جورما أوليلا، مديراً تنفيذياً لنوكيا ليترأس حملة إنعاش الشركة، لتعتلي بفضل جهوده رأس القائمة في 1998 كأكبر شركة في العالم لبيع الهواتف المحمولة متفوقة على موتورولا الأميركية. وزاد تركيز الشركة على قطاع الهواتف المحمولة في 2006 إبان استضافة ألمانيا لفعاليات كاس العالم لكرة القدم، لتقوم بنشر شبكة نشاطاتها بالدخول في شراكة مع سيمينز الألمانية. اندماج واستحواذ ويؤكد راجيف أن هذه الصفقة تأتي بمثابة استجابة لما يدور من عمليات اندماج واستحواذ في قطاع شركات الاتصالات، التي دأبت باستمرار على تقديم خدمات للهواتف الثابتة والمتنقلة، بجانب خدمات أجهزة التليفزيون. وركزت نوكيا في الآونة الأخيرة بشدة على إنترنت الهواتف المحمولة. ورغم تفاؤل بعض المستثمرين بهذه الصفقة، لكنهم لا يرون أنها ستدفع بعجلة النمو، حيث فشلت كل من الشركتين في تحقيق نمو المبيعات خلال السنوات القليلة الماضية. نقلاً عن: فاينانشيال تايمز سوق الخرائط على الإنترنت في العام 2007، استحوذت نوكيا على برنامج نافتيك للخرائط مقابل 1,8 مليار دولار، عندما بدأ الشك يحوم حول مدى مقدرتها للسيطرة على سوق الهواتف المحمولة. وهيمنت نافتيك على سوق الخرائط على الإنترنت، إلا أن إطلاق جوجل وأبل لنسخ مجانية، ألحق ضرراً كبيراً بعائدات الشركة. وحقق القسم، عائدات بنحو مليار يورو في العام الماضي، أي أقل من 10% من مبيعات نوكيا، بيد أنه لم ينجح في تحقيق الأرباح المرجوة. وعمدت نوكيا قبل سنتين، إلى تغيير اسم التطبيق إلى هير، إضافة إلى تغيير استراتيجية تشغيله، ما يشير إلى نيتها لبيعه في المستقبل خاصة وأن مجاله لا يتماشى مع خط نوكيا الرئيسي. وتحول برنامج هير، الذي كان يمثل أحد عوامل البيع لأجهزة نوكيا، إلى تطبيق مجاني على منصات الهواتف الذكية. وانصب تركيز الشركة الرئيسي، على تقديم خدمات للشركات في قطاعي السيارات والخدمات اللوجستية. وتملك الشركة 75% من سوق خدمات قطاع السيارات، التي من المتوقع أن تحقق المزيد من التطور عند استخدام السيارات المرتبطة بالإنترنت. لكن لا يخلو هذا القطاع من احتدام المنافسة، في ظل وجود آبل وجوجل اللتين تعملان على تطوير النظم الملاحية للسيارات. ويتوقع المحللون، أنها فقط مسألة وقت قبل أن تقوم نوكيا بعرض ذراعها التقنية للبيع، لتضع في نهاية الأمر حداً لتلك الشراكة في أعقاب بيعها لقسم الهواتف المحمولة لشركة مايكروسوفت والخروج بالتالي من نشاط إنشاء البنية التحتية للشبكات.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©