السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

آن الأوان ليتصالح المسلمـــون مع دولتهم الوطنية

آن الأوان ليتصالح المسلمـــون مع دولتهم الوطنية
1 مايو 2015 01:16
إبراهيم سليم وجمعة النعيمي (أبوظبي) أكد«منتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة» في بيانه الختامي مساء أمس على أنه لا بديل عن تجديد صياغة الخطاب الديني بإعادته إلى أصوله، وإعادة تركيب المفاهيم الحقيقية الصحيحة، وإعادة برمجة العقول وتوجيه الإرادة إلى البناء بدل الهدم، والإيجاد بدل العدم. وشدد البيان على أنه آن الأوان لكي يتصالح المسلمون مع دولتهم الوطنية باعتبارها شكلا من أشكال نظم الحكم الذي لا يخضع إلا لقواعد المصالح والمفاسد، لبناء القدرات والإمكانات، وسد الثغرات، والتعاون على البر والتقوى، والتطلع إلى الريادة، واستعادة موقع الأمة التي أخرجت للناس رحمة بهم ونصحا لهم. وأشار البيان إلى أن على المجتمعات المسلمة أن تكتشف مجددا وفي قلب معاناتها ومآسيها منهجا أصيلا حجبته التحولات العميقة فيها وفيما حولها في القرون الأخيرة مع ضعف الاستجابة الحضارية عندها. وأكد المنتدى عقب جلسته الختامية التي شهدها مساء أمس سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية، أن المجتمعات المسلمة، تعاني من مشهد يومي مؤثث بالدماء والأشلاء والدمار والألم المادي والمعنوي، وهذه البشاعة، لا تفوقها إلا بشاعة ارتكابها باسم الإسلام؛ افتراء عليه، وعلى أكثر من مليار من المسلمين وصم دينهم، وشوهت سمعتهم، واستهدفهم الاشمئزاز والكراهية، كما يحلو لغالبية المسلمين أن يعزوا هذه الفتنة إلى مؤامرات خارجية. وبحسب البيان، تبين المنتدى أن القضايا التي شغلته ما زالت غيرَ مُستوعَبةٍ، والقيم التي دافع عنها غير مُتَمَثَّلةٍ، والنصوص الشرعية التي سردها غير ممتَثَلة. كما لاحظ فشل معظم الخطاب المتصدي لشرعنة القتل باسم الدين؛ لأنه يكتفي بالتنديد على شاكلة العموميات الصحفية، أو بالردود الجزئية، أو يستبعد النصوص والمفاهيم الشرعية من معالجة الداء فيسلم ضمنا بأن الإرهابي يعتمد على الشرع، ويُحدث خلطا بين الدين الموحى به والتدين الأعمى. وأكد البيان أن هذه المنهجية الجديدة في تأصيل البنى المفاهيمية الشرعية هي وحدها الكفيلة بالكشف عن الأخلال والمغالطات التي يحملها فكر المتطرف والإرهابيين كاجتزاء النصوص، والإعراض عن الكليات في تصور مفاهيم دقيقة عظيمة الأثر في استقرار المجتمعات المسلمة، وفك الارتباط بين خطاب التكليف وخطاب الوضع وبين الأول منهما ومنظومة المصالح والمفاسد، وإغفال سياقات التنزيل عامةً وخاصةً، والغفلة عن سنن الله عز وجل في الاجتماع والتاريخ البشريين بإضفاء الكمال على تجربة الأمة الإسلامية، والتماهي مع هذا التمثل بانتحال صفة الأمة المطهرة التي لا تكتمل مشروعيتها إلا بمفارقة جماعة المسلمين، ونصب إمام بوسائل القتل والسلب والنهب. وأكد البيان أن «منتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة» يؤكد عزمه على مواصلة حمل رسالته العلمية والعملية. فأما رسالته العلمية فببيان قيمة السلم ومحوريته في دين الإسلام وتأصيل المنهج الصحيح في التعامل مع النصوص والمفاهيم الشرعية، والربط العضوي بين تعليمات الشرع والظروف الموضوعية، وبين المصالح جلبا والمفاسد درءا والتطبيق العملي، لنعلي من شأن السلم، وتوفير أسباب الحياة، ونحط من الافتخار بالحرب ونبعد أسباب الدمار والهلاك، لتكون النتيجة أن من يمارس القتال والتدمير والتكفير والتهجير ليس له سند صحيح من الإسلام، ولا يعتمد على منهج مستقيم من مناهج تفسير النصوص. وأما رسالته العملية فبالمزيد من الانخراط في العمل الميداني والمبادرات الإصلاحية وتأسيس الهيئات والمنابر الكفيلة بإضاءة الشموع بدل لعن الظلام. ذلك فالغاية هي أن تنبت شجرة السلم، والتي تحتاج وقتا لتقوم على سوقها؛ وليس المهم من يستثمر أو من يستظل، ولكن المهم هو إنجاز المهمة التاريخية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©