السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أوسلو··· حلم يتلاشى

11 أكتوبر 2008 02:08
تم تجاهل الذكرى 15 منذ توقيع إعلان المبادئ بين إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية -الذي أطلق عملية ''أوسلو''- بشكل واسع، وقد غطتها الجولات الأخيرة من الشكوك السياسية والتحولات الكبيرة في كل من إسرائيل كانتخاب حزب كاديما الحاكم لـ''تسيبي ليفني'' زعيمة جديدة له، وبالنسبة للمناطق الفلسطينية لم يكن هناك سبب للاحتفالات· ويشكل الفشل في أنابوليس هذا ''لحظة أخرى من قرب الوصول'' في عملية صحيحة من حيث الأساس، عانت من انعدام النجاح من حيث التوقيت الزمني والسياسة والشخصيات وببساطة من الحظ السيئ، يعرب البعض عن فقدان الأمل، وأن لا أمل في السلام في الأراضي المقدسة، وأن حل الدولتين مجرد حلم، والأفضل الانتقال إلى ما هو أكثر وعداً· ورغم ذلك يبقى حل الدولتين الخيار الوحيد الذي يحوز احتمالات حقيقية بالبقاء في أوساط الإسرائيليين والفلسطينيين، قد يكون قابلاً للتحقيق ، ولكن بعد 15 سنة على الأرجح، لم يشكل نموذج أوسلو المعادلة المطلوبة· إطار عملية السلام الذي أورثته أوسلو صامداً حتى يومنا هذا، إلا أنه يعاني من عيوب هيكلية شديدة، أولها: ان الأطراف، كجزء من العملية التدريجية، يمكنهم بناء الثقة حول قضايا مثل المستوطنات أو الأمن دون تحديد اللعبة النهائية فعلياً، المستقبل غير معروف والحاضر عدائي، وليس من المستغرب أن النتيجة ليست هي علاقة ثقة· ثانياً: المفهوم السائد بأن مؤسسات الدولة يمكن بناؤها، وأن الاقتصاد الفلسطيني الناشئ يمكنه أن يزدهر وباستطاعة السلطة الفلسطينية الموازنة بين الصدقية المحلية وكونها مقاولاً إسرائيلياً لحفظ الأمن، وجميعها تحت ظروف من الاحتلال المستمر والعدائي الأجنبي، وهذا أمر لن ينجح· أما ثالثاً، فقد بدأت أوسلو حياتها كعملية تفاوضية ثنائية إسرائيلية - فلسطينية (كان النرويجيون مضيفين ممتازين وفاعلين، ولكنهم لم يكونوا فاعلين في عقد صفقة)، إلا أنه عندما يعود الأمر إلى الوصول إلى نتيجة نهائية حول الأمور الصعبة، مثل الحدود النهائية وكيفية تقسيم القدس ولغة بارعة حول موضوع اللاجئين، فمن المستبعد أن تستطيع الأطراف، بسبب الأحمال السياسية الثقيلة التي تحملها، أن تفعل ذلك وحدها، إلا أن أحداً لم يستطع أن يحمل الأطراف بنشاط عبر خط النهاية· وأخيراً، كانت أوسلو وما أنتجته من جهود السلام، زائدة في آمالها في تحقيق صفقة إسرائيلية فلسطينية بمعزل عن التطورات الإقليمية الأوسع في الشرق الأوسط ، فلمسار سوريا أثره، وتشكل إدارة إيران عاملاً مهماً، فلم يكن هناك جهد إقليمي شامل بقيادة الولايات المتحدة أو المجتمع الدولي· أضف إلى ذلك كله، أن إطار أوسلو القائم كان مجهزاً بطريقة سيئة للتعامل مع ظهور سياسة ديمقراطية متعددة الأحزاب في فلسطين، ليس بالضرورة أن يعني الفوز السياسي لــ''حماس'' نهاية حل الدولتين، ولكن يمكن للأسلوب الذي أُديرت فيه قضية ''حماس'' أن يعطي هذه النتيجة· لقد أشركت إدارة الرئيس ''بوش'' من خلال جهودها في ''أنابوليس'' عدداً زائداً من هذه المعوقات المتأصلة هيكلياً، سوف تكون تجربة وإغراءات الحكومة الأميركية الجديدة محاولة من إدارة جديدة بحماسة أعظم وطاقة أشد، وقد تقوم حتى بتعيين مبعوث، إلا أن النتائج سوف تكون على الأرجح عادية مثل كونها غير مشجعة، في غياب تعديل هيكلي رئيسي· تعاني عملية أوسلو في سنوات مراهقتها هذه من قانون المردود المتلاشي، حيث يجري استهلاك الثقة مع كل تحول غير ناجح، وتلطيخ البراغماتية وزيادة تمسّك التشاؤم المتهكم· بعد 15 عاماً، هناك حلول أصبحت ملحّة وضرورية وكاد وقتها أن ينفد، كالحدود النهائية ضرورية (لا تعمل الحلول المستدامة وبناء المؤسسات الفلسطينية تحت الاحتلال)، ستتطلب الحلول توجهاً شمولياً على مستوى المنطقة (خاصة مع سوريا وحماس)، ويتوجب سحب الاحتلال فعلياً، مع توفير ضمانات إقليمية ودولية أمنية لإسرائيل، تتجسد بوجود فعلي للقوات العسكرية، ويمكن لذلك كله أن يدار من الخارج من قبل الولايات المتحدة، قد يكون استيعاب هذا الواقع والتصرف بناء عليه الأسلوب الوحيد على الأرجح لتطبيق رؤية أوسلو المتلاشية لحل الدولتين· دانيال ليفي أحد أعضاء الوفد الإسرائيلي المفاوض في أوسلو ينشر بترتيب خاص مع خدمة كومن جراوند الإخبارية
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©