وجهت النيابة العامة في نيويورك التهمة رسمياً أمس الأول إلى 11 شخصاً متهمين بالانتماء إلى شبكة تعمل لصالح روسيا في الولايات المتحدة ، في حين بات من المؤكد مساء أمس ان البلدين يتجهان لانهاء القضية من خلال عملية تبادل. وافادت صحيفة «جازيتا دوت رو» أمس نقلا عن مصدر سياسي مطلع ان التبادل قد يكون تم الاتفاق عليه بالفعل خلال لقاء بين سفير روسيا في واشنطن سيرجي كيسلياك ومساعد وزير الخارجية وليام بيرنز في واشنطن.
ووجهت إلى المتهمين تهمة “التآمر كعملاء سريين في الولايات المتحدة لحساب الاتحاد الروسي”، في حين اتهم تسعة منهم أيضاً “بتبييض أموال”. ولم توجه إلى أي منهم صراحة تهمة التجسس التي تصل عقوبتها إلى السجن المؤبد في حال الإدانة. والعقوبات التي يواجهها المتهمون الأحد عشر تتراوح بين السجن 5 أعوام لتهمة نقل معلومات و25 عاماً للمتهمين أيضاً بتبييض أموال بعد أن تلقوا أموالاً نقدية. واعتقل عشرة منهم في نهاية يونيو في الولايات المتحدة بناء على شكوى من مكتب التحقيقات الفدرالي (اف بي آي) أما الحادي عشر فأوقف في قبرص ثم اختفى أثره بعد الإفراج عنه بكفالة.
والمعتقلون العشرة الذين ألقي القبض عليهم في نيويورك وبوسطن والكسندريا، سيتم جمعهم في نيويورك في الأيام المقبلة بحسب قرارات أصدرتها أمس الأول المحاكم المختلفة، وكان من المتوقع أن يمثلوا أمس أمام المحكمة، كما أعلنت النيابة العامة. ويأتي تجميع الملفات في حين تسعى واشنطن وموسكو إلى التوصل إلى ترتيبات تتيح تسوية القضية بسرعة لكي لا تؤثر على العلاقات التي شهدت تحسناً بين البلدين.
وفي موسكو، قالت المحامية الروسية آنا ستافيتسكايا إن موكلها ايجور سوتياجين الخبير في التسلح والمتهم بالتجسس لصالح الأميركيين أبلغ أنه سيفرج عنه في إطار تبادل مع أفراد شبكة التجسس المفترضين الذين أوقفوا في نهاية يونيو في الولايات المتحدة.
وقالت المحامية خلال مؤتمر صحفي “ستتم مبادلته مع المتهمين بالتجسس في الولايات المتحدة”. وقال ديمتري، شقيق سوتياجين، إن ايجور سينقل إلى فيينا ثم إلى لندن. وأدين سوتياجين في 2004 بنقل معلومات سرية إلى الولايات المتحدة وحكم عليه بالسجن 15 عاماً.
وسيتم تبادله مع معتقلين آخرين مقابل أفراد الشبكة التي تتهمها الشرطة الفدرالية الأميركية بالعمل لحساب الاستخبارات الخارجية الروسية. وقال المتحدث السابق باسم جهاز الاستخبارات الخارجية الروسي يوري كوبالادزي لإذاعة “صدى موسكو” إن التبادل سيكون “حلاً رائعاً لإنقاذ الوضع شديد التعقيد”.
وشهدت فترة الحرب الباردة تبادل جواسيس بين الغرب والكتلة الشرقية، خصوصاً على جسر غلينيك الذي كان يصل برلين الغربية بألمانيا الشرقية. ولكن لم يعلن أي من الطرفين حصول عمليات التبادل هذه. وأكد ديمتري سوتياغين الذي التقى شقيقه الأربعاء في سجن لوفروتوفو في موسكو أن أخاه التقى ممثلين أميركيين وجنرالاً روسياً الأرجح أنه من جهاز الاستخبارات الخارجي. وقال ديمتري “فهمت من حديثي مع ايجور أن المسألة تقررت على أعلى مستوى، على الأرجح بين الرئيسين الروسي والأميركي.. يبدو أنهم سيبادلون 11 شخصاً مقابل 11”.
وأضاف “لقد أوضحوا أنه لو أن شخصاً واحداً في القائمة رفض سيفشل الاتفاق”. وفي واشنطن، رفض المتحدث باسم البيت الأبيض روبرت جيبز التعليق على الأنباء المتعلقة باحتمال حصول عملية تبادل، مكتفياً بالقول “هذه القضية في يد القضاء.
عدد اليوم
