المنامة (الاتحاد)
للمرة الأولى في تاريخ الانتخابات الآسيوية، تتجمع اتحادات القارة الصفراء في مكان واحد وعلى طاولة عشاء، بلا انشقاقات، أو خلافات انتخابية تعكر صفو اللقاء، خاصة بعد ما شهدته القارة خلال السنوات الأخيرة من احتدام المنافسة على المناصب في الاتحاد الآسيوي، وما خلفته من تصدع كبير في العلاقات بسبب التجاذبات وحرب التصريحات وردود الفعل الانفعالية.
في مقر إقامة مرشح الإمارات، معالي اللواء محمد خلفان الرميثي بالفيلا رقم «11» في فندق ريدز كارلتون بالعاصمة البحرينية المنامة، نجح وفد الدولة في إنهاء حالة فتور العلاقات بين أغلب الاتحادات القارية بسبب التكتلات والمعسكرات الانتخابية، وإعادة الود وروح الفريق الواحد الذي يمثل أسرة الكرة الآسيوية.
وبمبادرة فريدة من نوعها لم نألفها قبل اجتماعات الاتحاد الآسيوي، دعا ممثل الإمارات في الانتخابات، مختلف ممثلي الاتحاد القاري لحضور مأدبة عشاء بمقر إقامته، بعيداَ عن أجواء الانتخابات، ودون التعرض إلى أي موضوع يخص المرشحين.
ولبى أغلب وفود الاتحاد الآسيوي الدعوة، وتحول مقر إقامة بعثة الإمارات إلى ما يشبه مقراً للاتحاد القاري، وسط أجواء من الارتياح والانسجام بين مختلف المسؤولين الحاضرين، وسادت روح الصداقة والود اللقاءات والمحادثات، على طاولة العشاء في صورة معبرة أثبتت للعالم إن خلافات المرحلة الماضية أصبحت من الماضي، وإن درس الانقسام والتشتت الذي عاشته الوفود بسبب الانتخابات السابقة لن يتكرر في المستقبل، لأن الصراع على المناصب لا يجب أن يفسد عمق العلاقات الوطيدة التي يجب أن تسود الاتحادات من أجل مصلحة اللعبة في القارة.
وكان الشيخ أحمد الفهد الصباح الفائز بمنصب عضوية المكتب التنفيذي للفيفا، فاكهة السهرة بدعاباته الخفيفة وروحه المرحة مع مختلف الوفود، والعلاقات القوية التي تربطه بأغلب وفود الاتحادات، وحرص على جمع كل الوفود في صورة جماعية معبرة.
وعلى الرغم من وجود بعض المرشحين المتنافسين، على المناصب في الاتحادين الآسيوي والدولي، إلا أن أجواء الود سادت السهرة الخاصة في مشهد سيكون له تأثير إيجابي على عودة الوئام الى الأسرة الكروية الآسيوية، وطي صفحة الخلافات كانت مجرد سحابة صيف.
والجميل في هذه السهرة هو عودة الكرة الإماراتية إلى مكانتها الطبيعية على المستوى القاري، ونجاح مسؤوليها في لعب الأدوار المهمة داخل أسرة كرة القدم بالقارة، وعدم الاكتفاء بمجرد مراقبة الأحداث عن بعد.
وكان بذلك الوفد الإماراتي فعالاً وصاحب دور ريادي في لم شمل الاتحادات، بما سينعكس على الاستفادة التي ستحققها اللعبة في السنوات المقبلة.
كما سيكون لدخول معالي اللواء محمد خلفان الرميثي لعضوية المكتب التنفيذي للاتحاد الآسيوي الدور الكبير في مزيد من تفعيل العلاقات مع مختلف الاتحادات الأهلية، وزيادة إشعاع الكرة الإماراتية، ولعب أدوار مهمة في الارتقاء بها، وبفضل ثقة الاتحادات الآسيوية في شخصية الرميثي وجدية وعوده ونزاهة مواقفه سيكون لممثل الإمارات أدوار كبيرة داخل الاتحاد القاري، بما يعكس المكانة الحقيقة لكرة الإمارات آسيوياً.
وللإشارة، فإن حضور معالي اللواء محمد خلفان الرميثي في كونجرس الاتحاد الآسيوي حظي باستقبال حار، سواء من مسؤولي الاتحاد الآسيوي، أو الاتحاد الدولي وضيوف الكرة الآسيوية، مما أكد المكانة المرموقة التي يتمتع بها وثقة الاتحادات الأهلية بالقارة في قدرته على إفادة اللعبة وتقديم الإضافة للكرة بالقارة.
عدد اليوم
