توتال تستحوذ على حقل مدغشقر للنفط

واصلت شركة توتال عملاقة النفط الفرنسية سعيها المحموم لشراء حقول النفط في جميع أنحاء العالم عبر الدخول إلى مدغشقر في الأسبوع الماضي عندما تمكنت من إبرام صفقة ربما ستصبح الاستثمار الأكبر من نوعه في تاريخ الجزيرة· ونجحت ''توتال'' في شراء حصة تبلغ 60 في المائة في حقل بيمولانجا من شركة مدغشقر أويل النفطية الصغيرة الحجم وتمكنت من امتلاك الترخيص الخاص بالحقل الذي يقع في غربي مدغشقر منذ العام ،2004 وفي الوقت الذي اقتنعت فيه أي من الشركتين عن الإدلاء بتفاصيل عن قيمة الصفقة فإن المحللين يقدرون أن تكلفة المشروع لا تقل عن 5 مليارات دولار· وبالإضافة لذلك فسوف يحتاج الأمر إلى إنشاء محطة تعمل على تحسين وترقية نوع النفط الشديد اللزوجة القابع تحت الطين بالقرب من سطح الأرض بتكلفة إضافية أخرى تتراوح ما بين 5 و7 مليارات دولار، ومن المقدر أيضاً أن تصل إنتاجية الحقل في نهاية المطاف إلى مستوى 180 ألف برميل يومياً من المرجح أن يذهب معظمها إلى الصين التي تسعى جاهدة إلى تأمين كميات إضافية من الإمدادات، علماً بأن شركة توتال لديها تجربة طويلة تصل إلى حوالي 30 عاماً في أداء عملياتها في الصين· وتتمتع شركة توتال بخبرة كبيرة في تطوير التكنولوجيا الخاصة باستخراج النفط، بحيث تتجاوز انهيارات التربة الهائلة التي درجت على كسح وغمر الطرق بالرمال وتجعل من الصعوبة بمكان الوصول إلى مناطق بعينها في جزيرة مدغشقر طيلة فترة الاشهر الستة لموسم الأمطار· وسوف يحتاج تطوير الحقل إلى فترة لا تقل عن عشر سنوات· ويقول اليكس ارتشيلا المدير التنفيذي لشركة مدغشقر أويل معلقاً على الصفقة ''انها تعتبر نموذجاً للعبة الجديدة في عالم النفط، حيث أصبح يتوفر دور لصغار اللاعبين المغامرين مثل شركة مدغشقر اويل لكي تقوم بالبحوث والأعمال الفنية، بينما تساهم كبريات الشركات النفطية بما لديها من محافظ مالية ضخمة''· ولقد اعترف في الوقت ذاته بأن شركة مدغشقر أويل لم يكن بوسعها أن تتجاوز التحديات الفنية والمالية الخاصة بتطوير التحقل وحدها· مع العلم بأن النفط الثقيل عادة ما ينطوي استخراجه على تكاليف باهظة، بالإضافة إلى المخاطر البيئية التي تنتج عن تطويره· إلا أنه لا يزال يحظى باهتمام كبير من قبل كبريات شركات النفط العالمية خاصة في أوقات ارتفاع الأسعار والندرة في استكشاف المزيد من حقول النفط· وإلى ذلك، فإن هذه الصفقة تشكل لحظة تاريخية مهمة بالنسبة إلى مدغشقر إحدى أفقر الدول في العالم والتي سوف يصبح بإمكانها الآن التطلع الى استدرار مليارات الدولارات يفضي إلى لعنة للموارد تماماً كما حدث في العديد من الدول الأفريقية الغنية بالنفط· عن فاينانشيال تايمز