الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الحساسية دفاع مناعي يحمي الجسم من السموم الطبيعية

الحساسية دفاع مناعي يحمي الجسم من السموم الطبيعية
29 ابريل 2012
حل موسم الحساسية مبكراً هذه السنة. فالدفء غير المسبوق الذي شهده فصل الشتاء المنصرم جعل النباتات تظهر قبل موعدها الطبيعي، فامتلأت الأجواء بحبوب اللقاح، ما جعل أنوفنا تسيل وتجري ورؤوسنا تتصدع، عطاسنا لا يتوقف، وبشرتنا تتحسس وتتهيج. وقد قضى العلماء عدة عقود في البحث عن سبب معاناة الناس من هذه الردود والاستجابات الحساسة، وعن العوامل المؤدية للإصابة بمختلف أنواع الحساسية، سواءً منها الغذائية أو الجلدية أو غيرها. ولم يتوصل العلماء بعد إلى جواب شاف كاف، لكن باحثين في جامعة ييل وجدوا أن هذه الحساسيات قد تكون استجابةً دفاعيةً من قبل أجسامنا لحمايتنا من المواد الطبيعية السامة والضارة المحيطة بنا والموجودة في البيئة التي نعيش فيها، والتي تُعد أخطر بكثير على جهازنا المناعي من مختلف مظاهر الحساسية. ويوجد لدى البشر وباقي الثدييات نوعان أساسيان من المناعة. فلا الطيور ولا الزواحف تتشابه في نظام الدفاع المناعي. فالنوع المناعي الأول يشمل الدفاع ضد الفيروسات والبكتيريا وما شابههما. وهو دفاع نشيط تحتشد له الخلايا وتتجند لتدمير الغزاة. أما النوع المناعي الثاني، فهو يُوجه ضد الطفيليات الكبرى مثل الديدان الطفيلية والعناكب اللاذعة. وهذا النوع يُعد دفاعاً سلبياً يكتفي الجسم خلاله بإقامة حواجز وجدران لصد الغزو. وتُشير آخر الدراسات إلى أن حبوب اللقاح لها تركيب بنيوي مشابه لهذه الطفيليات، ما يجعل النظام المناعي يستهدفها بشكل مباشر عن طريق الخطأ، اعتقاداً منه أنها طفيليات أو عناكب أو ما شابهها. ويقول العالم المناعي روسلان ميدهيتوف وزملاؤه في جامعة ييل من خلال مقال نشروه في العدد الحالي من مجلة «نيتشر» إن هذه الفرضية غير مؤكدة لأسباب عدة. فمن جهة أولى، مسببات الحساسية لا علاقة لها بالديدان الطفيلية. ومن جهة ثانية، النوع المناعي الثاني الذي يفترض أنه يظهر على شكل حساسية مفرطة يحدث بوتيرة فائقة السرعة، في حين أنه ليست هناك حاجة لاستجابة سريعة كهذه لمواجهة الطفيليات المعروفة ببطء تكاثرها. وحتى الاستجابة المناعية من النوع الأول التي تقوم على التكثير السريع للفيروسات والبكتيريا، فهو يحتاج إلى ساعات أو أيام. وبالإضافة إلى هذا، فإن فرط الحساسية يمكن أن يحدث نتيجة تشكيلة واسعة من مسببات الحساسية التي لها قواسم مشتركة قليلة من حيث بنيتها وأصلها، مثل حبوب اللقاح والفول السوداني، والمحار، وسم النحل، ونسغ الشجر المطاط، والبنسلين، والنيكل. ويقول ميدهيتوف إن النوع المناعي الثاني يتصدى في الواقع لمجموعة واسعة من المثيرات ومسببات الحساسية مثل سم النحل والسموم الطبيعية الموجودة في البيئة والمهيجات، علماً بأن غالبية التفاعلات الحساسة يمكن رؤيتها على شكل جهود يبذلها جهاز الدفاع المناعي لتخليص الجسم من مثل هذه المواد. كما أن سيلان الأنف والعطاس المتكرر يُساعد على طرح المواد المهيجة ولفظها خارج الأنف والرئتين. وبالنسبة للحك، فهو يُحفز إزالة السموم من على سطح البشرة. وتُعد هذه التفاعلات إشارات لنا لتجنب ارتياد الأماكن التي تكثر فيها الحشرات اللادغة أو السموم البيئية. ويُفيد ميدهيتوف في الوقت نفسه بأن هذا النظام قد يُخطئ أحياناً. ويضيف «نعتقد أن فرط الحساسية يصيب الشخص لتنبيهه بأن البيئة التي يوجد بها تحوي مواد سامة أو ضارة. وبعد الإصابة بأول حالة حساسية، يُخزن الجهاز المناعي ذلك في ذاكرته، فتصدر عنه في المرة التالية استجابة استباقية وقائية تساعده على تقليل الآثار المضرة المحتملة». عن «لوس أنجلوس تايمز»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©