الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

احذر لعبة «أوار وورلد»!!

29 ابريل 2012
هذه رسالة سريعة أوجهها في البداية إلى نفسي، وأوجهها ثانياً إلى كل الآباء الذين لديهم أطفال بنات أو أولاد، أن يراقبوا وعن كثب كل ما يدور على أجهزة أطفالهم الذكية وغير الذكية، من كمبيوترات شخصية، مكتبية أو محمولة، أو لوحية... وأن يحاولوا معرفة ماهية العوالم الافتراضية التي يغوص بها أطفالهم، لساعات وساعات، متنقلين من موقعٍ إلى آخر، دون أن يشعروا بما يحيط بهم من العالم الواقعي الذي يعيشونه، ودون أن يحسوا بمرور الوقت والساعات المسرعة، تاركة معها آثاراً سلبيةً ضارة أكثر بكثير من الإيجابية والمفيدة، على عقول أطفالنا ومخيلاتهم. عديدة هي الألعاب والمواقع الإلكترونية، في أيامنا هذه، المتخصصة بإضاعة الوقت الثمين القليل المتبقي لنا في الأربع والعشرين ساعة من اليوم، وكثيرة أيضاً مثل هذه الألعاب والمواقع، التي تتفنن في جذب الأطفال وشد انتباههم واهتمامهم إليها، وما أكثر هذه الألعاب والمواقع، القادرة على “تبديل” وتغير عقول أطفالنا الصغار، التي تطلعهم على عوالم يخجل منها الكبار، ولا يجرؤ على دخولها العديد من الآباء والأمهات، لما تحتويه من كشف للمستور، ولما تكشفه من أمور لا يجوز لأطفالنا أن يروها أو يتعاملوا معها. لعبة “أوار وورلد” أو ourworld، هي من التقاليع الجديدة التي بدأنا نعيشها رغماً عن أنوفنا نحن الآباء والأمهات، في المجتمعات العربية، وعلى غرار العشرات من ألعاب الفلاش، والتي تعتمد على الواقع الافتراضي، تلاقي هذه اللعبة نجاحا وصيتاً كبيرين بين أوساط المدارس، وخصوصاً الأطفال الذين تقع أعمارهم بين 7و11 سنة، بمعنى أن المهتمين بهذه اللعبة، هم أطفالنا في المرحلة الابتدائية، والتي يبدأ معها أطفالنا تعلم كل ما هو جديد في حياتنا، والتي يبدأ معها أطفالنا أيضاً بالإطلاع على مثل هذه العوالم “الغريبة” على مجتمعاتنا و”الخطيرة” عليهم، والتي يلتقون من خلالها بأناس لا يعرفونهم ولا يدرون من هم وما هي بيئتهم التي أتوا منها، فيختلط الأمر على أطفالنا، ويصبحون تائهين بين عالمين، عالم الواقع والحقيقة، الذي تكثر فيه كلمة “لا” حرصاً وخوفاً عليهم، وعالم الخيال الافتراضي، الذي لا يوجد فيه كلمة “لا” ولا مكان فيه لمثل هذه الكلمة. فالمكروه والمرفوض في عالمنا الواقعي، مرغوبٌ ومقبولٌ في عالمهم الافتراضي، مثل عالم “أوار وورلد” وغيره من العوالم الافتراضية، التي تملأ فضاء الإنترنت الواسع. قد لا تكون أو لا تكونين قادرة على مواجهة طفلك اليوم، ومناقشة خطورة مثل هذه المواضيع معه، لعلمك ومعرفتك الأكيدة أن كلامك مع طفلك اليوم، لن يجدي نفعاً ولن يلقى أي صدى يسمع أو يذكر، فلهذا وإذا كان طفلك يعتقد أنه اليوم وفي هذا العصر أصبح من الذكاء والحنكة، التي يتفوق بها عليك، قم أنت بالمقابل بالتعامل معه بنفس مستوى ذكائه وقدرته التكنولوجية، وإذا كنت غير قادر على مراقبته ومراقبة ما يدور على أجهزته الذكية، حمل بعض البرامج المتخصصة بهذا المجال والقادرة على لعب هذا الدور بدلاً عنك، وإتمامه بالطريقة المناسبة، دون أي مواجهات سلبية مع طفلك، ستكون وبدون أدنى شك، أنت الخاسر الوحيد فيها. المحرر
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©