الارتقاء بالقدرات الذهنية عنوان مركز الأطفال العباقرة

أبوظبي (الاتحاد) - غالباً ما يمتلك الطفل الموهوب والمتفوق الكثير من صفات التميز، والقدرات الانفعالية والجسدية والعقلية المتميزة مقارنة بأقرانه في السن نفسها، وهذه القدرات في حاجة ماسة إلى تنمية وتحفيز. فإذا كان التلميذ المتميز أو الموهوب هو ذلك التلميذ الذي يمتلك شروطا أساسية وقدرات لازمة للإنجاز المتميز والأداء الرفيع، بحيث يؤدي مهامه بشكل متفوق وناجح وخلاق، إذا ما قورن ذلك الإنجاز مع إنجاز أفراد آخرين من العمر نفسه. وقد يجهل الآباء مؤشرات التفوق والنبوغ أو يتجاهلونها، أويقفون منه موقفاً سلبياً. في أبوظبي، يعمل مركز للأطفال العباقرة على تدريس برنامج تعليمي متقدم للرياضيات الذهنية لتنمية عقل الطفل، بحيث يحدث توازن عال بين الشق الأيمن والشق الأيسر للدماغ، ليساعد على تطوير قدرات الطفل العقلية. ويضم المركز مجموعة مؤهلة من المعلمات المتدربات على تطبيق هذا البرنامج بكفاءة عالية، حيث يعتمد البرنامج على الحساب الذهني، باعتباره شكلاً من أشكال التدريب التي من شأنها تعزيز قدرة الطفل على القيام بعمليات الحسابية دون استخدام أي أدوات مثل العداد والآلة الحاسبة، بحيث سيكون الطفل قادراً على حساب بسرعة ودقة عالية. برنامج خاص تقول روان الميادمة، منسقة الدورات والتدريب بالمركز: «يعد الخيال أحد أهم المداخل الرئيسية لتنمية الإبداع؛ لذلك تتجه جميع وسائل التعليم الحديثة إلى تنمية الخيال والتفكير الخلاق لا سيما عند الأطفال في سن المدرسة المبكر، والبرنامج يتكون من ست مراحل، وكل مرحلة مدتها ثلاثة أشهر، مرة واحدة أسبوعياً، ساعتان في كل مرة. المرحلة الأولى، يتعلم الطفل الجمع والطرح للأرقام (1 - 99) على الأصابع بسرعة تضاهي الآلة الحاسبة. وفي المرحلة الثانية يتعلم الطفل الجمع والطرح (1 - 999) على العداد. ويتم ترسيخ صورة العداد في مخيلة الطفل «بداية تكوين الذاكرة الرقمية». الجمع والطرح (1 - 99) ذهنياً. أما في المرحلة الثالثة، يتدرب الطفل على زيادة القدرة على التخيل والجمع والطرح (1 - 999) ذهنياً. والقيام بعمليات الضرب على الأرقام (1 - 99) وفي المرحلة الرابعة، يقوم بعمليات الضرب (1 - 99) ذهنياً، وتنمى لديه القدرة على إنجاز عمليات الضرب على الأرقام (1 - 999). والقدرة على إنجاز عمليات القسمة. وفي المرحلة الخامسة، يتعلم الطفل القيام بجميع العمليات الحسابية مثل الجمع والطرح والضرب للأرقام (1 - 999) ذهنياً بسرعة ودقة فائقة والتعامل مع عمليات القسمة. يتبعها في المرحلة السادسة، بتكوين كامل للذاكرة الرقمية والقدرة على إنجاز جميع أنواع العمليات الحسابية بدقة وسرعة فائقة. ويعتمد البرنامج على أساس تنشيط الشق الأيمن من الدماغ ومن ثم يساعد على زيادة التركيز، وزيادة الاستيعاب، وبناء الذاكرة الرقمية والتصويرية، وزيادة القدرة على التحليل والإدراك والإبصار، وزيادة القدرة على الخيال والتصوير، وتقوية الرغبة في الدراسة، وتعزيز الثقة بالنفس، وحل العمليات الحسابية بسرعة أكبر دون استخدام الآلة الحاسبة. ويستند البرنامج إلى أحدث مناهج علم الرياضيات الذهنية، والإيمان بأهمية استثمار قدراتهم ومواهبهم لصناعة العبقرية. متابعة أسرية أم خلفان العميمي، والدة ثلاثة أطفال، وشقيقة لهم، أكبرهم خلفان في الصف السابع، وأصغرهم راشد بالمرحلة الأولية بالحضانة، تقول إن الأسرة حرصت على التحاق أبنائها الأربعة بالمركز، لما سمعت عن فوائده في تطوير القدرة الذهنية لدى الأطفال من خلال البرنامج الخاص الذي يقدم، وأنها لمست تقدماً كبيراً في أدائهم، وتحسن مستوياتهم الدراسية بشكل عام، مما يؤكد ذلك التأثير الإيجابي للبرنامج على تنمية قدرات الطفل ومهاراته العقلية، وسرعة أدائهم في زمن قياسي في حل المسائل الرياضية على وجه التحديد. كذلك يضيف عبدالله محمد الطنيجي «والد محمد»، وهو بالصف الأول الابتدائي، ويقول: «لقد سمعت على مثل هذه البرامج المطبقة في اليابان وبلدان أخرى متقدمة، وتمنيت أن يكون موجوداً هنا في الإمارات، وعندما سمعت عن المركز، لم أتردد في إلحاق ولدي، ودائما ما أتواصل مع المركز لمتابعة مستواه الذي تحسن وتطور بشكل كبير وملموس للغاية، مما انعكس على مجمل مستواه العقلي والذهني». وتضيف أم خليفة حافظ سالم، «موظفة»: «لقد تطورت قدرات ابني خليفة بشكل ملفت بعد أربعة أشهر فقط من التحاقه بالمركز، وأستطيع أن أقول إن هناك فرق شاسع بين مستواه العام عن ذي قبل، وأصبح شغوفاً بالرياضيات، ولديه ميل ملموس لتحويل كل معلومة أو موضوع إلى عملية حسابية، لإحساسه بالنجاح الذاتي الذي تحقق في هذا السياق».