الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

الأهلي يتفوق على النصر بمفتاح «الصبر الخططي» في «الديربي المثير»

الأهلي يتفوق على النصر بمفتاح «الصبر الخططي» في «الديربي المثير»
30 ابريل 2013 00:47
بعد أن تغلق ملاعب “دورينا” أبوابها عقب كل جولة، من جولات دوري المحترفين، يفتح “ستاد الاتحاد” أبوابه ليقدم إلى القارئ العاشق لكرة القدم رؤية تحليلية عميقة للمباريات، بوجهة نظر فنية بحتة، من خلال الخبير الكروي، والمحلل الفني، والمحاضر الدولي الشهير الدكتور طه إسماعيل، الذي يطل عبر صفحاتنا للعام الثاني على التوالي مرة أسبوعياً، ليقلب معنا أوراق الجولة بنظرة هادئة محايدة، مجردة من أي انتماء أو هدف، سوى تقديم خدمة متميزة لكل الجماهير مهما اختلفت الألوان والانتماءات. ويستعرض الدكتور طه إسماعيل أحداث المباريات السبع في كل جولة بطريقة فنية عميقة تحدد مواطن القوة والضعف في كل فريق، وطرق اللعب والتغييرات التي أدت إلى الفوز ومدى نجاح المدرب أو فشله في إدارة المباراة من خلال الخطة أو التدخل أثناء مجريات اللقاء. كسب الأهلي مباراته أمام النصر، من خلال تنفيذ مبدأ «الصبر التكتيكي»، وذلك بوجود ثقة في القدرة على تحقيق الفوز حتى النهاية، مع الإصرار على استكمال المباراة بطريقة اللعب نفسها، رغم الأخطاء التي كانت موجودة لأسباب «اضطرارية»، وذلك بعد أن حرص الإسباني كيكي فلوريس مدرب الفريق على إبعاد اللاعبين المهددين بالإيقاف قبل مواجهة العين في الكأس بسبب نيل كل منهم إنذارين مثل ماجد حسن وعامر مبارك وعدنان حسين، ثم المجازفة في وقت قصير بعمل تبديلين لخطف الفوز في الوقت الحاسم. وتسبب هذا التغيير في التشكيلة في ارتباك كبير لخط وسط «الفرسان»، وهو ما منح النصر التفوق في الوسط في ظل اعتماد الإيطالي والتر زنجا مدرب الفريق على الكثافة العددية في هذه المنطقة، وهو ما حقق له السيطرة في فترات كثيرة باستغلال الفجوة الكبيرة التي كانت موجودة بين مهاجمي الأهلي ولاعبي خط دفاعه لغياب لاعبي الارتكاز الأساسيين ماجد وعامر، والاعتماد على خمينيز في هذه المنطقة، وهو لاعب هجومي لا يجيد المهام الدفاعية مثل الغائبين. وكانت الحلول الفردية هي الأبرز في غياب القدرة على البناء الهجومي الصحيح في الفريقين، وذلك بسبب انعزال أحمد خليل وجرافيتي مهاجمي الأهلي في الأمام دون إمداد، وتراجع لاعبي النصر بدرجة كبيرة لم تسمح بوصول الكرة إلى الثنائي برونو سيزار وموريموتو في منطقة الخطورة أمام مرمى ماجد ناصر، فكان التسديد من الضربات الثابتة سلاح «العميد» عن طريق ماسكارا، وكانت مهارة كواريزما وإسماعيل الحمادي هي الفيصل في قدرة «الفرسان» على التعويض رغم اختلاف طريقة الأهداف الثلاثة. لعب الأهلي بطريقة 4-4-2 بوجود علي حسين بجوار خمينيز في الارتكاز أمام رباعي الدفاع، ثم إسماعيل الحمادي على الطرف الأيمن وكواريزما على الطرف الأيسر لتوسيع الملعب، وفي الأمام أحمد خليل وجرافيتي، وبعد الانتظار والصبر الطويل كان كيكي مضطرا لإشراك ماجد حسن وعدنان حسين بدلاً من أحمد خليل وكواريزما، ليتقدم خمينيز إلى موقعه الطبيعي كمهاجم ثانٍ أو خلف المهاجم لتتحول طريقة اللعب إلى 4-2-3-1، وهي التي ضمنت زيادة القوة الهجومية من العمق والأطراف حتى جاء هدف الفوز من خطأ دفاع النصر وحارس مرماه. وتفوق كيكي على زنجا بفضل هدوء الأعصاب في التعامل مع اللقاء رغم التأخر مرتين، وقد نجح المدرب الإسباني في تحقيق التوازن بين ضرورة الحفاظ على لاعبيه المهددين بالإنذار الثالث، وضرورة البحث عن الفوز في نهاية اللقاء، من أجل تدعيم وجود الفريق في المركز الثاني، وذلك في ظل غيابات مؤثرة في الدفاع لعدم وجود بشير سعيد ويوسف محمد وعبد العزيز هيكل، حيث لم يكن الفوز على النصر أمراً سهلاً في ظل غياب 6 من التشكيلة الأساسية. وعلى النقيض كان زنجا مدرب النصر «منفلت الأعصاب»، الذي يؤثر بذلك على لاعبيه لأنه يمنحهم مبرر الخسارة قبل حدوثها بأن حكم المباراة هو السبب، كما يقلل ذلك من قدرته على التعامل مع متغيرات اللقاء بشكل خططي ناجح، رغم تميزه في تحقيق ذلك خلال فترات طويلة من زمن المباراة، قبل أن يفقد أعصابه، ويركز مع الحكم. وقد لعب «العميد» بطريقة 4-1-3-2، والتي تعتمد على الحذر الشديد في الدفاع بوجود محمود حسن أمام رباعي الدفاع، ثم ليما وحميد عباس كثنائي ارتكاز آخر، وتحرك ماسكارا بحرية خلف المهاجمين سيزار وموريموتو والمشاركة في الأدوار الدفاعية أيضاً بقوة، وهو ما كان مبالغة كبيرة في الدفاع على حساب الهجوم، وهو ما جعل مهمة تطوير الهجمات بكثافة عددية أمر صعب، وذلك مع نجاحه في غلق الدفاع بصورة جيدة بالفعل، لكن هذا الحذر الشديد لم يمنع الخسارة في النهاية. وأهدر النصر في الشوط الأول فرصة التقدم في ظل تراجع أداء الأهلي بشكل كبير، وذلك في ظل وجود مساحات خالية كبيرة بين لاعبي «الفرسان»، وذلك نظراً للتشكيل الهجومي الذي لعب به كيكي، ولكن الاعتماد على الهجمات المرتدة وحدها لم يكن كافياً. أهداف «الديربي الكبير» الأجمل وقوة التأثير عند ميشيل وناصر وكابي دبي (الاتحاد) - مع زيادة عدد الأهداف زاد عدد الأهداف المؤثرة والجميلة في هذه الجولة، فقد كان هدفا محمد ناصر لاعب الوصل «البديل» في مرمى اتحاد كلباء سبباً مباشراً في هبوط «النمور»، وكان هدف الفرنسي ميشيل لورنت مهاجم الشعب في مرمى العين سببا في اقتراب «الكوماندوز» من البقاء في دوري المحترفين العام المقبل، ونجاح مهمته الأولى. وكانت أهداف بوريس كابي وإدريس فتوحي ووليد أحمد لاعبي عجمان في مرمى الوحدة سبباً مباشراً أيضاً في إقالة مدرب «العنابي» برانكو بعد خسارة فريقه أمام «البرتقالي» 3 - 4، وهي التي حققت إحدى مفاجآت الجولة، وذلك بغض النظر عن شكل الأهداف من الناحية الجمالية، وإن تميز بعضها في الشكل كما كان في «المضمون». وتبقى أهداف مباراة «الديربي» بين النصر والأهلي هي الأجمل بين أهداف الجولة، وذلك من خلال هدفي الإيطالي ماسكارا لاعب النصر الذي تفوق على نفسه وأحرز هدفين بالطريقة نفسها من ضربتين حرتين خارج منطقة الجزاء في مرمى حارس كبير مثل ماجد ناصر، وهي مهارة لا تتوافر في الكثير من اللاعبين، وتميز أيضا هدف البرتغالي كورايزما لاعب الأهلي الذي جاء من تسديدة قوية بعد مراوغة مدافعي النصر حميد عباس ومحمود حسن، ثم هدف إسماعيل الحمادي الذي راوغ فيه المدافعين أيضاً بعد مجهود فردي ثم التسديد المتقن، وكان هدف خمينيز مؤثراً في حسم النتيجة 3 - 2 لمصلحة «الفرسان»، وإن لم يتميز في الشكل الجمالي. «حسم المواقف» يبقي على ظاهرة ارتفاع معدل التهديف دبي (الاتحاد) - شهدت الجولة تسجيل 25 هدفاً في 7 مباريات بنسبة 3.57 هدف في المباراة الواحدة، وذلك بسبب النتائج الكبيرة التي شهدتها المباريات، على الرغم من انتهاء 3 مباريات منها بالتعادل الإيجابي، على عكس الجولات السابقة التي كانت تشهد فوز فريق على آخر، في ظل تعادل بني ياس والظفرة 2 - 2، وتعادل اتحاد كلباء والوصل بالنتيجة نفسها، وتعادل دبي والجزيرة 1 - 1. ومن النتائج الكبيرة الغريبة فوز عجمان على الوحدة 4 - 3، وهي التي ساهمت بنصيب كبير في زيادة معدل التهديف، وأيضاً في ظل انتهاء «ديربي» دبي بين النصر والأهلي بتفوق «الفرسان» 3 - 2، بينما كان فوز الشباب على دبا الفجيرة 2 - صفر منطقياً، وكانت المباراة الأقل تهديفاً هي مباراة الشعب والعين، التي انتهت بفوز «الكوماندوز» 1 - صفر، وهي الحالة التي اتسمت بها معظم المباريات في الجولات الماضية من حيث تفوق المهاجمين على المدافعين بصورة كبيرة. ويمكن القول إن الجولات المقبلة مرشحة لزيادة نسبة الأهداف فيها، بعد أن تم حسم صراع الهبوط بسقوط اتحاد كلباء، واقتراب دبا الفجيرة بنسبة 95 %، ومن قبلها كان حسم اللقب لمصلحة العين، ثم اقتراب الأهلي من مركز «الوصيف»، وهو ما يعني تحرر الجميع من كل الحسابات والعمل على تقديم المستوى الفني الأفضل من دون تحفظات دفاعية كبيرة، خاصة أن اللاعبين يرغبون في مثل هذه المرحلة في تسويق أنفسهم، إما لتجديد العقود مع أنديتهم بقيمة أعلى أو الانتقال إلى فريق آخر بعقد أعلى. عبد القادر ينجح في «خداع» برانكو «القوة الانفجارية» لكابي تدمر الوحدة في «بركان» عجمان دبي (الاتحاد) - كانت مباراة الوحدة وعجمان «متقلبة» في نتيجتها ومستوى الفريقين فيها، وتفوقت «القوة الانفجارية» لدى بوريس كابي مهاجم «البرتقالي» وقدراته التهديفية العالية في مقدمة أسباب فوز فريقه بالمباراة، ومعه لاعب الوسط إدريس فتوحي الذي يملك المهارة العالية في التمرير المتقن، وهو لاعب مهاري يخدم فريقه في إطار الأداء الجماعي المطلوب، وهو ما لم يتمكن لاعبو الوحدة من مواجهته معظم فترات المباراة. وكانت إرادة تحقيق الفوز حاضرة عند لاعبي عجمان ومدربهم العراقي عبد الوهاب عبد القادر، الذي يحسب له التعامل الجيد مع تقلبات اللقاء، ونجاحه في قيادة فريقه للعودة مرتين بعد التأخر، وأيضاً بعد إدراك مدرب الوحدة برانكو لخطورة كابي وإشراكه للاعب عبد الله أحمد لمراقبته، كان قرار إعادة كابي إلى وسط الملعب وتقديم فتوحي في العديد من المحاولات الهجومية والتشديد على اللاعبين بإرسال الكرات إليه بدلاً من كابي. ثم تفوق عبد الوهاب أيضاً في استخدام الأوراق «البديلة» في إشراك سعيد الكاس بدلاً من المدافع صالح بشير لتنشيط الوسط ودعم الأداء الهجومي، وأيضاً إشراك محمد زهران بدلاً من شهاب أحمد للاستفادة من «الثغرة» الموجودة في الجبهة اليسرى للوحدة، وكان تبديل حارس المرمى اضطرارياً، بعد إصابة الحارس الأول، لكن «البديل» أبلى بلاءً حسناً أيضاً لتحقق التبديلات الثلاثة دعما لفريق «البرتقالي» في بحثه الجاد عن الفوز. وقد لعب عجمان وفق الشكل الخططي 4-3-2-1، وهو الشكل الهرمي الذي يفيد في عملية بناء الهجمات بطريقة تدريجية والقدرة على العودة إلى الدفاع بكثافة عددية، وذلك في منح بوريس كابي ومن خلفه إدريس فتوحي حرية التحرك الهجومي الطولي والعرضي، ومن خلفهما لاعبي الوسط والدفاع الذين التزموا بأداء الدورين الدفاعي والهجومي بشكل جيد. وفي المقابل زادت الأخطاء الدفاعية في الوحدة، رغم أن الأخطاء كانت موجودة أيضا في عجمان، لكن القدرة على استغلال هذه الأخطاء كانت أفضل لدى لاعبي «البرتقالي» عنها عند «العنابي»، ولم يستطع لاعبا قلب الدفاع في الوحدة دينو وسردان مجارة كابي في السرعة والقوة لأنها أبطأ منه كثيرا، وأقل منه في القدرة على الارتقاء العالي وإجادة ألعاب الهواء، وكذلك في الانطلاق الذي تفوق فيه كابي بدرجة كبيرة كانت سبباً في إزعاج الحارس علي الحوسني طوال الوقت. وقد لعب الوحدة وفق الشكل الخططي 4-1-4-1، وذلك بتقدم أي من بابا ويجو أو مارسلينهو وتأخر الثاني في الهجوم، مع الاعتماد على الكرات الطويلة المرسلة إلى الثنائي في الأمام، أو إلى المتقدمين دينو أو عادل عبد الله لاستخدام ضربات الرأس، وفطن برانكو إلى تفوق كابي فأشرك لاعباً لمراقبته، لكن ذلك قوبل بخداع من الطرف الآخر بتغيير شكل الأداء والاعتماد على لاعب آخر، وهو ما لم يفطن إليه مدرب «العنابي»، وكان ذلك وراء الخسارة في النهاية. الأداء «الروتيني» يفقد الجزيرة بريقه ودبي يدفع ثمن عدم استغلال الموقف دبي (الاتحاد) - لم يملك لاعبو دبي والجزيرة القدرة على تطوير بناء الهجمات، من أجل تقديم العرض الممتع في هذه الظروف التي تخلو من الضغوط، فكان فريق «الأسود» الأفضل والأنشط في الشوط الأول، والأكثر حيوية وقدرة على اللعب الجماعي، وذلك أمام أداء «روتيني» من الجزيرة بالاستحواذ على الكرة في وسط ملعبه، وتبادل التمريرات القصيرة غير المفيدة، لكونها عرضية وخلفية دون الانتقال إلى ملعب الفريق المنافس. وكان أداء الجزيرة في الشوط الأول عبارة عن «أداء واجب» بلا حماس أو رغبة أو دافعية، مع وجود بطء في الحركة وثقل في التفكير، وذلك من خلال الرسم الخططي 4-3-1-2، وربما تغيرت الصورة قليلا في الشوط الثاني، الذي زاد فيه الأداء سرعة وتحرك فيه اللاعبون إلى الأمام بشكل أفضل مع اللعب من خلال الجناحين، لكن كل ذلك لم يكن كافياً لتحقيق طفرة هجومية متميزة. وكانت هناك أخطاء كثيرة على المستويين الفردي والجماعي، ولم تكن هناك مساندة من الظهيرين في النواحي الهجومية، وكان علي مبخوت هو الاستثناء الوحيد، حيث تحرك بشكل جيد وبحماس أكبر من زملائه وسرعة وقوة، وكان الأكثر رغبة في الوصول لمرمى «الأسود»، ولكنه لم يجد المساندة من بقية اللاعبين. ولعب دبي بطريقة 4-2-3-1 من خلال الانتشار الجيد كوحدة واحدة دون ترك مساحات للاعبي الجزيرة، وممارسة الضغط المستمر في كل أرجاء الملعب، وكانت المساندة من الظهيرين مميزة ورائعة، مع الاعتماد على الهجمات المرتدة السريعة، ويمكن القول إن «الأسود» أضاع الفوز بنقاط المباراة الثلاث أمام فريق فقد بريقه تماماً، وافتقد لاعبوه لكل الدوافع، لكن قلة تركيز مهاجميه أنهت المباراة بالتعادل. اتحاد كلباء يضيع أمام الوصل بسبب «التشتت» دبي (الاتحاد) - خالف أداء اتحاد كلباء أمام الوصل كل التوقعات، فبدلاً من اللعب بكل قوة لتحقيق الفوز، والتمسك بالحصول على النقاط الثلاث كفرصة أخيرة لمواصلة مشوار البحث عن بطاقة الإنقاذ، جاء الأداء «باهتاً»، رغم تحقيق التعادل، خاصة أن فريق «الإمبراطور» لم يكن على الحالة التي تجعله منافساً خطيراً من الناحية الهجومية، ونجح وهو في حالة سيئة في التعادل 2 - 2، رغم تقدم كلباء بفارق هدف حتى اللحظات الأخيرة من المباراة. وكان من الطبيعي أن يؤدي هذا الأداء إلى فشل مهمة تحقيق الفوز، وبالتالي توديع دوري المحترفين رسمياً، خاصة أن هبوط المعنويات تسبب في هبوط مستوى الأداء في فترات كثيرة من اللقاء، الذي جاء ضعيفاً من الناحية الفنية، وأيضاً من ناحية دور المدرب البرازيلي زوماريو مدرب كلباء في البحث عن الفوز بطريقة هجومية واضحة، وزيادة القوة الدفاعية بعد التقدم 2 - 1، لأنه لم يكن يملك ما يخسره، في حين كان دور المدرب الوطني عيد باروت أسهل كثيراً لأنه لا يبحث عن شيء ويلعب فقط من أجل تفادي الخسارة، وتقديم شكل «مقبول» في المباراة. كل هذه العوامل وقفت في مصلحة الوصل وضد ما يريده اتحاد كلباء، وجعلت مهمة لاعبي «الفهود» أسهل كثيراً من مهمة لاعبي «النمور» المعقدة، لأن مهمة من يدافع دون أن يكون لديه هدف محدد أسهل كثيراً ممن يرغب في زيادة النزعة الهجومية، من أجل الفوز، ويخشى تأثر الدفاع سلبا فتهتز شباكه بالأهداف التي تجعل مهمة المهاجمين أكثر صعوبة، وبالتالي يحدث «التشتت»، وهو ما انطبق على حالة فريق اتحاد كلباء في المباراة. مهمة «الكوماندوز» لم تكن سهلة أمام «شباب الزعيم» «التوازن الدفاعي» يحقق أهداف الشعب في مواجهة قلة خبرة بدلاء العين دبي (الاتحاد) - لم تكن مهمة فريق الشعب سهلة أمام «شباب» العين، ويعرف الجميع أن اللاعبين البدلاء في «الزعيم» يملكون الرغبة الدائمة في إثبات الذات، ويملكون دوافع كبيرة ويبذلون جهداً بدنياً كبيراً في المباريات التي يتم إشراكهم فيها، وهو ما حدث بالفعل في المباراة، من حيث الالتزام الكبير في الدفاع وغلق كل الطرق أمام لاعبي «الكوماندوز» وحرمانهم من المساحات المطلوبة، وأيضاً اللعب بكثافة عددية في الهجوم وتشكيل خطورة على مرمى الحارس معتز عبد الله. وفي المقابل كان أداء الشعب «المتوازن»، بحثاً عن الفوز، وتجنب الخسارة سبباً في زيادة صعوبة مهمة لاعبي العين، وزاد ذلك بسبب القدرة على التسجيل من فرصة وحيدة أتيحت للاعب المتألق ميشيل لورنت، وهي مهمة أيضاً ليست سهلة بأن يسجل فريق من فرصة واحدة، أو عدد محدود من الفرص، وهو ما يعني «النجاعة» الهجومية للفريق واللاعب نفسه، والذي تفوق على نفسه في المباريات الأخيرة وسجل العديد من الأهداف المؤثرة بعد أداء رائع. لعب الشعب بطريقة 4-4-1-1، ولكن الفروق الفردية والقدرات المهارية والسرعة ودقة التمريرات والتحول السريع من الدفاع إلى الهجوم والعكس كانت كلها في مصلحة شباب العين، ولذلك وجد لاعب الشعب صعوبة كبيرة في بناء الهجمات بسبب الضغط الشديد عليهم من لاعبي «الزعيم» في كل أرجاء الملعب، وكان هدف سوموديكا الأول منع إصابة مرماه بأي هدف، لأنه يعلم أن تسجيل المنافس لهدف معناه خسارة المباراة لعدم وجود القدرة على التعويض، وكان المدرب حكيماً في التعامل مع تفوق لاعبي الفريق المنافس. وطبق مدرب الشعب مقولة الحفاظ على النقطة التي معك، وانتظار فرصة للحصول على نقطتين إضافيتين، بدلاً من البحث عن النقاط الثلاث فتخسرها جميعاً، وتحلى بالصبر حتى حقق له ميشيل لورنت ما أراد قبل 10 دقائق من نهاية المباراة من الفرصة الوحيدة التي أتيحت له، وهو أمر يحسب للمدرب واللاعبين الذين عرفوا ماذا يريدون وعرفوا قدرات منافسهم ولم يستهينوا بها لمجرد غياب لاعبي الفريق الأساسيين من النجوم الكبار. ولعب العين وفق الطريقة نفسها التي يطبقها الفريق في وجود اللاعبين الأساسيين 4-2-3-1، ولولا نقص خبرة بعض اللاعبين لكان من الممكن أن يسجل «البنفسج» أكثر من هدف، لكن اللعب تحت ضغط دفاعي كبير أفقد بعض العناصر التركيز أمام المرمى، أو في الفرص التي أتيحت على مدار اللقاء. كما كانت تدخلات الروماني كوزمين مدرب العين وتبديلاته بلا تأثير كبير، خاصة أنه فضل إخراج علي الوهيبي وفوزي فايز لإراحتهما لإمكانية الاستعانة بهما ولو كبدلاء في مباراة الكأس أمام الأهلي، وهو لم يطمع في نقاط المباراة بدرجة كبيرة بعد أن حسم اللقب، وأصبح تركيزه كله على لقب الكأس ليحقق الثنائية. بني ياس والظفرة يرفضان ميزة «المباراة غير المضغوطة» دبي (الاتحاد) - رغم أن الطبيعي في لقاء بني ياس والظفرة، هو اللعب الهجومي «المفتوح»، من أجل الفوز بلا تحفظات أو حسابات كثيرة في ظل التواجد في أماكن «آمنة» في جدول الترتيب دون خوف على المركزين الثالث والثامن، إلا أن الأداء لم يكن ليعبر عن هذه الميزة التي كان لابد أن تزيد من تميز الأداء الفني للفريقين، وأن تزيد من تحرر اللاعبين لتقديم العرض الأفضل دون تحفظ زائد. وكان البطء هو سمة الأداء في فترات كثيرة، وأيضاً كانت الأخطاء الدفاعية واضحة من الفريقين في التمركز والتغطية، وكان واضحاً التأثير السلبي لعدم وجود دوافع كبيرة لدى الفريقين في البحث عن الفوز، بدرجة أكبر من تأثير اللعب بلا ضغوط كبيرة، وذلك ظهر في حرص المدربين، سواء سالم العرفي مدرب بني ياس، أو لوران بانيد مدرب الظفرة على تجنب الخسارة وليس البحث عن الفوز، خاصة في الشوط الثاني، في حين جاءت الأهداف من تميز القدرات الهجومية الفردية واستغلال الأخطاء الدفاعية. ومع تشابه طريقة لعب الفريقين بدرجة كبيرة، وتشابه روح الحذر عند المدربين وتشابه حالة تميز المهاجمين على المدافعين، كان من الطبيعي أن ينتهي اللقاء بالتعادل مع وجود أهداف وصلت إلى أربعة، خاصة مع وجود مهاجم مثل ماكيتي ديوب في صفوف الظفرة، وهو اللاعب الذي يملك ميزة طول القامة وضربات الرأس لاستغلال أخطاء دفاع بني ياس، ووجود اللاعب نواف مبارك في صفوف «السماوي» الذي يجيد الضربات الثابتة وتسجل الأهداف منها وصناعة الأخرى. وكانت تبديلات المدربين في إطار البحث عن التأمين بدرجة أكبر من البحث عن الفوز، وذلك بمشاركة نيكولاس وخالد مبارك بدلاً من سانجاهور ومحمد أبوتريكة في بني ياس، ومشاركة محمود عوض ورودريجو ومحمد قاسم بدلاً من بندر محمد وأمارا ديانيه ورضا عبدالهادي، وهو ما أكد اقتناع المدربين بالحصول على نقطة. حذر «الجوارح» يمنع مفاجآت «النواخذة» ويحسم الموقف دبي (الاتحاد) - لم يكن باستطاعة فريق دبا الفجيرة من الناحية الفنية تحقيق مفاجأة جديدة أمام الشباب، وذلك في ظل الجدية التي تعامل بها «الجوارح» مع المباراة، والرغبة في تفادي ما حدث لكل من العين والوصل والجزيرة أمام «النواخذة» في مواجهات سابقة، فكان من الطبيعي أن يتفوق الشباب، ويحسم المباراة لمصلحته بسهولة. اهتم البرازيلي باكيتا بالتوازن الذي يميز فريقه، رغم إدراكه لتميز قدرات لاعبيه الهجومية على قدرات الفريق المنافس، وهو أمر مهم بأن يحترم المدرب قدرات منافسه مهما كان حجمها، ولذلك لعب وفق طريقته المعروفة التي تعتمد على الجماعية، مع تضييق المساحات في كل الخطوط، وعدم ترك الفرصة لثنائي دبا الفجيرة الهجومي ألكسندر ولويس فرناندو لتهديد مرمى سالم عبد الله، وهو ما منحه التفوق الميداني في معظم فترات اللقاء. وكان البرازيلي سياو لاعب الشباب محور أداء فريقه كالعادة، ورغم ذلك لم يتمكن لاعبو دبا الفجيرة ومدربهم عبد الله مسفر من إيقافه، نظراً لتفوق قدراته المهارية والبدنية على من يواجهه. وفي المقابل لم يكن أداء دبا الفجيرة الهجومي على الحالة التي لعب بها بعض مبارياته السابقة، وبدا على اللاعبين بعض «الإحباط»، في ظل الاقتراب من الهبوط بعد هدف الشباب الأول. الميدالية الذهبية ميشيل لورنت تسبب تفوق الفرنسي ميشيل لورنت مهاجم الشعب في قيادة فريقه إلى تحقيق هدف البقاء في دوري المحترفين، ونجح اللاعب خلال الجولة الأخيرة في استكمال تسجيل الأهداف المؤثرة، وسجل من فرصة وحيدة في مرمى العين ليظفر فريقه بأغلى ثلاث نقاط من أجل البقاء مع «الكبار» في الموسم المقبل، وهو يستحق أن يكون في مقدمة نجوم الجولة. الميدالية الفضية كيكي فلوريس تفوق الإسباني كيكي فلوريس مدرب الأهلي في مباراة فريقه أمام النصر، ونجح في تحقيق الفوز رغم غياب 6 من لاعبيه الأساسيين، وتميز في التعامل مع تقلبات اللقاء بهدوء شديد، رغم تقدم منافسه مرتين، وكان هذا الهدوء وقدرته على قراءة الملعب، وإجراء التبديلات في الأوقات المناسبة سبباً في تحقيق الفوز، الذي ضمن له البقاء في مركز «الوصيف». الميدالية البرونزية عجمان قدم فريق عجمان مباراة جيدة أمام الوحدة وحصل على ثلاث نقاط مهمة بعد عرض جيد يحسب للاعبين جميعاً، خاصة المهاجم بوريس كابي، ويحسب للمدرب عبد الوهاب عبد القادر، الذي بدأ في إعادة البريق المفقود للفريق بعد فترة من التخبط، وهو يحقق الآن هدف الدخول التدريجي إلى منطقة الوسط، ولم يكن الفوز على الوحدة في أبوظبي ليس أمراً سهلاً.
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©