الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«بيئة أبوظبي» تنفذ مشروعاً لزراعة أشجار القرم بجزيرة السعديات

«بيئة أبوظبي» تنفذ مشروعاً لزراعة أشجار القرم بجزيرة السعديات
26 ديسمبر 2009 02:07
بدأت هيئة البيئة أبوظبي بالتعاون مع هيئة تنشيط السياحة بزراعة 750 ألف شتلة من أشجار القرم على مرحلتين في جزيرة السعديات لتتوزع هذه الأشجار على ما نسبته 25% من مساحة الجزيرة البالغة 27 كم مربعا. وتأتي زراعة أشجار القرم في السعديات استكمالا لسياسة التنمية المستدامة، وبما يضمن أن لا تؤثر النهضة السياحية والإنشائية في الجزيرة على طبيعة وبيئة المنطقة، لاسيما وأن وجود هذا النوع من الشجر على الجزيرة يعتبر تحدياً للظروف المناخية في المنطقة. وتحتاج هذه الشجرة كي تنمو الى درجات حرارة منخفضة لا تزيد على الـ 35 درجة مئوية ومياه قليلة الملوحة وهو ليس متوفرا في مياه الخليج العربي، بل على العكس فدرجات الحرارة مرتفعة والحرارة تفوق الـ45 درجة مئوية، ونسبة ملوحة المياه عالية. وقال ناصر الشيبة مدير إدارة الشؤون البيئية في هيئة تنشيط السياحة إنه من المخطط له أن يتم زراعة شتلتين من شجر القرم الرمادي عوضا عن كل شجرة يتم إزالتها لاستكمال متطلبات إنشاء البنية التحتية في الجزيرة التي ستصبح بعد انتهاء مراحل تطويرها بحلول العام 2020 وجهة سياحية عالمية، ووجهة سكنية حديثة متكاملة تستوعب حوالي 150 ألف نسمة، كما ستضم الجزيرة مجموعة كاملة من المرافق الخاصة بالراحة والاستجمام والسياحة إضافة إلى المرافق الاجتماعية والثقافية. وأكد الشيبة خلال جولة للصحفيين إلى الجزيرة نظمتها هيئة البيئة أول من أمس أن تواجد القرم في الدولة بشكل عام يعتبر صعبا لحاجتها لتوفر ظروف بيئية معينة تضمن حياتها واستمرارية تواجدها، وهو ما يتطلب منا الحرص والتفكير مليا قبل إزالة أي شجرة. وستزرع شتلات القرم في الجزيرة خلال العامين المقبلين على مرحلتين في المناطق المختارة وذلك للحصول على أفضل نتائج لنمو وبقاء أشجار القرم في هذه المنطقة، علما أن أشهر زراعة القرم تكون في الشتاء، وبعد أن يصل عمر الشجرة عاما واحدا. ووضعت هيئتا البيئة والسياحة بأبوظبي خطة عمل لزراعة أشجار القرم داخل وحول جزيرة السعديات بناء على المسح الميداني الذي قام به المختصون بهيئة البيئة لتحديد المناطق الأنسب لزراعة أشجار القرم والتي شملت مسطحات المد والجزر ذات الطبقات الطينية والقنوات الطبيعية التي تنغمر بانتظام. إعادة الغمر ولتسهيل زراعة أشجار القرم في المناطق المتضررة، اقترحت هيئة البيئة أن يتم إعادة الغمر المدي وتدفق المياه في المنطقة إلى حالتها الأصلية بقدر الإمكان وذلك من خلال الجرف وتوسيع القنوات المائية الأصلية. وأوضحت هيئة البيئة أن نبات القرم الرمادي (افيسينيا مارينا) يشكل النوع الوحيد الذي ينمو في مناطق المد والجزر على طول الشريط الساحلي لإمارة أبوظبي. وتمت زراعة بعض الأشجار سابقاً في المنطقة حيث يزيد عمر بعض أشجار القرم المزروعة على 20 سنة في حين نما البعض الآخر بصورة طبيعية. وبالرغم من زيادة مساحة غابات القرم في إمارة أبوظبي إلا أن هناك بعض المواقع التي تأثرت بالأنشطة البشرية، وهو ما دفع هيئة البيئة تشجيع شركات التطوير على إعادة تأهيل المناطق المتضررة من خلال القيام ببرامج واسعة النطاق لزراعة أشجار القرم. وتكمن أهمية نبات القرم، وفقا للدكتور هيمانسو داس باحث متخصص في الأنواع البحرية المهددة بالانقراض في هيئة البيئة، في أن له فوائد إنتاجية واقتصادية عديدة بالإضافة لأهميته البيئية الكبيرة، حيث يحمي نبات القرم الشواطئ من التعرية والتآكل بفعل الأمواج والتيارات البحرية وتجميع المواد الغذائية، فضلا عن الوظيفة البيولوجية الأساسية التي تؤديها هذه الأشجار حيث تقوم بيئة الجذور بوظيفة محاضن طبيعية للثروة السمكية إذ تعتبر ملجأ للأسماك الصغيرة. كما تعتبر الحاضن الطبيعي للروبيان وتعتبر بيئة ملائمة لحياة السرطان وذي الصدفتين، حيث توفر لهم فرص الغذاء الملائم والتعايش ومناطق وضع البيض وفى نفس الوقت فهي مأوى لتعشيش الطيور. وأوضح داس أن من أهداف زراعة أشجار القرم في الجزيرة تكمن في زيادة المنطقة الخضراء، وجذب التنوع البيولوجي للمنطقة. وجهة سياحية وتتبع جزيرة السعديات التي تبعد 500 متر شمال شرق مدينة أبوظبي، لمشروع شامل يهدف إلى تطويرها من قبل “شركة التطوير والاستثمار السياحي” لتحويلها الى وجهة سياحية عالمية قبالة شواطئ أبوظبي وذلك مع انتهاء مراحل تطويرها بحلول العام 2020. ويتمتع المخطط الرئيسي لجزيرة السعديات بمرونة كبيرة تعكس الالتزام بالمحافظة على طبيعتها البيئية الخاصة حيث تعتبر موطناً للأحياء والثروات الطبيعية التي تتواجد على شواطئها وتتخذ العديد من سلالات الطيور النادرة من محميات أشجار القرم الساحلية في الجزيرة موطناً لها. من جانبه، أوضح نجم الدين فيسترو خبير المانجروف في شركة براري والمشرف على زراعة أشجار القرم في الجزيرة أن عملية زراعة الأشجار في السعديات تبدأ بزراعة الشتلات في مشتل ممتد على مسافة هكتارين في الجزيرة، لتزرع بعد أن يصل عمر الشتلة العام في المناطق المختارة بالجزيرة. وأوضح فيسترو أن المانجروف كنوع من الشجر عرف بأنه ينمو في الدول الاستوائية وليس الباردة، وتتوزع 43% من هذه الأشجار في جنوب آسيا، بينما تتوزع 6% منها في دول الشرق الأوسط، ويعتبر نوع القرم الرمادي من المانجروف هو الوحيد الذي ينمو في دولة الإمارات، بعد أن انقرض نوع أشجار القندل قبل مائة عام، ولكن الدولة تمكنت من إعادة استزراع هذا النوع عام 2000 في منطقة رأس غناطة، بناء على توجيهات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله حيث قامت دائرة أعمال صاحب السمو وهيئة البيئة في أبوظبي بتنفيذ مشروع إعادة التوطين. وقد يكون القرم الرمادي أكثر أنواع المانجروف تحملاً من حيث مقدرتها على التعايش مع درجات الحرارة المنخفضة والمرتفعة على حد سواء بالإضافة إلى تحمل الملوحة العالية، وهو الأمر الذي قد يفسر نجاح هذا النوع في منطقة الخليج العربي. بقع متفرقة وتوجد أشجار القرم على الساحل الرئيسي وسواحل العديد من الجزر، إلا أن انتشارها في السواحل الرئيسية يكون في شكل بقع متفرقة جداً. ويوجد معظمها إلى الشرق من جبل الظنة. يلاحظ أن معظم مجموعات القرم صغيرة نسبياً من حيث الحجم وبالرغم من ذلك توجد مجموعات كثيفة في بعض المناطق وبصفة خاصة في الجزر. وتشكل أشجار القرم غابات كبيرة في بوطينة ومروح والبزم الغربي وأبو الأبيض وصير بني ياس بالإضافة إلى أبوظبي والجزر القريبة منها. وبالرغم من إمكانية نمو شجرة القرم إلى ارتفاع 30 متراً، إلا أن متوسط ارتفاعها في أبوظبي هو متر واحد فقط ويصل ارتفاعها الأقصى إلى 8.1 متر. ويقول الرأي العلمي في ذلك أنه كجزء من تأقلمها مع الحياة في البيئة المالحة ،حيث تمتص جذور أشجار القرم المياه بسرعة أقل نسبياً من أجل التقليل من كمية الملح التي تدخل إليها. ومن أجل الحصول على كمية كافية من المياه، طورت أشجار القرم نظامها الجذري بحيث يكون لديها جذور كبيرة الحجم، إلا أن ذلك كان على حساب النمو الكلي للشجرة. أبوظبي تؤوي %85 من القرم في الدولة تؤوي إمارة أبوظبي 85 % من أشجار القرم الموجودة بدولة الإمارات العربية المتحدة. وتشير التقديرات الأخيرة التي تستند إلى دراسات الاستشعار عن بعد إلى أن القرم في إمارة أبوظبي يغطي مساحة تقدر بحوالي 40 كم مربعا، وعليه فإن إمارة أبوظبي تمثل جزءا مهماً من الغطاء النباتي من أشجار القرم في الخليج العربي.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©