الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الضحك حاجة فطرية لدى الأطفال

الضحك حاجة فطرية لدى الأطفال
29 ابريل 2013 20:40
أبوظبي (الاتحاد) ـ قد نندهش عندما نشاهد طفلاً لا يجاوز عمره أياماً معدودة يضحك أو يبتسم لأمه وهي تتحرك حوله! إن أسباب ضحك الطفل تختلف بلا شك باختلاف العمر، فالرضيع الصغير نراه يبتسم بشكل عفوي أحياناً وربما يكون نائماً أو يقظاً والرضيع الأكبر يضحك عندما يداعبه شخص ما، وقد يكون سبب الضحك لمس مناطق معينة كالبطن أو تحت الإبط أو أخمص القدمين أو العنق حيث أن الأعصاب التي تنبه المراكز الدماغية المسؤولة عن الضحك يختلف توزعها في الجسم كما أن عتبة الضحك تختلف من طفل لآخر. وما من شك أن ضحكات الطفل البريئة أجمل ما يسعد الأمهات والآباء وهم يداعبون أطفالهم، أو يرصدون انفعالاتهم، وعلى العكس تماماً نجدهم ينزعجون ويغضبون ويتبرمون إن بكى طفلهم لأي سبب معلوم أو مجهول. لكن بلا شك هناك أسباب كثيرة لضحك الأطفال، فكل ما يدخل السرور لقلب الطفل يجعله يضحك، فرؤيته لأمه وجلوسه في حضنها عيد، واستقباله لوالده بعد انتهاء العمل فرحة، وحصوله على طعامه المفضل أو ثياب جديدة وألعاب متنوعة بل حتى مجرد شرائه أو تلبية رغبته في الحصول على شيء ما كلها مناسبات سعيدة للطفل. الدكتورة سالمة الجبوري، أخصائية طب نفس الأطفال، تقول إن الضحك هو عبارة عن حركات تنفسية نشطة وبطبيعة خاصة فهو لذلك ينشط عضلات التنفس وينشط الدورة الدموية والعمليات الدماغية وبارتفاع مزاج الإنسان يتحسن تحصيله عكس الطفل المكتئب. لكل إنسان حاجاته الفطرية، والإنسان يسعى للسعادة دائماً، إن إعطاء الطفل حاجياته النفسية والجسدية، الروحية والمادية وإبعاد شبح ما يعكر صفو حياته من أمراض ومشاكل وتعليمه منذ الصغر على رحابة الصدر وأن يواجه المصاعب بابتسامة ويفكر بحلها منطقياً بنفسه أو بمساعدة من حوله وأن نعلمه ألا يغضب لأتفه الأسباب، كل هذه الأمور مهمة والأهم هو وجود بيئة سعيدة محيطة بالطفل، فإذا كان الأب سريع الغضب والاستثارة سينعكس سلوكه سلباً على أطفاله، والأب الحكيم لابد وأن يطبع أطفاله بطابع محبب». وتكمل الدكتورة الجبوري:» إن اللعب مع الأطفال مسألة ممتعة جدا للأطفال، وتجلب لهم السعادة والرضا، كما أن اللعب في الوقت نفسه تطور الطفل ويحصل على الكثير من المرح، ويساعد على تنمية مهاراته وخبراته، فضلاً عن فائدة الضحك على صحة الطفل. ومما لاشك فيه أن إحساس الطفل بالرضا والسعادة يسهم في تقوية ودعم جهازه المناعي، ومن ثم تزداد وتتحسن فاعلية مناعته الذاتية في مقاومة العدوى والأمراض المختلفة. فقد أشارت كثير من الدراسات أن للضحك دورا كبيرا و إيجابيا في التأثير على الحالة الصحية للإنسان وخاصة الطفل، فهو يزيد من قدرته على مقاومة الأمراض». صمن جانب آخر تشير الدكتورة الجبوري، إلى ما أثبته علم النفس النمو، وعلم النفس الاكلينيكي الحديث الذي يهتم بتأثير على الحالة النفسية على جهاز المناعة، والدراسات التي أجريت حول إمكانية توظيف الضحك كوسيلة مكملة للعلاج الطبيعي للجسم، ولا يقتصر على استعماله كأسلوب مستقل للعلاج، فقد ثبت أن الضحك يزيد معدل التنفس عند الأطفال والكبار، وبالتالي يزيد نسبة الأكسجين في الدم والعضلات مما يؤثر على القلب فتزداد ضرباته ويرتفع ضغط الدم، وكل هذه التغيرات الجسمية تساعد على تدفق الأكسجين والمواد الغذائية إلى طبقات الجلد في جميع أنحاء الجسم.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©