الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أطباء القلب وخبراء الطب النفسي: ابتسم واضحك.. تضحك لك الدنيا

أطباء القلب وخبراء الطب النفسي: ابتسم واضحك.. تضحك لك الدنيا
29 ابريل 2013 22:40
غداً.. يحتفل العالم باليوم العالمي للضحك، فما أجمل أن نرى الكون والوجود مبتسماً! نحن الذين نجعل من الطبيعة من حولنا مبتسمة، لأن الإحساس بجمال الكون وروعته يأتي أولاً من دواخلنا! يُقال إن الضحك بشاشة وسلام ونضارة ورضا، فإذا ابتسم الإنسان تحركت في وجهه أكثر من ست عشرة عضلة، ولو عبس وغضب لانقبضت أكثر من سبع وأربعين عضلة من عضلات وجهه! ومن المؤكد أن هناك فروقاً وانعكاسات كبيرة بين حركة العضلات في الحالتين. لدى أطباء النفس وخبراء العلوم السلوكية قناعة تامة بأن «الضحك هو خير دواء»، وهو نفس الشعار الذي ترفعه «الحركة الدولية للضحك» التي تحتفل في الأول من شهر مايو من كل عام بـ«اليوم العالمي للضحك». هل أصبح الضحك عملة نادرة اليوم؟ هل اختفت الابتسامة الحقيقية، وتيبست، وأغلقت الصدور، بسبب ما نراه كل يوم من مآسٍ وحروب ومشاكل وهموم وضغوط ؟ الطبيب الهندي مادان كاتاريا، مؤسس»يوجا الضحك» استشعر خطورة هذه الحالة، وكان أول من دعا إلى الاحتفال بهذا اليوم عام 1998، بعدها دأبت «نوادي الضحك» في ألمانيا وكثير من بلدان العالم الاحتفال بـ»اليوم العالمي للضحك» بتخصيص ثلاث دقائق للضحك والقهقهة بصوت مسموع، حيث يوجد أكثر من ستة آلاف نادي للضحك، في كافة أنحاء العالم تقيم احتفالاتها بالضحك في الهواء الطلق، مع الحفلات الموسيقية الراقصة. خبراء العلوم السلوكية وأطباء النفس يؤكدون أن الضحك، سواء كان قهقهة أو مجرد ابتسامة خجولة، لا يساهم فقط في إدخال السعادة في القلب، بل من الممكن أن يساعد في تخفيف الألم أيضا، وأن الضحك لمدة دقيقتين في اليوم له نفس تأثير عشرين دقيقة من ممارسة الرياضة. كما يساعد الضحك في تقوية نظام المناعة علاوة على أن الضحك الحقيقي يساعد في تنشيط ثمانين عضلة في الجسم، كما أن الضحك ينشط المخ. التأثير النفسي عصام محمد السيد، عضو رابطة الصحة النفسية العالمية، يقول: «إن الضحك بأنواعه لا يساهم فقط في إدخال السعادة على القلب، بل من الممكن أن يساعد في تخفيف الآلام أيضاً. فالضحك ينشط أماكن معينة في المخ لا تنشط إلا بتناول العقاقير، ويتسع تأثير الضحك إلى قدرته على تقليل الاضطرابات النفسية. فالضحك يؤثر على منشأ هذه الاضطرابات من الأحزان مثلا أو الأفكار العقلانية المرتبطة ببعض الوساوس أوالهواجس التي تكون مسببة لهذه الاضطرابات. وبالتالي ممكن أن يعتبر الضحك كوقاية من الأمراض النفسية على اعتبار أن الاضطرابات النفسية مدخل إلى هذه الأمراض. من ناحية ثانية الضحك يكون جزءا أساسيا في الجزء الاجتماعي. الحياة الاجتماعية أو الحركة الاجتماعية المرتبطة بالنكتة، بالضحك أو بالفكاهة تؤثر على الحياة الاجتماعية للضاحك بمنعى أنه هو يستقبل فكاهة وبالتالي ينفعل بها ويكون حريصا على تمريرها إلى آخرين». ويضيف الدكتور حسني: «هناك أشخاص لا يمكنهم الضحك، فالضحك يتبع الثقافة والتنشئة الاجتماعية للشخص، فهناك أسرلا يسود فيها الضحك وينشأ أفرادها وهم لا يحبون الضحك، أو ينظرون إليه كشيء من السخرية». فوائد عديدة الأخصائية النفسية ريتا شمعون، ترى أن للضحك فوائد كثيرة، منها على سبيل المثال تقوية جهاز المناعة، وتنمية مستوى الاستيعاب والفهم، والقدرة على التوافق والتكيف، وتجديد نشاط المخ، ورياضة ذهنية وعضلية لعضلات الجسد، وإحداث الارتخاء في أعصاب وعضلات الجسد، والتغلب على الإحساس بالألم، ويخفف حدة التوتر والقلق، فضلاً عن إضفاء البهجة والسعادة على حياة الإنسان، وإشاعة الأجواء الإيجابية المرحة بين الناس، ويعمق التواصل الاجتماعي، ويحسن العلاقات مع الآخرين. وتكمل شمعون: «الضحك طاقة نختزنها في داخلنا وندخرها لمواجهة المواقف الجادة، ونحن نطلق هذه الطاقة في صورة ضحك حين يتبين لنا أن الحياة ليست بهذه الجدية والخطورة ولا يلتزم لها كل هذا التحفز والانفعال فنضحك لأننا أخذنا المسائل بكل هذه الصرامة التي لا لزوم لها في كثير من الأحيان! كما أنه استجابة لقول أو ضحك أو ابتسامة شخص آخر، أو يحدث نتيجة موقف طريف ساخر، أو لمفارقة ما، وهناك من يراه نعمة يتميز بها البشر. صحة القلب الدكتور علي النعيمي استشاري أمراض القلب في مستشفى زايد العسكري، يرى أن للضحك تأثيرا إيجابيا كبيرا على صحة وحالة القلب، ويشير إلى دراسات أميركية تؤكد أن الأشخاص الذين يضحكون كثيراً وبصوت عال، وينظرون دوما إلى الجانب السار في المواقف الحياتية الصعبة هم أقل عرضة للإصابة بأمراض القلب من الأشخاص الذين لا يملكون روح الفكاهة أو الدعابة، فهناك دراسة قدمت للمؤتمر السنوي لجمعية أمراض القلب الأميركية في نيوأورليانز، تبين العلاقة بين الضحك وروح النكتة وأمراض القلب، حيث قام الباحثون بدراسة روح النكتة عند مئة وخمسين شخصا من مرضى القلب الذين تعرضوا لأزمات قلبية أو لا يزالون يتلقون العلاج لمرض انسداد شرايين القلب، وقارن الباحثون المجموعة المريضة مع مجموعة مماثلة تتضمن أشخاص أصحاء خالين من أمراض القلب، فوجدوا أن مرضى القلب كانوا أقل استعدادا للضحك من الأصحاء بنسبة تصل إلى أربعين بالمئة. فمقولة أن الضحك أفضل دواء، صحيحة أيضا في تقوية شرايين القلب. وتنصح الدراسة بعمل تمارين شبيهة بالتمارين الجسدية لتقوية روح الفكاهة والبقاء أصحاء، مثل قراءة كتب أو مشاهد أفلام فكاهية تبعث على الضحك، وأن نكون أقل كدراً وأكثر مرحا في مواجهة الحياة». العلاج بالضحك الأخصائية النفسية مروة الحايك، تشير إلى أسلوب أو طريقة العلاج بالضحك كأهم وأحدث أساليب العلاج النفسي الحديث، حيث يعتمد على طبيعة الضحك وتأثيره من المنظور النفسي والفيسيولوجي، وعادة ما تستخدم الفكاهة لمساعدة المرضى في مواجهة أو التعامل مع الحالة النفسية للمريض، ويستعان بالضحك كعلاج مساعد في كثير من حالات الاكتئاب بوجه خاص، أو الإحساس بالملل أو الضجر، وعدم الإقبال على الحياة بشكل سوي. فإنه يساعد العلاجات الأولية على العمل بنحو أفضل، ويعتقد أن لديه إمكانات لتعزيز الشفاء والصحة والوقاية من المرض، والحد من ردود فعل الإجهاد، ورفع الروح المعنوية». وتضيف الحايك:» قد يتبع في العلاج بالضحك تقنيات علاجية ما بين أندية الضحك، وفصل الضحك، وجلسات الضحك، واللياقة البدنية للضحك، وبرنامج الضحك، وأكثر من ذلك. يمكن أن تكون هذه الجلسات لمرة واحدة، أو متكررة لتعزيز التأثير. ويعتقد أن تكون الميزة العلاجية تعززها نظام القيم التي تصر على أن تكون تلك الجلسات غير سياسية وغير دينية، غير باحثة عن الكمال، غير استغلالية، غير قادرة على المنافسة، وغير مهددة، وترحب الجميع، بالإضافة الالتزام بقواعد السلوك. أو عن طريق «يوجا» الضحك التي تساعد على الحفاظ على المعنويات العالية عند مواجهة التحديات، وتعزز المواقف الإيجابية العقلية للشخص لمساعدتك على التعامل مع الحالات السلبية الصعبة بطريقة أفضل. الدين فيه فسحة ورفق ولين لما كان الضحك صفة إنسانية تقترن بالإنسان كبقية الصفات التي تميزه عن الحيوان، ودليل صحة، وسبب ألفة ومحبة، ووسيلة دعوة وتأثير، إلا أن لابد لهذه الصفة من ضابط حتى لا تخرج عن طورها، فتنقلب إلى ضدها. لذلك كان ضحك النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ مشتملاً على كل المعاني الجميلة، والمقاصد النبيلة، فصار من شمائله الحسنة، وصفاته الطيبة، لقد كان ضحكه تربية وتوجيهاً، ودعوة ومداعبة، ومواساة وتأليفاً، وكان من هديه صلى الله عليه وسلم ألا يُكثر الإنسان من الضحك، ولا يبالغ فيه، فقد قال صلى الله عليه وسلم: ( يا أبا هريرة:... أقل الضحك، فإن كثرة الضحك تميت القلب ) رواه ابن ماجه. وكان من صفته صلى الله عليه وسلم أنّ جل ضحكه كان تبسماً. ومن ضحكه ـ صلى الله عليه وسلم ـ ما يكون مع الأعراب الغلاظ الشداد، يضحك معهم ليشعرهم بالسعة والرحمة والنعمة التي جاء بها الإسلام، وأن الدين فيه فسحة ورفق ولين، فيقابل الإساءة بالإحسان، والعبوس بالضحك. ومن ضحكه صلى الله عليه وسلم ما يكون مع الأعراب الغلاظ الشداد، يضحك معهم ليشعرهم بالسعة والرحمة والنعمة التي جاء بها الإسلام، وأن الدين فيه فسحة ورفق ولين، فيقابل الإساءة بالإحسان، والعبوس بالضحك، من ضحكه ما يكون فرحاً بانتشار الإسلام، وذلك عندما دخل صلى الله عليه وسلم على أم حرام بنت مِلحان وهي من محارمه، فأطعمته، ثم جلست تفلي رأسه، فنام رسول الله، ثم استيقظ وهو يضحك، فقالت: ما يضحكك يا رسول الله؟ قال: ( ناس من أمتي، عرضوا علي غزاة في سبيل الله، يركبون ثبج - وسط- البحر، ملوكاً على الأسِرّة، أو مثل الملوك على الأسرة) متفق عليه.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©