الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

معلمون ومعلمات: جمعيتنا مفرغة من مضمونها غائبة عن مشاكلنا

معلمون ومعلمات: جمعيتنا مفرغة من مضمونها غائبة عن مشاكلنا
12 مايو 2014 13:04
شن مربو الأجيال هجوماً على الجمعية التي يفترض بها أن ترعى مصالحهم وتطالب بحقوقهم وترتقي بمهنتهم، ووصفوها بـ «الغائبة» على الرغم من مرور 34 عاماً على إنشائها. وطالب هؤلاء المعلمون بإنعاش الجمعية وإحياء دورها لخدمة 5000 عضو، وهو ما لاقى استجابة من إدارة الجمعية التي تتخذ من الشارقة مقراً لها، التي أكدت أنها ستكون «ناقلاً» لمطالب المعلمين واحتياجاتهم، مشيرة إلى «اتخاذ قرارات تبلور مسيرة الجمعية ومرحلتها التطويرية في الفترة المقبلة». تحقيق: تحرير الأمير طالب عدد من المعلمين والمعلمات بتفعيل دور جمعية المعلمين، بحيث تصبح منصة تتحدث باسم جميع العاملين في الميدان التربوي بشقيه الحكومي والخاص، معبرين عن أسفهم جراء غياب دور الجمعية، وعدم تقديمها أي خدمات. ووصف هؤلاء المعلمون والمعلمات جمعيتهم بأنها «مفرغة من مضمونها ومن أهدافها ومن استراتيجيتها»، في حين صعد آخرون من سقف مطالبهم، قائلين: نحن نريد جمعية تحفظ لنا حقوقنا، أسوة بغيرنا من بناة المستقبل في الدول المجاورة والبعيدة. وأملت معلمات أن تتبنى الجمعية كل قضاياهن، خصوصاً ما يتعلق بإلغاء قضية النقل الإجباري إلى المناطق البعيدة، ما يضطرهن إلى قطع مسافات طويلة للوصول إلى المدارس وما ينجم عن ذلك من هدر للوقت والجهد، إضافة إلى حدوث مشكلات اجتماعية. جهة سلطوية ولفت هؤلاء إلى أنهم يعيشون حالة من الإحباط، جراء غياب دور جمعيتهم التي يفترض أن تكون مخولة بنقل همومهم وشكاواهم، بحيث تكون لها يد عليا في إنهاء الملفات العالقة مثل معاناة المعلمين مع النقل التي قد تمتد إلى سنوات، والحصول على الدرجات المستحقة، والترقيات، حيث ادّعوا أن الترقيات في الوقت الحالي مجمدة، ولا وجود لأي حوافز أو علاوات. كذلك طالب معلمون بإنشاء أندية خاصة بهم، والحصول على مميزات كثيرة من الشركات الخاصة والفنادق وشركات الطيران وشركات العقار وكل ما له صلة بمعيشة المعلم، قائلين إن لهذه الميزات أثراً في تحسين وضعهم المادي والاجتماعي. هيبة المعلم ودعا معلمون أن تقوم الجمعية بزرع ثقافة إعادة هيبة المعلم، حيث تزايدت مؤخراً حالات التعدي والإهانة التي يكون المجني عليهم فيها معلمون، مطالبين بسن قوانين تحفظ حقوق المعلمين ممن يتطاول عليهم، لكي يشعر المعلم بأن المجتمع ينظر إليه بعين الاحترام، نظراً لاضطلاعه بدور كبير في تربية أجيال المستقبل. كما تطرق معلمون إلى قضية تخفيض نصاب المعلم وتخفيف الأعباء الملقاة على كواهلهم، مع ما يعني ذلك من تخفيف الضغوط النفسية التي يمرون بها. وتمنى المعلمون أن تتبنى الجمعية هذه المطالب عبر تشكيل لجنة لدراسة أوضاع المعلمين والمعلمات، وتحسين مستويات وإعادة النظر في الكثير من النقاط التي تدرسها هذه اللجنة لصالح المعلمين. الجمعية أملنا ولا تعترف فاطمة محمد، مدرسة رياضيات في مدرسة الحيرة الإعدادية، بوجود جمعية للمعلمين في الدولة، «فهي لا تخدم الكادر التربوي، ودورها هامشي في جميع المجالات التي تهم المعلم»، وهو ما اتفقت معها فيه المعلمة مهلة الحمادي التي قالت إنها بعد مرور 11 عاماً في قطاع التعليم، لم تجد أي فائدة تذكر لهذه الجمعية، مطالبة بزيادة نشاط الجمعية وتأدية دورها المأمول، حيث إننا «نحتاج إلى الكثير من الاهتمام والتقدير وإعادة النظر في حقوقنا، بسبب الضغط الكبير الذي نعيشه بسبب النصاب العالي والأعباء الأخرى الموكلة إليها». وأضافت: نأمل إيصال أصواتنا ومطالبنا إلى المسؤولين عبر جمعية فاعلة ذات سلطة قوية. وأكدت معلمة فضلت عدم الكشف عن هويتها أن جمعية المعلمين لم تقدم شيئاً لها، «ووجودها مثل عدمه»، مضيفة أن الكلام كان يدور في بداية تأسيس الجمعية حول توفير امتيازات وخصومات، وستكون صوت المعلمين، «لكن كل ذلك كان مجرد وعود لم تتحقق، ما دفعني إلى الاستقالة». ولفتت إلى أن المعلم أصبح اليوم الأقل شأناً ومكانة في المجتمع، على الرغم من دوره في بناء الأجيال وتهذيب النشء، وهو ما نأمل من الجمعية أن تغيره إلى الأفضل. ولم يختلف رأي معلم اللغة العربية سليمان محمود عن آراء زملائه، إلا أن أقر بأن الجمعية تقدم بعضاً من الخدمات، ولكن ليس كما ينبغي، وليس بحجم طموح المعلمين، «فهي في وادٍ والمعلم في واد آخر»، راجياً أن يعيد القائمون عليها النظر في أهدافها، كي تكون بحق صوت لكل معلم، وأداة لنقل همومه ومشكلاته إلى المسؤولين، بما يدفع مكانة المعلم إلى العلا. معلمو القطاع الخاص لا بواكي لهم ويبقى معلمو القطاع الخاص بلا بواكي لهم، فبعضهم يتبع النظام الوزاري، إلا أن ملفهم لم يفتح بعد، ولم يحظ بأي اهتمام من جمعية المعلمين، مطالبين بأن تكون الجمعية هي الجهة التي تحمي حقوقهم في ظل المعاناة التي يرزحون تحت نيرها، بسبب قلة الأجور التي لا ترقى لمستوى جهودهم. .. والجمعية ترد الكعبي: كل مطالب المعلمين سننقلها بأمانة إلى المنطقة التعليمية والوزارة أكد سعيد مصبح الكعبي رئيس مجلس إدارة جمعية المعلمين أن الجمعية تطمح إلى أن تكون رأي وصوت الميدان التربوي وتحقق للمعلمين والمعلمات مطالبهم كافة، لافتاً إلى أن أقصى طموحاتهم هي تقديم كل الميزات والخدمات للمعلمين من خلال عقد شراكات مع القطاع الخاص لدعم المعلمين في شؤون حياتهم المعيشية من مسكن ومأكل وملبس وسفر وغيرها من التفاصيل، لكي يحظى بحياة كريمة تليق بمهنته العظيمة التي يؤديها. وقال: إننا نريد أن تكون الجمعية جهة تحمي حقوق المعلم سواء في القطاع الحكومي أو الخاص، لافتاً إلى أن كل مطالب المعلمين ستنقل بأمانة إلى المنطقة التعليمية والوزارة. وأضاف: نأمل أن يكون للميدان التربوي دور في اتخاذ القرارات والمبادرات والاستفادة من المقترحات، التي يقدمها المعلمون باعتبارهم الأكثر اطلاعاً على تفاصيل الميدان من غيرهم. وأوضح أن مجلس إدارة الجمعية اعتمد مؤخراً حزمة من القرارات المهمة التي تبلور مسيرة الجمعية ومرحلتها التطويرية في الفترة المقبلة، تأكيداً على دورها في النهوض بالميدان التربوي بكل فئاته، ومساهمتها الفاعلة في مسيرة التعليم بالإمارات. وأضاف أن القرارات تضمنت تفعيل التواصل مع المؤسسات والشركات وتقديم تسهيلات لأعضاء الجمعية، والتنسيق مع الأرشيف الوطني لتنظيم ندوة تهدف إلى تعزيز الهوية الوطنية والانتماء الوطني وتستهدف الفئات المختلفة في المجتمع التربوي من الطلبة وأولياء الامور والمعلمين والتربويين. وأكد أن الجمعية تخطو خطوات ثابتة نحو تطوير خدماتها واستقطاب مزيد من المعلمين، لبناء قاعدة تربوية تجمع ذوي الخبرة في الميدان التربوي، بغية تحقيق أهداف الرسالة السامية للمعلم، بما يتوافق مع رؤية ومبادئ الجمعية، وتنفيذ المشروعات الفاعلة ضمن خطتها الاستراتيجية التي تهدف إلى تعزيز آليات التواصل مع مختلف أعضاء الجمعية من المعلمين وتعزيز دورهم ومكانتهم في المجتمع. 5000 عضو وأكدت شريفة موسى أمين سر جمعية المعلمين أن عدد أعضاء الجمعية يصل إلى قرابة 5000 عضو، متوقعة أن يتضاعف العدد خلال الأعوام المقبلة، لافتة إلى أن العضوية ثلاثة أنواع: عاملة، وهي لمواطني الدولة بشرط أن يكون حائزاً على مؤهل علمي ويعمل في قطاع التعليم، ومنتسبة، وتنطبق عليهم الشروط نفسها عدا التمتع بجنسية الدولة، وفخرية، وتمنح لذوي المكانة والرأي ممن أدوا خدمات جليلة للدولة. وأشارت إلى أن الجمعية تسعى إلى الاهتمام بجميع العاملين في القطاع التربوي من معلمين ومديرين، مستدركة أن الجمعية سيعلو شأنها كلما قدمت لأعضائها خدمات أكثر واهتمت بنقل همومهم. ولفتت إلى أن جمعية المعلمين انتهت من حصر أعداد المعلّمين والمعلّمات المتقاعدين على مستوى الدولة، وعددهم الإجمالي قرابة الـ 1300، وتم تحويل الملف إلى الجهات المختصة. وأوضحت أن من ضمن القرارات التي أمر بها صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة إنشاء مبنى متكامل الخدمات خاص بجمعية المعلمين في إمارة الشارقة يسهم في تحقيق التواصل الفعلي مع أعضاء الجمعية من المعلمين والتفاعل معهم من خلال الأنشطة والفعاليات التي يمكن إقامتها في المبنى الجديد، إضافة إلى تسمية إحدى الضواحي بالشارقة باسم المعلمين تكريماً لهم، وتقديم 10 منح دراسية للمعلمين لاستكمال دراساتهم العليا في جامعة الشارقة. وذكرت أن الجمعية تفتح في الوقت الراهن باب التسجيل لمن يرغب من المنتسبين بأداء العمرة وفريضة الحج، وهذه من المبادرات التي تقدمها الجمعية لأعضائها. وبشأن ما تقدمه الجمعية لمنتسبيها، أكدت أن الجمعية تعنى بالطلبة من ذوي الاحتياجات الخاصة، حيث تم فتح فصلي تقوية في مركز التقوية القائم في جمعية المعلمين في منطقة المنصورة في الشارقة، من الصفوف الأول، والثاني، والثالث من مرحلة التعليم الأساسي، ممن يعانون صعوبات في التعلم. وأشارت إلى نية الجمعية طرح عدد من الدورات التدريبية للمعلمين والإداريين العاملين في الميدان التربوي. الجائزة التربوية وذكرت أن جمعية المعلمين أطلقت الدورة الأولى من الجائزة التربوية لكل العاملين في مجال التربية والتعليم، وفق 3 فئات هي البحوث الإجرائية التربوية وقصص الأطفال المصورة، والفن التشكيلي. وحددت الجمعية من خلال الجائزة عدداً من المسارات العلمية المتعددة لإثراء مهنة التدريس في مدارس الدولة، وترسيخ مكانة المعلم ودعم رسالته النبيلة في إعداد جيل قادر على مواكبة المتغيرات ومجابهة التحديات المستقبلية. وتهدف الجائزة إلى تشجيع المنحى العلمي في حل المشكلات لدى الممارسين في حقل التربية والتعليم، وإبراز الأهمية الاستراتيجية لجمعية المعلمين في المجتمع التربوي وتعزيز دور المعلم. وأشارت إلى أن الجائزة تستند إلى عدة اشتراطات رئيسية، تختلف باختلاف كل فئة حيث تشترط “البحوث الإجرائية التربوية” أن يكون البحث ذا طبيعة إجرائية متصلة بدراسة مشكلة في الميدان التربوي، وألا يكون البحث قد حاز على جائزة أو درجة علمية أخرى، ولا يكون قد سبق نشره من قبل، ويلتزم الباحث بالمنهج العلمي في إعداد البحث، ويتم توثيق المراجع توثيقاً سليماً. وقالت إن اشتراطات الفئة الثانية من الجائزة “قصص الأطفال المصورة” تركز على وضوح هدف القصة، وترسيخ مفاهيم القيم الأخلاقية والدينية في قلب الطفل، وتتجنب الاستعارة، وأن تكون ذات أسلوب مألوف وجذاب، وتناقش جوانبها حوائج الأطفال وتناسب معانيها المبتدئين منهم. أما الفئة الأخيرة من الجائزة فهي “الفن التشكيلي”، تضمنت عدة اشتراطات أهمها أن تكون اللوحة أصلية، ويتقدم المتسابق بلوحة واحدة، ولديه حرية استخدام الخامات، والالتزام بتقنيات الخامة المستخدمة، ويختار المتسابق موضوع اللوحة، والمسابقة مفتوحة للجميع في الميدان التربوي، وتعد الأعمال المشاركة في الجائزة من حق الجمعية. جمعية المعلمين في سطور تأسست جمعية المعلمين في أبريل 1980، ومجال عملها دولة الإمارات العربية المتحدة ومقرها الرئيس مدينة الشارقة ويجوز فتح فروع لها في كل مدينة من مدن الدولة، وذلك طبقاً لأحكام القانون الاتحادي رقم (2) لسنة 2008 في شأن الجمعيات والمؤسسات الأهلية ذات النفع العام وإبراز دور المجتمع بفئاته المختلفة في إنضاج العملية التعليمية التربوية. أهدافها - العمل على توطيد العلاقات بين المعلمين في دولة الإمارات العربية المتحدة، وتوثيق التعاون العلمي والثقافي والفني والتربوي مع المعلمين في البلاد العربية والصديقة. - بلورة آراء المعلمين وتوحيد موقفهم من القضايا التربوية المختلفة وتبنيها أمام الجهات المعنية. - العناية بالمصالح المشتركة للأعضاء وتمثيلهم لدى الجهات المختصة، والعمل على رفع مستواهم العلمي والاجتماعي. - وضع وتنفيذ واقتراح البرامج الداعية لزيادة كفاءات المعلمين في دولة الإمارات العربية المتحدة. - تشجيع الأبحاث التربوية والاجتماعية والعلمية، سعياً لتنمية الكفاءات وتسهيل تبادل المعلومات والخبرات التربوية والاجتماعية والثقافية والعلمية بين المعلمين أنفسهم، وكذلك مع الجهات المعنية في البلاد العربية والصديقة. - تنظيم الأنشطة في مختلف المجالات الثقافية والتربوية، وتلبية الميول والاهتمامات المختلفة للمعلمين، وإصدار مجلة تعنى بالقضايا التربوية. - إبراز اسم دولة الإمارات العربية المتحدة في المؤتمرات والمحافل التربوية على كل المستويات بالصورة المشرفة والسعي لكسب التأييد للقضايا التي تهمها. - العمل على دعم مسيرة التعليم، بالتعاون مع الجهات المعنية، وتشجيع الجهود الأهلية الرامية لتحقيق ذلك. وإبراز دور المجتمع بفئاته المختلفة في إنضاج العملية التعليمية التربوية. الرؤية: أداء متميز لتحقيق مجتمع دائم التعلم. الرسالة: تحقيق شراكة فاعلة مع المؤسسات التعليمية لتقديم أفضل الخدمات المساندة لها للوصول إلى مخرج تعليمي متميز يتفاعل مع متغيرات العصر بكفاءة تعززهُ هوية وطنية وقيم أصيلة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©