السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

دراسة البيئة أساس العلاج «المعرفي السلوكي»

دراسة البيئة أساس العلاج «المعرفي السلوكي»
30 ابريل 2015 21:35
خورشيد حرفوش (أبوظبي) يعاني الطفل المصاب بطيف التوحد من الانفصال الشديد عن الواقع وعدم القدرة على تطوير وتنمية علاقاته الانفعالية والعاطفية مع الآخرين، كما يعاني من النمطية والإصرار على الروتين مع ردود فعل عنيفة تجاه أي تغيير في هذا الروتين، بالإضافة إلى حركات بلا هدف مصحوبة في الغالب باضطرابات حادة في السلوك، مما يتسبب في العديد من المشكلات للقائمين على رعايته، لذا فإنه إذا قمنا من بداية المعرفة بإصابة الطفل بالتوحد بمحاولة فك الحصار الذي يفرضه هذا الاضطراب حول الطفل وبعزله عن المحيطين به والأخذ بيده إلى عالمنا فيشارك ويتعلم ويتفاعل وينمو نموا سريعا. نظرية التعلم يقول الدكتور وائل غنيم، المعالج السلوكي في مركز أبوظبي للتوحد: «العلاج المعرفي السلوكي هو حد أهم العلاجات الحديثة، ويعتمد العلاج المعرفي السلوكي في تناوله للسلوك المضطرب لدى الطفل التوحدى على نظرية التعلم، فالإنسان يتعلم من خلال تفاعلاته وخبراته بالعالم وبالآخرين، ويتعلم السلوك السوي كما يتعلم السلوك غير السوي، مما يعني عدم استحالة تعديله، ويتميز العلاج المعرفي السلوكي بأنه دمج بين العلاج المعرفي والإستراتيجيات السلوكية، حيث يعتمد على تغيير المعارف غير المرغوب فيها، والتي تكون قد أدت إلى المشكلة والاضطراب مستخدما مبادئ تعديل السلوك، حيث تقوم النظرية السلوكية على أساس أنه يمكن التحكم بالسلوك بدراسة البيئة التي يحدث بها والتحكم في العوامل المثيرة لهذا السلوك، فالسلوك عبارة عن استجابة لمؤثر ما». سلوك خاص يكمل الدكتور غنيم: «إن سلوك الطفل التوحدى هو سلوك خاص، ومن الممكن تحديد المشكلات الأكثر شيوعا لدى أطفال طيف التوحد وهي قصور التفاعل الاجتماعي، وعزلة الطفل، وعدم القدرة على التعامل مع الآخرين، وفقدان اللغة، وعدم القدرة على التواصل البصري، والبكاء والصراخ والضحك دون سبب، والعدوانية تجاه نفسه أو الآخرين، والنقص في مهارات رعاية الذات، والتعلق بأشياء لا قيمة لها مثل الورق أو العلب الفارغة وغير ذلك من الأشياء، والنوم المتقطع أثناء الليل مع الصراخ والبكاء، والتعلق الشديد بالأشياء التي تصدر أصواتا تكرارية أو حركات اهتزازية. وبالنسبة للوالدين فقد تحددت المشكلات الأكثر شيوعا في نقص المعلومات عن هذا الاضطراب، وفقدان الأمل في الشفاء والعجز عن فهم احتياجات الطفل بسبب بكائه وصراخه، والعزلة التي يفرضها الطفل على الأسرة، والقلق على مستقبله وعدم تبادل الطفل التوحدى للعواطف والانفعالات، لذا فيجب تدريب الوالدين على أهم النقاط مثل كيف يفكر الطفل التوحدى وما هو عالمه، وما هي وسيلة التواصل المناسبة لطفلهم وكيفية تهيئة المنزل والبيئة للطفل، وكيفية تقوية التواصل الاجتماعي لديه، وكيف نعلم الطفل المشاعر الإنسانية. شقا العلاج يتناول برنامج العلاج المعرفي السلوكي شقين: الأول خاص بأسرة الطفل من والدين وإخوة وكل من يتعامل معه في المنزل، ويهدف إلى تعديل الأفكار والمعارف المتعلقة باضطراب طيف التوحد والطفل المصاب وأساليب التعامل معه، وكيف يمكن مشاركتهم عالمهم والتعرض للمهارات وللمشكلات الخاصة به، وكيفية مواجهة الاضطراب في السلوك وتدريب الوالدين على أساليب التعامل مع الطفل، كما أن فهمنا لحياة الطفل التوحدى يساعد كثيرا في السيطرة على سلوكياته غير المرغوب فيها وإكسابه سلوكيات جديدة ايجابية في حياته». أما الشق الثاني من البرامج؛ بحسب غنيم، فهو خاص بالطفل التوحدي، فنظرا إلى أن كل طفل من الأطفال المصابين بطيف التوحد هو حالة فردية خاصة، سواء في مظاهر الاضطراب السلوكي، أو درجة الاضطراب في التفاعل الاجتماعي ومشكلات اللغة والتواصل، فإن البرنامج يتم تصميمه بشكل فردي ليتناسب مع قدرات كل طفل ومع درجة التوحد وطبيعة المشكلات المصاحبة، مع التركيز على مهارات رعاية الذات.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©