الخميس 9 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

حضارات الصين والهند ومالاي.. تعزف على أوتار الفلكلور الشعبي

8 يوليو 2010 19:45
لا تزال فعاليات مهرجان “صيّف في أبوظبي” مستمرة في المراكز التجارية المختلفة في مدينة العين والتي تقام برعاية “هيئة أبوظبي للسياحة” بغرض إمتاع الأطفال وعائلاتهم بمختلف الأنشطة والبرامج الترفيهية والتثقيفية في آن واحد. حيث تقام حالياً فعالية عالم الحضارة في “العين مول” والتي تعرض بدورها فنوناً استعراضية لثلاثة شعوب آسيوية مميزة ومختلفة، ألا وهي الصين والهند ومالاي تحت عنوان “ثقافات آسيا في الرقص”. هذه الشعوب العريقة التي عبرت عنها ثلاث راقصات محترفات منحن الجمهور الكبير الذي تحلق حول خشبة المسرح فرصة التعرف على ثقافة وفلكلور دولهن بجمعهن بين ثلاثة أمور هامة هي الرقص والموسيقى واللباس. راقصة صينية بدأ العرض بتحية جماعية للجمهور قدمتها الراقصات الثلاث في نفس الوقت حيث خرجن على خشبة المسرح وقدمن حركات مختلفة على أنغام موسيقى تدمج بين الدول الثلاث، ثم انفردت الراقصة الصينية بالعرض لتقدم عرضا كلاسيكيا يعتمد إلى حد كبير على حركات باليه واضحة أدتها الراقصة بكل إتقان لما تتمتع به من ليونة ومرونة وخفة، فتارة تحني جذعها للأسفل وتارة أخرى تقفز في الهواء على أنغام موسيقى كلاسيكية هادئة، ثم إيقاعات تتطلب ضرب الأرجل في الأرض أو التصفيق الذي اعتدنا عليه في كثير من الفرق. التقينا الراقصة الصينية “تيان لي” 24 عاما، بعد أدائها للعرض، وتقول تيان لي :” تعلمت الرقص الكلاسيكي الصيني قبل 10 سنوات في أكاديمية متخصصة في تعليم الرقص الصيني الذي يتفرع إلى أنواع مختلفة تعود لأكثر من 5 آلاف عام مضت منذ عهد زو ديناستي ، ويعد الرقص الصيني نوعاً من الرياضة التي تساعد على تحقيق التناغم بين الجسد والعقل لذلك نجدها في التعاليم الروحية لدى أتباع كونفوشيوس وكذلك في التدريبات العسكرية، فنحن نعبر بلغة الجسد والحركات عن الغناء والتنوع الكبير للتاريخ الصيني العريق”. ويعتبر اللباس الذي ارتدته تيان لي من النوع المعاصر الذي يمكن أن ترتديه أي فتاة صينية سواء للرقص وغيره، فهو فضفاض ومريح جداً ساعدها على أداء حركاتها الأنثوية الناعمة الجميلة ويشتمل على سروال عريض تلازمه بلوزة مشكوكة بخرز لامع كلاهما من اللون الزهري ومن قماش السترتش وفوقه قطعة أخرى من الشيفون. فلكلور ماليزي ودون مقدمات تبدلت الموسيقى في ثوان ودخلت الراقصة الماليزية “نادان” 24 عاماً، والتي أدت حركات استعراضية فنية مختلفة تحاكي الفلكلور الماليزي الذي يعود إلى عشرات السنين، والذي يتميز بحركات بسيطة تبدأ بإلصاق الكفين ببعضهما ومحاذاتهما للأنف ثم فردهما وضرب الرجل اليمنى بالأرض مؤدية 3 حركات، ثم تبدأ بالتجول على خشبة المسرح وتلوح بذراعيها وتتمايل بجذعها بنعومة ورقة كما تتمايل أغضان الأشجار كلما هبت عليها رياح ليست بالقوية، مرتدية لباساً محتشماً بألوان زاهية، فالزي الماليزي عموما يقارب إلى حد كبير زي الكثير من الدول الإسلامية المحافظة. تقول نادان عن عرضها :” تعلمت الرقص منذ صغري حيث كان هذا الرقص يمارس في قرية كيداه الماليزية التي أنتمي إليها ولا يزال يمارس في الحفلات الوطنية وعلى خشبة المسارح، فهو جزء لا يمكن فصله عن الفن المسرحي في هذه الثقافة حيث يعد أحد العناصر الأساسية التي تتكامل مع الحوار والموسيقى، ويمكنني القول إنه لدينا في مالاي ثلاثة أنواع من الرقص وهي التقليدي ورقص الساحات والرقص الشعبي، علماً بأن هذا الرقص لا يزال يمارس في كل من ماليزيا وسنغافورة وإندونيسيا التي يجمعها تراث واحد أصيل”. رقصة باراتناتيام وبعد أن أنهت نادان عرضها دخلت مباشرة الراقصة الهندية “بافاني” 29 عاماً، بزيها الفلكلوري المعروف في شمال الهند بصورة خاصة الذي يلازمه حلي ومجوهرات زينت بها صدرها ورأسها وكفيها وأذنيها وأسفل رجليها تصدر بها صوت مسموع كلما تحركت على أنغام موسيقى ذات إيقاعات هندية سريعة حرصت الراقصة على تتبعها بالحركات، وقد قدمت بافاني رقصة باراتناتيام المعروفة في شمال الهند. تقول بافاني : “تعلمت الرقص منذ أن كنت صغيرة لم يتجاوز عمري 5 سنوات ومن شدة حبي له التحقت بمعهد متخصص في الرقص الفلكلوري الكلاسيكي في مومباي وصرت راقصة محترفة أسافر إلى العديد من الدول لأعرفهم على جزء بسيط من الرقص الهندي ذي الجذور المتأصلة في لاهوت الحضارة الهندية وأساطيرها وطقوسها الدينية التي تصور ملاحم الأبطال وتروي الحكايات، من خلال تعابير الوجه وحركات الأيدي والجسد للبوح بالمعاني الفريدة والخاصة بثقافة الهند، والتي تبدأ بضرب الأرجل بالأرض لتصدر صوتاً نعتبره سيمفونية كونية أزلية”. وقد ختمت الراقصات الثلاث العرض بنفس الطريقة التي بدأن بها وذلك عبر أدائهن رقصة جماعية تظهر تمازج الثقافات وتباينها في آن واحد. وتعد هذه الزيارة الأولى للراقصات الآسيويات الثلاث اللاتي عبرن عن امتنانهن لهيئة أبوظبي للسياحة وإدارة العين مول على استضافتهن ومنحهن فرصة أن يكن سفيرات عن شعوبهن، يعرضن حضاراتهن وثقافاتهن الأصيلة
المصدر: الاتحاد
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©