الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«لا حس ولا خبر»

24 ديسمبر 2009 22:26
يوم 16 أغسطس الماضي انهار مبنى قيد الإنشاء في دبي، وفي غضون أقل من شهرين وتحديدا في 2 أكتوبر الماضي انهار جزء من مبنى قيد الإنشاء في عجمان، وبعده بحوالي الأسبوعين شهدت الشارقة حادثا مماثلا بانهيار مبنى تابع للبلدية مخصص لمواقف السيارات. في الحوادث الثلاثة، سارعت الجهات المختصة وعلى رأسها البلديات المعنية في تشكيل لجان خاصة تتولى مسؤولية التحقيق للكشف عن الملابسات التي سببت انهيار المباني المعنية. كما أعلنت كل بلدية أنها بصدد كشف النتائج فور نهاية التحقيق، وبعضها حدد فترة زمنية، كما فعلت بلدية الشارقة والتي أشارت على لسان مسؤوليها إلى أن النتائج ستعلن في فترة لن تقل عن أسبوعين. وفي الحوادث الثلاثة، شاهدنا اختلافا كبيرا في التعامل بين ما قيل وبين ما نفذ على أرض الواقع، حيث أوفت بلدية دبي بوعدها في التعامل مع الموضوع بشفافية، وقامت بإطلاع الرأي العام على نتائج التحقيق في أسباب انهيار المبنى، وكانت على تواصل دائم مع وسائل الإعلام، ولم تتردد في الإجابة على تساؤلاتهم المختلفة كلما توفر لها معلومات جديدة. ونتائج التحقيق في حادث دبي جاءت واضحة وصريحة، فقد تم تحديد الأخطاء والمتسببين فيها بداية من الأخطاء في التصاميم الهندسية ومرورا باستخدام مواد غير مناسبة وأخيرا بوجود خلل في الهيكل. بينما في حالة بلدية الشارقة وعجمان، فإن سياسة الصمت والتجاهل والتعامل مع الموضوع على أساس أنه سيسقط من الذاكرة العامة مع مرور الوقت هي السياسة التي اتبعت في التعامل مع الموضوع. قد يكون في هذه السياسة شيء من الصحة، الناس تنسى مع الوقت لأنها مشغولة بأمور كثيرة في حياتها اليومية، لكن في المقابل هذه السياسة خطيرة على المصداقية وتضر بهذه الجهات التي يفترض فيها أن تكون رقيباً يكشف الأسباب ولا يخفيها. حادثا عجمان والشارقة مر عليهما أكثر من الشهرين ولغاية الآن «لا حس ولا خبر»، لم يصدر أي بيان ولم تحدد أية مسؤولية علنية ولم تعلن أي نتائج عن الأسباب التي أدت للحادثين. مرور كل هذه المدة دون كشف الأسباب، يكشف أن كل التصريحات التي قيلت على هامش وقوع الحادثين كانت تصريحات «فض مجالس»، وأن الشفافية في التعامل شكلها معدوم في بلديتي الشارقة وعجمان. سيف الشامسي Saif.alshamsi@admedia.ae
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©