الهولنديون يعيدون إحياء ذكرى «المؤسس»

شاهدت مباراة هولندا وأوروجواي بصحبة بعض الزملاء الصحفيين من جنوب أفريقيا، وقال لي أحدهم بعد المباراة إن بيرت فان مارفيك هو فان جال ريبيك الجديد، ولما سألته من يكون أخبرني بشكل مقتضب ويبدو أنه لم يكن يعرف الكثير عنه، ولكن لم يكن جوابه ليشبع فضولي، وعندها لجأت إلى أكثر من مصدر حتى أعرف حقيقة الرجل لأكتشف أن مؤسس مدينة كيب تاون لم يكن سوى فان جال ريبيك وهو الذي يعتبره الكثير من الناس الأب المؤسس الحقيقي لجنوب أفريقيا. تولى فان جال ريبيك مسئولية عمليات الشركة الهولندية الهندية الشرقية في أفريقيا 1651، وسافر إلى أفريقيا برفقة تسعين شخصاً من ضمنهم زوجته على متن ثلاث سفن ونزل على شاطىء كيب تاون في السادس من أبريل 1652، وبدأ في بناء القلعة لكي توفر لهم الحماية الشخصية، ثم بدأ في زراعة الأرض لتنتج المحاصيل من الفواكه والخضروات، كما كان يقوم بتبادل المحاصيل مع بعض السكان الأصليين من أجل الحصول على اللحوم، وكان الغرض من وجوده في هذا المكان الاستراتيجي هو توفير المؤون للسفن التابعة للشركة عند عبورها من هناك. وأصبح فان ريبيك الحاكم الفعلي لكيب تاون ولمدة عشر سنوات قبل أن يموت في 1662، ولا يزال له تمثال مع زوجته في كيب تاون، كما لا تزال الكثير من الآثار التي تركها، وتوجد في العديد من المدن والقرى شوارع تحمل اسمه. يحمل فان ريبيك الكثير من المعاني لجنوب أفريقيا ثقافياً وتاريخياً، وكانت صورته موجودة على العملة منذ 1940 إلى 1993 عندما قام البنك المركزي في جنوب أفريقيا بتغيير العملة، كما كان يوم السادس من أبريل وهو اليوم الذي وطأت فيه قدماه شاطىء كيب تاون يعتبر يوم فان ريبيك، ثم تحول إلى يوم المؤسس، وكان يوم إجازة رسمية إلى أن قامت الحكومة بإلغائه بعد الإنتخابات الديموقراطية الأولى التي أقيمت 1994. ويبدو أنه من حسن حظ المنتخب الهولندي أن أقيمت المباراة في كيب تاون فلهم فيها أصول وتاريخ يعود إلى مؤسس المدينة فان جال ريبيك الذي لم يكن يعرف أنه بعد 350 عاماً من وصوله إلى كيب تاون سيأتي أحفاده إليها لكي يبحثوا عن تاريخ جديد ومجد كروي طال انتظاره، ولكي يحصلوا على بطاقة العبور إلى المباراة النهائية لأول كأس عالم تقام في القارة الأفريقية وفي الدولة التي كان له دور كبير في تاريخها ونشأتها.