السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

انتعاش حركة الحاويات في موانئ أميركا اللاتينية

انتعاش حركة الحاويات في موانئ أميركا اللاتينية
1 مايو 2011 21:19
كانت سفن شحن الحاويات في ميناء “كالاو” في بيرو وحتى السنة الماضية، تستخدم طرقاً متخلفة للشحن والتفريغ، لا يمكن العمل بها في معظم الدول المتقدمة. كما أن طريقة حمل الحاويات كانت تتم إما عن طريق ربط الحاوية بخطاف رافعة متهالكة، أو من خلال رافعات السفن نفسها. ومع ذلك، ومنذ أن قامت “موانئ دبي العالمية” - أحد أكبر المشغلين في العالم - بفتح محطة جديدة، قام الميناء بدعم نشاطه بست رافعات حديثة. وساهم وجود هذه الرافعات المصممة خصيصاً لتحميل وتفريغ الحاويات بسرعة، في خفض الوقت المستغرق في مناولة السفن بدرجة كبيرة جداً. وتكمن المشكلة، وفقاً لماثيو ليش العضو المنتدب لـ “موانئ دبي العالمية” منطقة الأميركتين، في أن تحسين الخدمة ساعد على إنعاش النشاط التجاري مما نتج عنه اختناقات في الميناء. وتُلخصُ التحديات التي تواجه ميناء “كالاو” في التجاوب مع المتطلبات الكبيرة لتجارة أميركا اللاتينية، والقضايا التي تواجه الموانئ وشركات الشحن التي تخدم المنطقة. كما يشكل الطلب المتزايد لصادرات المنطقة، خاصة من الدول الآسيوية الباحثة عن المواد الخام، ضغوطاً كبيرة على موانئ شحن البضائع مثل ميناء “بونتا دي ماديرا” بالبرازيل. ووفقاً لمؤسسة “جي بورتس” لخدمة البيانات، فإن الازدحام الذي حدث في ميناء “بونتا دي ماديرا” في أبريل الماضي كان سيئاً لدرجة أن على السفن الانتظار لمدة ثلاثة أسابيع حتى يتم شحنها بخام الحديد. وفي غضون ذلك، تعمل زيادة حجم الواردات الآسيوية عبر موانئ الحاويات في المنطقة، على إقناع خطوط نقل الحاويات لتجلب السفن الكبيرة إلى أميركا اللاتينية. وتقدمت “خطوط ميرسك” قسم شحن الحاويات والتي شهدت زيادة في حركة الشحن من وإلى أميركا اللاتينية في الفترة بين 2009 و2010 بنحو 14%، بطلب 16 باخرة جديدة مصممة خصيصاً لتناسب متطلبات العمل في أميركا اللاتينية. وتبلغ حمولة السفينة الواحدة من هذا النوع نحو 7500 حاوية عشرين قدماً، 1700 منها يمكن توصيلها بالكهرباء لتتمكن من حمل المواد الغذائية المبردة التي تشهد صادراتها زيادة ملحوظة في المنطقة. وربما تتم الاستفادة من هذه السفن في الخدمات الجديدة التي تربط آسيا بأميركا اللاتينية. وتشير زيادة طلب شحن الحاويات إلى ظهور استثمارات جديدة، ما يعني أن هناك تغييراً جديداً قادماً. كما أن توسعة “قناة بنما” المزمع إنجازها في 2014، تسمح لخطوط شحن الحاويات ومالكي بواخر شحن البضائع، بجلب سفن أكبر حجماً من ذي قبل في الخط الذي يربط بين المحيطين الأطلسي والهادئ. ويمكن أن يعود التحول في الكفاءة الناتج عن الاستثمارات، بفوائد عظيمة وملحوظة، حيث ساعد فتح المحطة الجديدة في ميناء “كالاو” في فك الاختناقات التي كانت في الساحل الغربي لأميركا الجنوبية. ونتيجة لذلك، استطاعت خطوط شحن الحاويات جلب سفن تصل سعتها إلى 6,500 حاوية 20 قدماً التي كانت تستغرق وقتاً طويلاً في الماضي لشحنها وتفريغها. يُذكر أن أكبر حجم سفينة في المنطقة قبل توسعة الميناء، لم تتجاوز سعتها 2,800 حاوية 20 قدماً. ويقول ماثيو ليش “عندما قمنا بفتح ميناء (كالاو) وإضافة محطة خاصة للحاويات، أدى ذلك لفتح سوق الساحل الغربي لأميركا الجنوبية بأكمله”. ومع ذلك، تعتبر زيادة حجم السفن مشكلة قائمة بذاتها، حيث ليس على العديد من الموانئ تركيب رافعات ضخمة شبيهة بتلك الموجودة في ميناء “كالاو” فحسب، بل تسوية المراسي مثل مرسى “ريفر بليت” الذي يقود إلى “ميناء بوينس آيرس”. ويقول هينريك بيدرسون نائب مدير التطوير التجاري في “محطات أيه بي أم” التابعة لمجموعة “أيه بي موللر ميرسك”: “لا تقتصر الضغوط على حجم السفينة فقط، لكن على أنظمة التشغيل أيضاً. وينبغي أن تكون الأرباح مجدية إلى حدٍ كبيرٍ حتى لا يؤثر انتظار السفن لأوقات طويلة في كل ميناء من الموانئ”. ومن المعلوم أن حكومات المنطقة على دراية بهذه المشاكل، حيث مُنحت “محطات أيه بي أم” امتيازاً في ميناء “كالاو” لتقوم بتحديث الميناء الحالي وإلحاق محطة “موانئ دبي العالمية” الجديدة. وتعمل “موانئ دبي العالمية” حالياً في محطة جديدة في ميناء “سانتوس” البرازيلي، بالإضافة إلى إعلان الحكومة الشيلية عن تقديم امتيازات لإنشاء محطات جديدة للحاويات في مينائي “سان أنتونيو” و”فالباريزو”. وفي جانب شحن البضائع، يتم أجراء بعض التحسينات في ميناء “بوينافيونتيرا” الكولومبي الواقع على المحيط الهادئ حتى يكون مؤهلاً لاستقبال صادرات الفحم التي تشهد نمواً كبيراً في البلاد والتي تكوّن جزءاً من برنامج استثمارات البنية التحتية الذي تقوم بتمويله الصين. وبلغت بعض موانئ المنطقة مستوى متقدماً من التطور مثل ميناء “لازارو كارديناس” في المكسيك الذي يملك مرافق غاية في التطور وروابط أرضية متميزة. لكن لا تزال التحديات مستمرة في أميركا اللاتينية، حيث يقتضي إكمال مشروع ما، الكثير من الوقت مقارنة بالدول الناشئة. ومن المخاوف المتوقعة على المدى الطويل، أن الأعمال المترتبة على تسوية الأنهار وإنشاء رافعات جديدة وخلق موانئ جديدة من الشواطئ، ربما تقود إلى كشف نقاط الضعف الموجودة في وسائل الشحن البري عبر الطرق والسكك الحديد والتي لم تكن معروفة من قبل. والدول ليست في حاجة لإدراج الخطط الرئيسة للموانئ فحسب، بل عليها إرساء قواعد البنية التحتية والخطط اللوجستية. كما يترتب عليها النهوض بالجوانب الخاصة بقطاعي الطرق والسكك الحديد حتى تضمن أنها لا تحوّل الاختناقات فقط من أرصفة الموانئ إلى الطرق البرية. نقلاً عن: «فاينانشيال تايمز» ترجمة: حسونة الطيب
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©