الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«أسواق الآحاد» توفر بضائع رخيصة للبنانيين في أجواء تقليدية

«أسواق الآحاد» توفر بضائع رخيصة للبنانيين في أجواء تقليدية
1 مايو 2011 20:46
أسواق الآحاد تتكرر أسبوعياً، في بيروت وبعض القرى اللبنانية، بعدما أصبحت تقليداً شعبياً وتراثياً، وذاكرة تهوى كل قديم، في حنين دائم إلى الماضي البسيط. في هذه الأمكنة، ثمة عودة للذاكرة عبر تكرار إقامة ما أطلق عليه أسواق الآحاد والاثنين والثلاثاء، وصولاً إلى تسميات باقي أيام الأسبوع، وهي عادات أسبوعية يحاول اللبنانيون من خلالها، استعادة صورة هذه الأسواق الشعبية التي تعرفها العاصمة وبقية المناطق. ميزة شعبية لهذه الأسواق ميزتها الشعبية، حيث تعرض كل قديم. وبعض الجديد، وأشياء أخرى ذات طابع تراثي وفلكلوري، وما يميز هذه الأسواق أنها تقام في الساحات العامة، وبين أبنية لافتة للمكان، حيث شكلت هذه “المطارح” ديكوراً واقعياً للحلم الذي يتمناه كل إنسان وللذاكرة التي يتمسك بها الناس. أسواق الآحاد هي لوحات من بيروت القديمة، وبقية المدن والقرى التي تقام في ساحاتها “بسطات” لبيع جميع ما يريد أي إنسان خاصة ربّة المنزل، من مشغولات ومعروضات وخضراوات وفواكه، إلى جانب أدوات نحاسية وزجاجية، وقد يبتسم الحظ لأحد الشارين ويجد قطعة “انتيكا” غالية الثمن ولا يعرف صاحبها قيمتها الفعلية، حيث يعود تاريخ بعضها عدة قرون. وأسواق الآحاد في بيروت وبقية المناطق اللبنانية، تتكرر كل أسبوع في ظاهرة تعكس حجم التمسك بأدوات الأمس، ليس لأن الذاكرة تهوى هذا الأمس بل لأن الحاضر يكاد يكون معلباً وبعيداً عن كل حواضر الطبيعة، وابتكارات الأيادي الماهرة التي صنعت حضارة وتراثاً، لصالح الآلة التي ابتكرت كل شيء. وفي سوق الأحد، تتميز الشوارع والأرصفة بانتشار كبير للبسطات التي تفترش بضائعها من كل الأنواع والأصناف، والتي تبيع كل شيء، من ألبسة المستعملة “البالة” والقطع الكهربائية، إلى لعب الأطفال وأدوات التجميل والمساحيق وشرائط “الكاسيتات” إلى الزجاجيات وحتى الخضراوات، وهذا “الكوكتيل” من البضائع المتنوعة في أسواق الآحاد، يعتمد على حركة شراء كبيرة، وإقبال الزبائن، حيث تجد قطعة ما معروضة للبيع بسعر “لقطة”. تبدأ بسطات الآحاد التي تبيع القطع صغيرة الحجم، مثل القداحات والفناجين والملاعق والسكاكين، لتنتقل إلى بسطات أكبر تعرض حاجات المنزل وأدوات المطبخ، من أدوات كهربائية وزجاجية، مثل الطناجر والصحون والخلاطات وأجهزة الإنارة، وصولا إلى الألبسة و”البالة”. رزق الأولاد محمد دلباني صاحب إحدى “بسطات” سوق الأحد في جسر الواطي، قال “أنا أعمل على القطعة، وأنتقل مع بضائعي من مكان إلى آخر، ومن سوق في بيروت إلى آخر في النبطية وبنت جبيل، وهذا الأمر ساعدني على تكوين زبائن يقصدونني دائماً لشراء حاجاتهم من عندي”، وأضاف “البسطة تعيل أسرتي وتساعدني على تربية وإطعام أولادي، خصوصاً أن أسعاري تناسب الفئات الشعبية العديدة المكتوية بنار الغلاء وارتفاع تكلفة الحياة اليومية”. وقال أبوبسام الأحمد “إنني أعيل أسرة كبيرة بحاجة إلى متطلبات يومية تشكل عبئاً وعجزاً عليّ، أبيع القداحات والأقلام و”علاقات مفاتيح”، إلى جانب العطر، حتى أن أوراق اليانصيب تجدها عندي”، مشيرا إلى أن حركة الشراء تتأثر بأوضاع البلد والناس وتختلف حسب المناسبات وطبيعة كل قطعة. وفي أسواق الآحاد المنتشرة، يغريك التجوال في أرجائها بضرورة “التبضع” وابتياع بعض الحاجات التي تجذبك قسراً إليها، وتجبرك على الاطلاع على خبايا هذا السوق الغارق في متاهات تعود إلى الماضي، ومن الازقة الضيقة التي تتشعب على امتداد أسواق الآحاد القديمة، يظهر جلياً مقدار خصوصية كل “بسطة” في داخله، فأصحاب المعروضات تبدو على وجوههم، ملامح الماضي العتيق، فتخالهم لم ينخرطوا في رحاب الحضارة الحديثة، وكأنهم ارتضوا لأنفسهم البقاء، على هامش الحياة المعاصرة. ولسان الحال، يؤكد أن “البسطات” المنتشرة داخل تلك الدهاليز الضيقة، لم تستطع الانسلاخ عن هذا المشهد التاريخي والتراثي لأسواق الآحاد، فتوزعت حسب المهن والبضائع، في “امبراطوريات” تجارية، يقصدها الزوار والزبائن للحصول على ما يريدون بأرخص الأسعار.
المصدر: بيروت
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©