الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

«خارطة طريق» لتعزيز التسامح والحـوار يرسمها علماء الأمة في أبوظبي

«خارطة طريق» لتعزيز التسامح والحـوار يرسمها علماء الأمة في أبوظبي
28 ابريل 2015 23:53
أحمد عبدالعزيز - إبراهيم سليم (أبوظبي) شهد سمو الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية، صباح أمس، افتتاح فعاليات منتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة، في فندق سانت ريجيس أبوظبي، بحضور أكثر من 350 عالماً ومفكراً إسلامياً من مختلف أنحاء العالم، إضافة إلى 60 متحدثاً يثرون جلسات المنتدى على مدار 3 أيام. وأكد العلامة معالي الشيخ عبدالله بن بيه رئيس منتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة أهمية تجديد الخطاب الديني والتركيز على قيم السلم والتسامح والمحبة والحوار، التي جاء بها الدين الإسلامي والعمل على نشرها بين الأمم، مشيراً إلى أهمية نزول علماء الدين إلى الميدان وأرض الواقع لتبيان الأدلة الصحيحة لهذا الدين ونقض كل التأويلات المغلوطة والتفسيرات المحرفة التي تشكل غطاءً للتطرف والعنف بكل أشكاله. نشر الاعتدال وعبر العلامة بن بيه عن تفاؤله بأن ينجح المنتدى في تحقيق غايته الأساسية في نشر الاعتدال ومفاهيم السلم والحوار، خاصة أنه يعقد في رحاب دار زايد الخير وبرعاية قيادتها الرشيدة، التي جعلت من دولة الإمارات واحة للاعتدال والوسطية والتآلف ما بين جميع الناس من مختلف الجنسيات والأعراق والأديان، فعكست بذلك صورة الإسلام الحقيقية الحضارية، التي يعمل البعض من حيث يقصد أو لا يقصد على تشويهها والإساءة إليها. وحذَّر بن بيه من التشويش على صفات الإسلام السلمية خاصة في زمن انتشرت به الحروب والصراعات وأعمال الإرهاب، رافضاً تحميل المسؤولية بما آلت إليه أحوال المسلمين والصورة المشوهة للإسلام، التي تكونت في ذهن البعض عن الإسلام إلى نظرية المؤامرة فقط، مؤكداً ضرورة الاعتراف بالتقصير من قبل المسلمين والعمل على استدراك الأخطاء وتصويب البوصلة. وأشار إلى أنه من المفزع أن يعتبر الإسلام سبباً فيما يحدث في العالم من اضطراب وعنف، لافتاً إلى أن المنتدى سيتطرق إلى مجموعة من المفاهيم مثل التكفير والجهاد التي يتخذها البعض ستاراً لتبرير أعماله الإرهابية ويلبسها لبوساً إسلامياً والإسلام منها براء منها، موضحاً أن الجهاد له شروطه وأسبابه ودوافعه وجاء في سياق تاريخي معين فرض وجوده لغاية محددة. تحريم الترويع بدوره، قال فضيلة الإمام الأكبر الشيخ الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف إن غاية المنتدى هي إعادة الكشف عن ثقافة السلم في أصول الدين الإسلامي، مشيراً إلى أن هذه الثقافة هي من أنبل الغايات التي يجب أن ينكب عليها جهد وكتابات أهل الاختصاص والفقه. وعبر الإمام الأكبر عن أسفه للتشوهات والتجنيات التي طالت التعاليم الإسلامية والتي أدت إلى تحول السلاح في يد جماعة من المسلمين ليصوب نحو صدور أهلهم بدلاً من الأعداء، لافتاً إلى أن الإسلام ما كان لينتشر من شرق الأرض إلى مغربها لولا ارتكازه في الأصل على السلام بين الناس. وقال: «لا أظن أن هناك في الدنيا دينا أو نظاما عصم الإنسان وحفظ دمه مثل الدين الإسلامي، فالقرآن الكريم هو الكتاب الأوحد الذي جمع بين عقوبتين لقتل النفس، عقوبة في الدنيا وعقوبة في الآخرة، وهو الدين الوحيد الذي اعتبر قتل نفس واحدة كقتل جميع الناس، موضحاً أن الإسلام يحرم أيضاً الترويع والتخويف حتى لو كان لمجرد المزاح». نقد الفكر المتطرف ودعا شيخ الأزهر الشريف المنتدى إلى جمع كتب ومقالات الجماعات الإرهابية وتفنيدها بشكل مفصل بغية نقدها وكشف زيف ادعاءاتها، لافتاً إلى أنه لابد من نقض القواعد التي تنطلق منها الجماعات الإرهابية ومنها قاعدة التفكير التي ضللوا بها الناس وخاصة فئة الشباب، مشيراً إلى أنه من المؤسف في ظل هذا المناخ أن تصدر كتب ومقالات من قبل طائفة من أهل العلم ليميزوا فيها بين تكفير مطلق وتكفير معين أو جزئي. وأشار إلى أن بعض الفتاوى والأحكام التي صدرت في عصور مضت إنما ظهرت في زمان غير زماننا ووفق شروط اقتضتها، متطرقاً إلى استناد بعض الجماعات التكفيرية إلى فقه وأحكام ابن تيمية، حيث جرى تحريفها بما يخدم مصالحهم، مؤكداً أن ابن تيمية كان يواجه التتار والمغول الذين كانوا يظهرون ويعلنون إسلامهم ومع ذلك غزوا بلاد العرب واحتلوا العراق والشام، ما دفع ابن تيمية للقول بضرورة اقتران العمل بالشهادتين. وقال الإمام الأكبر إن هذه الفوضى الدموية التي تتخذ من التكفير حجة تتطلب من علماء الإسلام استنفاراً كاملاً ولابد من وضع منهج علمي مشترك يستند إلى آراء الجمهور ينهى عن التكفير نهياً قاطعاً على أن يتم تدريس هذا المنهج للطلبة في المراحل الدراسية المناسبة. مواجهة استقطاب الشباب ولفت إلى خطورة الاختراق الكبير من قبل الجماعات التكفيرية والإرهابية لوسائل الاتصال الإلكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي وقدرتهم بالتأثير على الشباب واستقطابهم بشكل متنام، داعياً إلى التصدي لهذا الخرق عبر التواصل مع جيل الشباب وتوضيح القيم السلامية الحقيقية السمحة. وانتقد شيخ الأزهر الشريف بعض الأصوات التي تحمل الخطاب الديني وحده مسؤولية ظهور الجماعات التكفيرية وتمددها بهذا الشكل المخيف، معتبراً أن هذه النظرة قاصرة جداً وفيها كثير من التجني، لأن هناك عوامل متعددة غير الخطاب الديني دفعت الشباب للانضمام إلى هذه الجماعات هربا من واقعها المرير مثل سوء الأحوال الاقتصادية والسياسية والاجتماعية، والفقر والتهميش. واستنكر الإمام الأكبر التسطيح الإعلامي لقضية التجديد للخطاب الديني، وترك ما عداه من قضايا، مشيراً إلى أن الخطاب الديني جزء من حل وليس كل الحل. وأشار إلى أن بعض وسائل الإعلام تتغافل عن الأسباب الحقيقية التي كانت وراء خروج الشباب لتغيير مجتمعاتهم، لافتاً إلى أنه من الخطأ تسطيح القضية أو تحميل مشكلات المجتمع للدين. الإخفاقات والتطرف وقال إن الإخفاقات المتتالية وثقافة التهميش، التي عاشها هذا الجيل على أكثر من مستوى أسهمت إسهاماً واضحاً في شعور الكثيرين بالإحباط واليأس، وبخاصة الإخفاقات السياسية والاقتصادية والنفسية، والخطاب الديني هو جزء من حل المشكلة، وأن هناك خطابات عدة سياسية واقتصادية وتعليمية وثقافية وإعلامية وفنية كانت كلها معاول هدم وتحطيم لآمال الناس وأحلامهم وتحتاج الآن إلى إصلاح لا يقل شأناً ولا خطراً عن إصلاح الخطاب الديني. ودعا شيخ الأزهر إلى عقد اجتماع لمسؤولي التعليم في مجتمعاتنا العربية، لأن الخطاب التعليمي الحالي لا يلبي حاجات المجتمع، «ونحن في أمس الحاجة لتطوير قدرات أبنائنا، خاصة أن داعش وأخواتها يستهدفون الطلاب في المراحل العمرية بالثانوية العامة وطلاب الجامعات، من خلال وسائل الاتصال الإلكترونية، المخترقة بالكامل من جانب داعش وأخواتها». كادر// عبدالله بن زايد يشهد افتتاح منتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة بأبوظبي منهج علمي لمواجهة التكفير قال فضيلة الإمام الأكبر الشيخ الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، إن حل قضية التكفير يبدأ من المدارس، ولابد من جمع المغلوط من الفتاوى والأحكام والكتب والمجلات والصحف وعلى وسائل الاتصال الحديثة وتفنيدها وبيان زيفها، ويتطلب ذلك عقد لقاءات تخرج بمنهج علمي يستند إلى رأي الجمهور في النهي عن التكفير نهياً قاطعاً، ويصاغ في منهج دراسي يدحض أغاليط التكفيريين. بدوره، أكد الدكتور أحمد التوفيق وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية بالمملكة المغربية أهمية السلم الذي هو أساس العبادة، بالتالي، فإن علماء الدين الإسلامي يجب أن يكونوا أحرص الناس على نشر السلم وتعاليمه لضمان البيئة السليمة والصحيحة للعبادة. وقال إن العلماء قادرون على إرساء دعائم السلم من خلال التبليغ، وتصحيح المفاهيم الخاطئة والمشوهة للدين الحنيف، والتقرب من الناس وامتلاك قلوبهم بحسن العمل وطيب الكلمة، والتركيز على التعددية التي تغني الأمة عن الشقاق أو النزاع أو الاختلاف. وشكر وزير الأوقاف المغربي الإمارات على جهودها في استضافة المنتدى الذي يحمل على عاتقه نشر رسالة الإسلام الصحيح القائمة على السلم والاعتدال وتقبل الآخر، موضحاً أن هذه الاستضافة تأتي تعبيراً عن النهج الوسطي المعتدل الذي تنتهجه دولة الإمارات.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©