السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أحمد عمارة: الإيجابية قوة والتفهم سر التعامل مع الآخر

أحمد عمارة: الإيجابية قوة والتفهم سر التعامل مع الآخر
10 مايو 2014 20:37
قدمت مؤسسة التنمية الأسرية خلال أمسيتين متتابعتين محاضرة، تحت عنوان «قوة الإيجابية في حياتنا، والتعامل مع الآخرين» للدكتور أحمد عمارة، وتم تنفيذهما بمركز أبوظبي، وتناول عمارة محاور عدة، موضحاً أن الإيجابية تنبع من الذات، وأشار إلى أن الإنسان على اتصال دائم بمن حوله، موضحاً أن هذا الاتصال يتم على ثلاثة مستويات، وهي العقل الواعي والعقل اللاوعي والعقل العالي. مستويات الاتصال قال عمارة، إن العقل الواعي يتضمن التفكير والقرار الواعي، بينما العقل اللاوعي يعمل بتلقائية ويتم برمجته عن طريق الواعي، ويعمل وفقا لهذه البرمجة، مؤكدا أن البرمجة تتم عن طريق الحديث الداخلي والخيال والصور الذهنية المسبقة من الشخص، ومن الناس المحيطين به، وبناء على ذلك تتحول الأمور من الواعي إلى اللاوعي بإعطاء إشارة أمان من العقل الواعي إلى اللاوعي بأن يكررها تلقائيا، أما العقل العالي، فهو يعمل على ارتباط الطاقات المحيطة بالإنسان، ولا يقتصر على الداخل، وإنما يمتد للخارج، وخلص المحاضر إلى معادلة مهمة وهي أن العقل الواعي يقود اللاوعي واللاوعي يقود العالي، وبتحكم الإنسان في أفكاره وحديثه الداخلي يتحكم في كل شيء في حياته. وتناول خلال أمسية اليوم الثاني «التعامل مع الآخرين»، التي شدد فيها على تقبل الآخر، والتعامل معه كما هو وليس كما نريد. وعن تنظيم هاتين الأمسيتين، اللتين شهدتا إقبالا كبيرا، قالت مريم المزروعي، مديرة مركز أبوظبي، إنها جاءت تجسيداً لبرنامج مجالس الأسرة، مؤكدة أن أول يوم شهد حضورا أكثر من 450 شخصاً من النساء والرجال، بينما حضر الأمسية الثانية 530 شخصاً، وأبدى الجميع استجابة كبيرة، وأتم أربع ساعات مدة المحاضرة، حيث خلق عمارة تفاعلا من خلال الرد على الأسئلة ومن خلال طرحه لبعض التطبيقات وبعض التمارين. وتناول عمارة، استشاري الصحة النفسية طرق البرمجة، وقال إن التكرار يساعد على برمجة الشيء، موضحا أن الإلحاح في التكرار يجب أن يتراوح بين 7 إلى 22 محاولة، وقال إن هذه المشاعر كلما كانت قوية جدا كلما تمت البرمجة من أول مرة. وضرب المحاضر أمثلة عدة على ذلك، وقال إن الوحم ما هو إلا إحساس قوي وشعور يبرمج عند بعض النساء، ما يجعلها تلد مولوداً يحمل شامة معينة، ما يرسخ مفهوم الوحم. الكون والطاقة تطرق عمارة إلى موضوع الطاقة، مشيرا إلى أن هذه الطاقة تتمثل في الكون. وأضاف أنه علم وليس مجرد كلام، واختبر عمارة الحضور، بحيث أعطى بعض الأسئلة، وتمت الإجابة عنها من طرف الحضور ليتأكد من حجم الضغوط التي يعيشها البعض. ومن هذه الأسئلة «أقوم بما أحب قبل أن أقوم بما لا أحب، أؤدي الأشياء التي أستطيع القيام بها أسرع من الأشياء التي لا أعرف القيام بها، أقوم بالأشياء البسطة قبل الشاقة، أؤدي الأعمال الصغيرة قبل الكبيرة، أقوم بالأعمال التي تتوافر لها الإمكانات، في بعض الأحيان أقوم بعمل الأشياء غير المجدولة قبل المجدولة وأستجيب لمطالب الآخرين قبل مطالبي، بالإضافة إلى أسئلة أخرى». وطلب عمارة من الجمهور أن يجيب على هذه الأسئلة بنعم أو لا، وتتم حسابة كم إجابة بنعم، وكم إجابة بلا، موضحا أن من توافر لديه أكبر أعداد من نعم، فإنه يعيش ضغوطاً كبيرة، موضحاً أن من أجاب عن كل الأسئلة بلا، فإنه لا يعيش أي ضغوط. وتخلل المحاضرة إعطاء الكثير من الأمثلة والصور التعبيرية التي تعزز مقاصد المحاضر، كما استدل بآيات قرآنية وأحاديث نبوية عزز بها ما قاله عن الطاقة والضغوط، مؤكدا أن الحياة يسيرة وليست كما يصفها البعض، وقال، إن الناس يجب أن تكون كالماء في انسيابيته وعذوبته، لافتا إلى أن الماء يجد له مخرجاً في كل الظروف. وأوضح أن ما يعيشه الإنسان من ضغوط حياة يكون نتيجة فهمه الخاطئ للحياة، ونتيجة أفكاره، كما شدد على ضرورة المبادرة، وعدم الركون لبعض المفاهيم الخاطئة عن الحظ مثلاً، كأن يقال: «فلان محظوظ جدا» بينما يكون المشار إليه اجتهد ليصل إلى ما وصل إليه. وقال إن الأفكار التي يتمتع بها بعض الناس تعرقله في حياته، موضحاً أن الأفكار تتغير وفق المواقف. (أبوظبي - الاتحاد)
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©