الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

سحر القيادة «مكتسب».. ويتطور بالتدريب وصقل المهارات

سحر القيادة «مكتسب».. ويتطور بالتدريب وصقل المهارات
10 مايو 2014 20:37
لكبيرة التونسي (أبوظبي) “القائد تاجر الأمل” مقولة لنابوليون بونابارت استهل بها الدكتور إبراهيم الفقي كتابه “سحر القيادة، كيف تكون قائدا فعالا؟”. وقال أيضا في مقدمته “إنني سأعرفك بعض سمات القيادة وخصائص القائد أو المدير، وقد يظهر للقارئ أن كلامنا موجها للشخص الذي يحتل المرتبة القيادية، أو يقع في منطقة المديرين وأصحاب القرار، بيد أن كلامنا سيفيد وبشدة كل من يطمح في أن يكون صاحب قرار فعال، كل من يداعبه الشوق ليكون إنساناً إيجابيا مبادرا له في الحياة كلمة وموقفا”. أربعة عناوين قال الفقي، في كتابه الذي يشتمل على سبعة فصول أولها عن القيادة، وتحدث من خلال أربعة عناوين منها “الآن أنت قائد”، “من أنت” سمات القائد الفعال”، و”الأسرار السبعة للقائد”. وطرح الكاتب عدة أسئلة في بداية كتابته عن القائد والتعريف به. وقال “هل القادة يولدون بخصائص معينة؟ هل القائد يولد وقد وهبته الحياة صفات القائد، وسلوك القائد؟ أم أن القائد يُصنع ويتم تأهيله وتربيته تربية قيادية؟ “وأجاب الفقي من خلال مدارس عدة، وخلص إلى أن القادة يدربون على امتلاك مهارات وتطوير ذواتهم. وأشار الفقي إلى أن هناك من يقول إن “القادة يولدون ولا يُصنعون”، موضحا أنها عبارة قديمة انتشرت في القرون الأولى، تلك القرون التي كان الملك فيها يولد ملكاً، والأمير يحمل لقبه وهو في المهد، بيد أن هذه المقولة فقدت مصداقيتها، نظراً لظهور قادة غيروا مجرى الحياة بالرغم من أن نشأتهم كانت شديدة التواضع والبساطة، وبتأمل حالهم وبدراسة لمنحنى حياتهم وُجد أن هؤلاء القادة تعلموا وأصقلوا مواهبهم القيادية حتى أصبحوا بالفعل قادة نابهين. ولو كانت القيادة هبة من السماء لا يمكن تعلها”. وأوضح “أخبرك من خلال هذا الكتاب كيف أن القيادة عادات مكتسبة وتربية مستمرة مع إيماننا بأن هناك أشخاصا قد يولدون بصفات مكتسبة فطرية إلا أن الأصل أن القائد يُصنع ويربى”، موضحا أن الكاريزما وحدها لا تكفي لصناعة قائد، يجب عليه أن يتعلم مهارات ويكتسب صفات ويصقل نفسه دائما. وقال “كثيرا ما يقابلني في دوراتي من يسأل: “هل بالفعل أستطيع أن أكون قائداً” أو من يقول: “لست أنا من يصلح لقيادة البشر”، ولهؤلاء أبذل قصارى جهدي كي أخبرهم أن القيادة ممكنة، شريطة تغيير اعتقادهم ومفاهيمهم، وأنها ممكنة إذا أصبحوا أكثر استعدادا للعمل والتضحية من أجلها”. مهارات القيادة قال الفقي “سأضع يديك على نقاط مهمة في شخصية القائد، لكنك ومن خلال الممارسة ستتعلم أكثر وترتقي أكثر”. وطرح سؤالا “من أنت؟” وأجاب: “لكل شخص في الحياة أسلوب وشخصية خاصة به، سواء أكان هذا الشخص لاعب كرة أو مطرباً، أو مفكراً، أو حتى كاتباً روائياً. ويستطيع المرء أن يعرف الشخص من الأسلوب الذي ينتهجه ويعمل به. فكذلك القادة لدى كل منهم نمطاً وأسلوباً في تعامله، وفي المجمل هناك ثلاث أنماط للقيادة، ما إن تجد قائداً إلا وقد اندرج تحت أي من هذه الأنماط. الرئيس وهو شخص يقود جمعاً من البشر يؤمن بقدرته وعقليته، يرى أن آلة الردع والعقاب هي أحد أهم أساليب قيادته، شرس جداً إذا ما خالفه أحد أو رد له أمر، يرى أنه دائماً على صواب، يذكر أتباعه دائماً أنه الرئيس، وأن طاعته واجبة وإلا فالجحيم ينتظرهم. الرئيس الفاعل: وهو شخص عملي جداً، لا يثق إلا في نفسه، لا يثق في موظفيه أو مرؤوسيه، ثم يشتكي من أنه يجب أن يقوم بكل شيء بنفسه، لا يفوض أحداً كي يقوم بأعماله نيابة عنه، لذلك هو دائماً مشغول، دائماً متذمر لكنه في المقابل شخص مجتهد جداً، مخلص جداً، واسع المعرفة والخبرة بمجال عمله. المدير: وهو رجل يؤمن بدستور الشركة أو لائحتها، يبدأ عمله من وضع الخطة، وينتهي عند التنفيذ، مروراً بإعطاء الأوامر والمتابعة والإشراف. لا مانع عنده في إفناء عمره الوظيفي في متابعة التفاصيل واعتماد القرارات ومؤشره هي النتائج الموجهة”. روح الحماسة عرف الفقي القائد بأنه رجل مبدع، وأكد “تستطيع أن تقارن بسهولة حالة العمل قبل مقدمه وحالتها بعد مقدمه، ماهر في وضع الخطة والرؤية، ماهر في تنفيذ تلك الرؤية، متميز في إذكاء روح الحماسة والتحفيز في موظفيه وزملائه، يتواصل مع الآخر بشكل مبهر، مرن تجاه المشكلات، يستطيع التغلب بسهولة ويسر ملحوظين، يرى أن فريق العمل لديه أهم من أي شيء، يهتم بالجانب الإنساني، لذلك يحبه الجميع ويحبون العمل معه، مهما كان مرهقاً أو كبيراً”. وأضاف “حسبما أوردت مجلة (فورتشن) فإن هناك اختلافاً جوهرياً بين المدير التقليدي والقائد المبدع. فالمدير: يدير العمل المكلف به ويعمل على استمرار عجلة العمل، ويدير فريقه معتمداً على قوته وسيطرته الوظيفية، ويؤدي ما يتوجب عليه بالطريقة الصحيحة. أما القائد فيبدع ويجدد ويتميز في أي عمل يقوم به، وينمي ويطور ويبحث دائماً عما يفيد العمل، ويعتمد في إدارته لفريقه على ثقته بنفسه وبقدراته، ويفعل الأشياء الصحيحة”. صناعة أم ولادة؟ قال الفقي: “يقول فينس لومباردي: “القادة يصنعون ولا يولدون”، إنهم يصنعون من خلال الجهد الشاق، إنه الثمن المترتب علينا جميعا دفعه من أجل تحقيق أي هدف يستحق العناء. في علم البرمجة اللغوية العصبية هناك افتراض بالغ الأهمية يقول: “إذا ما حقق شخص أمراً ما، فإن أي شخص يستطيع تحقيق هذا الأمر، إذا ما التزم بفعل الشيء الصحيح وتعلم كيف يفعله”، بيد أن هناك قواعد تحكم هذا الأمر، أولها أن تتوفر لدى هذا المرء الرغبة أولاً كي يفعل هذا الأمر، يجب أن تكون بداخلك رغبة جياشة عارمة كي تصبح قائداً، ثم بعد ذلك تسأل نفسك سؤالاً مهماً: كيف أصبح قائداً؟ تقرأ كتبا تتحدث عن صفات ومهارات القادة، تحاكي القادة وتخالطهم وتتعلم منهم. إن المعرفة شيء هام وضروري في صنع القائد، لكنها أبداً ليست كافية، كُتب الأرض جميعاً لا تُجدي شيئاً إذا لم يلتزم المرء بنظم القيادة، نعم القيادة التزام ونظام، القيادة أسلوب حياة وارتقاء دائم”. ولكن هل للقائد صفات معينة يجب أن يتصف بها؟ تساءل الفقي وأجاب “هذه مسألة جدلية اختلف فيها علماء الإدارة منذ القدم، وحتى الآن، هناك من قال إن هناك صفات محددة يجب أن تتوافر في القائد، وهناك من قال: بأن إفراد خواص للقائد أمر غير صحيح، وأن القادة يختلفون في سماتهم وصفاتهم، ودللوا على أن هناك من تجده هادئاً رصيناً، وهناك الثوري الشديد، وهناك الفصيح البليغ، وهناك الصامت الذي يتخذ القرارات لحاسمة في هدوء، كما أن هناك القائد المبتسم الذي يتمتع بكاريزما اجتماعية ساحرة، وهناك المتجهم الصارم. وكان على رأس من قال: من العبث ذكر صفات معينة للقادة بيتر دركر أستاذ الإدارة الشهير، والذي أوضح بعد كثير من البحث والدراسة أن المسألة ليست مسألة صفات يجب توافرها للقادة، بل إن الأمر يتوقف على الظرف والموقف، وعلى قدرة القائد في اتخاذ التصرف السليم حيال أمر ما. وفي الحقيقة إن الأمر جدلي، ولكل مختص رأي، بيد أن هناك شبه اتفاق بين جميع المؤسسات أن هناك صفات هامة وضرورية يجب أن تتوافر لمن يشتغل في المناصب القيادة، بالرغم من الإيمان بأن الصفات الخاصة التي لا يمكن حصرها مهمة جداً، إلا أن هناك خطوطا عريضة للشخصية القيادية. ومن وجهة نظري، إن هناك صفات أو سمات هامة يجب توافرها في الشخصية القيادية”. أربع قواعد أكد الدكتور أحمد عمارة على أربع قواعد مهمة في أمسية «التعامل مع الآخر». وقال من خلال القاعدة الأولى إن «الأصل في التواصل أننا مختلفون ولابد أن نتقبل اختلافنا بعضنا عن بعض». وفي القاعدة الثانية قال إن لكل شخص تعرفه في حياتك هدفا للتعارف عليه، حدد ذلك الهدف ليكون للتعارف معنى، بينما قال في القاعدة الثالثة «أنت غير مطالب بتغيير صفات أي شخص كان». وقال «خاطبوا الناس على قدر عقولهم وليس عقولكم»، موضحا أن الشخص السوي يتعامل مع الناس بطرق مختلفة كل حسب شخصيته. أما القاعدة الرابعة فوضح أن الخلل في التواصل يحل حينما تتم مخالفة القاعدة الثانية والثالثة في التواصل، شارحا أنه حينما تجبر الآخرين على طريقة معينة في معاملتك فهذا فشل في التواصل، لأن المفترض أن تتعامل معه وفق سماته الشخصية. 12 سمة تميز الشخصية القيادية قال الفقي، إن هناك 12 سمة من سمات الشخصية القيادية، مع التأكيد أن الأمر أعمق من مجرد صفات محدودة، لكنه أوضح ما وجده مهماً وضرورياً للشخصية القيادية، إذ لن يكون القائد فعالاً وبارزاً من دون توافرها فيه، وهذه السمات هي: - التخطيط: الأبحاث تؤكد أن القائد يمضي 80% من وقته في التخطيط، بينما 20% في التنفيذ، ولا يترك شيئا للمصادفة. - التنظيم: القائد يعمل في محيط منظم منضبط، وهو يمتاز بالتنظيم، بدءاً من وقته وأهدافه وأولوياته إلى تنظيم مكتبه وأوراقه. - اتخاذ القرار: القيادة هي فن اتخاذ القرار، القائد يصنع الحدث ولا ينتظر ما يحدث. - الذكاء الاجتماعي: ماهر في تواصله مع الآخر، يعرف كيف يتحدث ويوصل رسالته للآخر، كما أنه مستمع جيد، ومحاور رائع. - التفويض: يعرف كيف يفوض، ومتى يفوض، ويعطي المهام للأشخاص القادرين على إنجازها. - يمتلك رؤية ثاقبة: يرى ما لا يراه الآخرون، يتقبل النقد الموجه إلى خيالاته، هو الذي يضع الخطط المبدعة في الآخرين. - التحفيز: قادر على بث روح الحماسة والتحفيز في نفوس أتباعه، يؤمن بقوة التحفيز في استنفار قدرات رجاله. - الثقافة: غزير المعرفة على درجة عالية من العلم، يطور من نفسه، ويرتقي بقدرته من خلال القراءة والدورات التدريبية والندوات. - الثقة: لا يوجد قائد مزعزع الثقة، ثقة القائد في قدراته ومبادئه، هي التي تعطيه القوة في السيطرة على المواقف والمشكلات. - الالتزام بالخطط: شديد الالتزام بالخطط التي يضعها، يعرف أن الوصول للغاية يستلزم جهداً ووقتاً، وأنه يجب الالتزام بالخطط حتى النهاية بلا يأس ولا استسلام. - الالتزام الخلقي: وتعد هذه الصفة أحد أهم وأقوى خصائص القائد الناجح، لاسيما في الرؤية الإسلامية، فالقائد لا يمكنه تحقيق مكاسب دنيوية أو سريعة على حساب مبادئه وقيمه ومعتقداته، كما أن الدراسات الحديثة تؤكد أن الأتباع شديدي التفاعل مع الشخصية الملتزمة خلقياً، وتشعر بالأمان في التعامل معها. - الذكاء العقلي: لا يشترط أن يكون القائد عبقرياً، لكنه يجب أن يتمتع بذكاء فوق المتوسط يؤهله للتعامل مع المعلومات المختلفة والمشكلات الطارئة والمواقف الصعبة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©