الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

توقعات بـ 1,5 مليون زائر لمعرض باريس الدولي للسيارات

توقعات بـ 1,5 مليون زائر لمعرض باريس الدولي للسيارات
5 أكتوبر 2008 00:10
توقعت اللجنة المشرفة على تنظيم معرض باريس الدولي للسيارات أن يبلغ عدد زوّار الدورة الحالية التي بدأت أمس إلى 1,5 مليون زائر· ويشهد ''باريس الدولي'' عرض مئات الطرازات الجديدة والتصورية من السيارات التي تتبع أكثر من 500 ماركة شهيرة، وتنتمي الشركات العارضة إلى 30 دولة· ويستمر المعرض حتى 19 أكتوبر الجاري، ويصادف بداية انطلاق النشاطات الاقتصادية بعد موسم العطلات، ويعدّ معرض باريس السنوي من أكثر معارض السيارات العالمية شعبية· وتكمن أهمية ''باريس الدولي'' في أن معروضاته لا تقتصر على السيارات وحدها، بل يقدم أيضاً أحدث ما طرأ على صناعة السيارات من الابتكارات التكنولوجية والأنظمة الترفيهية والإلكترونية· ويحرص منظموه أيضاً على أن يضم نماذج نادرة من السيارات الكلاسيكية التي تحكي قصة تطور هذه الصناعة منذ انطلاقتها الأولى على المستوى التجاري بداية القرن العشرين· ويمكن اعتبار الدورة الحالية من المعرض بأنها عرض شامل لبدائل السيارات ذات الأسواق الكاسدة من رباعيات الدفع والشاحنات الرياضية الخفيفة، حيث احتلت السيارات المضغوطة أو ما يعرف باسم (سيارات المدينة) مساحة مهمة من منصات العرض؛ وهي التي يرى فيها المستهلكون بديلاً عملياً للسيارات ذات الاستهلاك العالي من الوقود والتي تطلق كميات كبيرة من الغازات الضارة بالبيئة· وتأتي هذه الدورة أيضاً في فترة يعاني فيها الاقتصاد العالمي من أسوأ أزمة اقتصادية منذ أزمة (الانهيار الأكبر) التي عصفت بالأسواق المالية العالمية عام ·1929 وساهمت هذه العوامل في تراجع مبيعات السيارات في أميركا وأوروبا الغربية واليابان والعديد من الدول الأخرى، وذكر المحلل المالي جون ريد عشية افتتاح معرض باريس أن مبيعات السيارات والشاحنات الخفيفة في الولايات المتحدة انخفضت في شهري أغسطس وسبتمبر الماضيين إلى أدنى مستوى لها خلال العام الجاري· ولم تنجُ صناعة السيارات اليابانية من هذا الانخفاض مما يشير إلى أن ظاهرة انخفاض المبيعات تكاد تكون هي السائدة في أسواق السيارات في العالم أجمع ولا يستثنى منها إلا بعض بلدان الاقتصادات الناشئة أو الغنية· وعمدت الشركات الأميركية لصناعة السيارات إلى نشر نتائج أدائها عن شهر سبتمبر، اتضح أن مبيعات جنرال موتورز انخفضت بمعدل 16 بالمئة عن شهر أغسطس؛ وعانت تويوتا خلال الشهر ذاته أكبر انخفاض في تاريخها بلغ 32 بالمئة عن مبيعات شهر أغسطس، وحتى شركة هوندا التي شهدت مبيعاتها تحسناً ملموساً بداية العام الجاري، انخفضت مبيعاتها في سبتمبر بمعدل 28 بالمئة عن شهر أغسطس· وعندما ترتفع مؤشرات أسهم وول ستريت، فلا بد أن ترتفع معها مبيعات كافة القطاعات الصناعية والتجارية؛ وعندما تهبط، فإن الكثيرين من مستهلكي السيارات يصدّون عن الشراء أو يتجهون لشراء السيارات العملية الصغيرة· ولمّا كان صنّاع السيارات واعين بهذه الحقائق الموكدة، فلقد جاؤوا إلى معرض باريس هذه المرة وهم يحملون في جعبتهم مجموعات من السيارة التصورية التي لا يزيد حجم بعضها كثيراً على سيارات الكارتينج التي يتلهّى بقيادتها الأطفال· وقدم معرض باريس هذا العام عدد من المفاجآت التي اعتاد أن يحضرها لزواره كل عام، ومنها أول سيارة صغيرة تنتجها شركة لامبورجيني الإيطالية التي لم تكن تفكر يوماً في تصغير سياراتها قبل ارتفاع أسعار النفط· ولا شك أن التفكير بإنتاج السيارات الصغيرة ليس نتاجاً لأزمة الرهن العقاري التي ضربت الاقتصاد المالي في الولايات المتحدة في الصميم وأدت إلى الأزمة المالية المستعصية التي يشهدها العالم الآن، بل يأتي نتيجة الأسعار المرتفعة للنفط التي فرضت على صناع السيارات إعادة التفكير في دورات التصنيع برمتها، ومن بين الأهداف الهامة لسياسة تصغير السيارات، اجتذاب شرائح أوسع من المستهلكين لتعويض تراجع المبيعات· وقدمت شركة فيات الإيطالية سيارتها المضغوطة (فيات 500 أبارث) لتعيد بها أمجاد نسختها الأصلية التي ظهرت في الأسواق في بداية عقد الستينات من القرن العشرين· وعرضت شركة نيسان الإيطالية نسخة تصورية لأصغر سيارة تنتجها في تاريخها أطلقت عليها اسم (نوفو) قالت مصادر الشركة إنها سيارة كهربائية بنسبة 100 بالمئة وتمثل الأسلوب العصري المقبل في التنقل عبر الشوارع وبين المدن· وأشارت تلك المصادر إلى أن (نوفو) يتم (طبخها) على نار هادئة ولن تظهر في الشوارع قبل بداية العقد المقبل، ويبلغ طول السيارة الجديدة 3 أمتار فقط وهي تتسع لراكبين· وربما يطلب من ركابها أن يضحوا ببعض الخصائص المهمة التي اعتادوا عليها في السيارات الكبيرة كالرحابة وراحة الركوب، إلا أنهم سينالون مكافأة كبيرة عندما سيلاحظون أنهم ليسوا بحاجة على الإطلاق للدخول إلى محطات تعبئة الوقود ولا تكلف إعادة شحن بطارياتها إلا بضعة (ملاليم)، ومن المنتظر ظهور (نوفو) في أسواق الولايات المتحدة في عام ،2010 وفي الأسواق العالمية عام ·2012 وعند الحديث عن السيارات الصغيرة التي تغزو صالات ومنصّات العرض في باريس، فإن الأسماء تكثر وتتعدد، ومنها مثلاً السيارة الهاتشباك ذات الأبواب الخمسة والمقاعد الأربعة (بيكسو) التي تم بناؤها بالتعاون المشترك بين شركة سوزوكي اليابانية ومركز للتصميم في العاصمة الهندية دلهي· ويبلغ طولها 3565 مليمتراً وعرضها 1470 مليمتراً وارتفاعها 1600 مليمتر وهي ماركة جديدة تماماً تنتمي إلى الفئة الأولى (إيه) التي تزداد سوقها نمواً في العالم على حساب الفئات الأعلى والأكبر حجماً· وبالطبع، لا يمكن لشركة تويوتا أن تغيب عن مثل هذه الأحداث خاصة وأنها كانت دائماً سباقة للتنبؤ بالتطورات المقبلة للأسواق منذ أطلقت السيارة الهجين بريوس قبل أكثر من 10 سنوات، وفاجئت ''تويوتا'' زوار معرض باريس بعرض سيارتها الصغيرة جداً (آي كيو) التي يمكنها أن تنافس سيارة تاتا الرخيصة (نانو) من حيث صغر حجمها وانخفاض معدل استهلاكها من الوقود· وتأتي موجة السيارات الصغيرة لتتفق أيضاً مع القوانين والإجراءات التي ينتظر تنفيذها في أوروبا لتخفيض معدل انبعاثات غاز ثاني أوكسيد الكربون ومنها تلك التي اعتمدتها الحكومة البريطانية مؤخراً وتقضي بزيادة الضرائب على السيارات التي تطلق من غاز ثاني أوكسيد الكربون أكثر من 120 جراماً في كل كيلومتر اعتباراً من عام ·2010 وارتفع عدد طرازات السيارات التي تحقق هذا الشرط من 5 فقط قبل سنتين إلى أكثر من 100 طراز في الوقت الراهن· عن الفاينانشيال تايمز
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©