الجمعة 10 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

التعليم العربي إلى أين؟

29 أغسطس 2016 23:42
التعليم هو أسلوب حياة وفكر وقيم وسلوكيات مجتمع. والمدارس والمستشفيات الخاصة لدينا من أنجح المشاريع التجارية حاليا ونتفهم ذلك ونشجع الاستثمار فيها ولكن وفق معايير تصب في جعل المجتمع معرفياً وبحثياً ومتصدراً للابتكار والاختراع في المنطقة. ولكن هل يعقل أن تبلغ مصروفات بعض المدارس الخاصة عندنا أكثر من 120 ألف درهم في السنة وأكثر من 90 ألف درهم سنوياً لمرحلة رياض الأطفال بينما تكلفة الدراسة للسنة الواحدة في جامعات عالمية شهيرة لا تتعدى 83 ألف درهم؟! فبعض المدارس الخاصة في الدولة تأتي في المرتبة الرابعة على مستوى العالم بأسعارها مقارنة مع نوعية التعليم. وأتساءل: أين نظام التصنيف الأكاديمي في الوزارة ومؤسسات التعليم عن هذه الأمور؟ ويقول لك أحدهم: لا تدخل أبناءك مدارس خاصة، فالدولة وفّرت المدارس الحكومية وبعضها بسبب إداراتها ذات مستوى تعليمي عالٍ.. تلك حقيقة، لكن التعليم في بعض المدارس الحكومية الأخرى يعتبره البعض مدمراً لأخلاقيات بعض الأطفال، وربما يتعرضون فيها لبعض أنواع سوء المعاملة النفسية والجسدية والمعنوية، وكل أنواع التنمر مما يجعلك تقضي بقية حياتك وأنت تحاول إصلاح الشرخ النفسي الذي تسبب فيه دخول ابنك مدرسة حكومية، وهذا طبعاً غير تقليل احترام المعلم وتنمر بعض الطلاب عليه بلا حساب أو عقاب حقيقي، ويخبرني أحد الأصدقاء عن أن أبناءه تعلموا في أفضل المدارس الخاصة في الدولة وأكملوا دراستهم الجامعية في الخارج إلا أنهم وجدوا أنفسهم متخلفين إلى حد بعيد حينما دخلوا الجامعة مما اضطره إلى إدخالهم في برنامج تأهيلي لمدة سنة كاملة من أجل الالتحاق بأفضل الجامعات في الغرب على الرغم من النسب العالية التي حصلوا عليها في الثانوية العامه عندنا واللغة الإنجليزية العالية التي يمتلكونها، لكن فقدوا أسلوب التفكر والقدرة على التحليل واتخاذ القرار وتحديد وجهة نظر خاصة بهم، فلا يكون أحدهم إمعة حاله من حال «القطيع»، فالمكتبات العامة أصبحت مهجورة والأبحاث والمشاريع والواجبات المدرسية تُحل «بفلوس» هذا طبعاً غير المدرسين الخصوصيين ومجتمعاتنا العربية لديها مشكلة فعلية على المستوى الاجتماعي والأخلاقي في أمور يعتبرها البعض بسيطة ولا تستحق الذكر لجيل المستقبل.. وفهمكم كفاية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©