الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

موجة اندماجات متوقعة في قطاع النفط

3 أكتوبر 2008 23:28
أخذت أزمة الائتمان العالمية في وول ستريت والمقترنة بانخفاض نسبي في أسعار الطاقة من مستوياتها القياسية الأخيرة تهيئ الساحة إلى موجة من عمليات الاستحواذ والاندماج في الصناعة النفطية· وفي الحقيقة فإن الظروف الحالية العصيبة التي تمر بها السوق من شأنها أن تعيد هيكلة الصناعة، نسبة لأنها باتت تساعد البعض وتلحق أضراراً جسيمة بالبعض الآخر من شركات النفط والغاز الطبيعي· فقد تمكنت كبريات شركات النفط العالمية من تحقيق إيرادات مالية هائلة ولكنها ما زالت تحتاج الى الاستمرار في النمو، بحيث شرعت الآن في استطلاع فرص الشراء· أما الشركات الأصغر حجماً ومعظمها من المنتجين في أميركا الشمالية فلديها كميات ضخمة من الأراضي التي تنتظر عمليات الحفر والتنقيب لكنها في حاجة ماسة للقروض من وول ستريت والى مساعدة من أسواق الأسهم حتى تحقق النمو· وإذا ما قدر لهذه الشركات الصغيرة أن تواجه تكاليف مرتفعة في عمليات الإقراض والائتمان، فإن النتيجة يمكن أن تتمخض عن أعداد متزايدة من الشركات تطرح أنفسها كأهداف مفتاحية للبيع في الأسواق· إذ يقول وان ماك سبريت محلل الطاقة في مؤسسة بي إم أو لأسواق المال أعتقد أننا سوف نشهد أن الشركات الأصغر حجماً التي تفتقد بشدة إلى الأموال اللازمة سوف تعكف جدياً على دراسة مثل هذه البدائل في نفس الوقت الذي سوف تعمد فيه الشركات الكبيرة الحجم التي تتمتع بميزانيات مالية ضخمة الى اقتناص فرص الشراء السانحة · إلى ذلك فقد ذكر التنفيذيون في مجال الطاقة وعدد من المصرفيين أنهم أصبحوا يشهدون بروز العديد من الدلائل التي تشير وللمرة الأولى منذ ما قبل الطفرة الأخيرة في أسعار السلع في السنوات القليلة الماضية الى موجة من عمليات الشراء المحتمة في المستقبل القريب· وسوف تضم لائحة المشترين بعض كبريات شركات الطاقة المتسلحة بكميات هائلة من الأموال مثل العمالقة الأوروبيين رويال دوتش شل وبريتش بتروليوم بالإضافة إلى كبريات الشركات الأميركية من أمثال مؤسسة اكسون موبيل أو تلك الشركات الكبيرة التقليدية أوكسيدنتال بتروليوم· وذكر ستيف شازن الرئيس والمدير التنفيذي لشركة أوكسيدنتال أن شركة أوكسيدنتال التي تتخذ من لوس أنجلوس مقراً لها ظلت تسدد قروضها وتكدس الأموال في نفس الوقت انتظاراً لمثل هذه الظروف· ومضى يقول ان هذا الأمر من شأنه أن يوفر فرصة حقيقية في هذا المناخ السائد لأن العديد من الشركات المدينة سوف تجد نفسها مضطرة الى بيع موجوداتها · علماً بأن شركة أوكسيدنتال أصبحت تتمتع بأقوى موقف مالي في الصناعة حيث كان لديها أكثر من 39 مليار دولار في شكل مبالغ نقدية بنهاية الربع الأخير من العام كما تمتلك 2,8 مليار سهم بقيمة اجمالية تبلغ 216 مليار دولار· ولطالما ظلت كبريات شركات النفط تتمتع بفوائض هائلة من الأموال ولسنوات طويلة، إلا أن الجديد في الأمر أن العديد من الشركات الصغيرة الحجم أصبحت تواجه الكثير من المصاعب والإحباط· فهناك العديد من الشركات التي ظلت تركز جهودها على الحفر في أميركا الشمالية بحثاً عن الغاز الطبيعي واستمرت بذلك ولسنوات عديدة تنفق أموالاً أكثر بكثير من تلك التي تستدرها عبر اصدار الأسهم أو طلب القروض من أجل الحفاظ على استمرارية عملياتها النشطة في مجال الحفر· والآن فقد بدأت الأسئلة تتواتر عما إذا كان سوف يتعين على هذه الشركات تقليل وخفض إنفاقها الرأسمالي في الأسابيع المقبلة أو تواجه الارتفاع الباهظ في تكلفة الاقتراض في مجال السلع· ولقد عكف التنفيذيون في البنوك الاستثمارية على تحديد تلك الشركات المتورطة أكثر من غيرها في المصاعب المالية· ولما كانت أي من الشركات لم تعلن بعد عن مشاكل مالية إلا أن أحد الخبراء نبه إلى أنه من غير المتوقع حدوث اندفاع مفاجئ في عمليات الصفقات· وكذلك فإن الشركات التي شهدت انخفاضاً في أسعار أسهمها في الأسابيع الأخيرة ربما تلجأ لطلب مبالغ أكبر حجماً على اعتقاد ان أسعار الأسهم المنكمشة لا تمثل قيمة عادلة لهذه الأسهم· وبرغم ذلك فإن التوقعات ما زالت تحوم حول شركات مثل مؤسسة بتروهول اينرجي التي تتخذ من هيوستن مقراً لها ولديها رأسمال سوقي يبلغ 5,5 مليار دولار وكمية جاذبة من الامتيازات في حقل هاينس فيل للغاز· وكان مصرف كريدت سويز قد أشار مؤخراً الى ان شركة بتروهول تخطط لإنفاق 2,3 دولار مقابل كل دولار تستدره من عملياتها بأسعار السلع الحالية· ويذكر أن أسهم الشركة تراجعت بنسبة 0,5 في المئة في تعاملات الأسبوع الماضي في بورصة نيويورك لتبادلات السلع مقارنة بارتفاع بمعدل 5 في المئة في مؤشر مقارنة الشركات· وهناك شركة أخرى تجتذب الاهتمام وهي شركة ساوث ايسترن اينرجي التي تتمتع بموقف قوي داخل حقل اركنساس للغاز· وعلى الصعيد نفسه فقد تمكنت شركة اكسون موبيل في الاسابيع الأخيرة من الفوز بحقوق الحفر في أراضي ولاية بنسلفانيا مدشنة مرحلة دخولها الى حقول انتاج الغاز الطبيعي· أما شركة بريتش بتروليوم فقد أنفقت مبلغاً بمقدار 3,65 مليار دولار في آبار الغاز في ولايتي اركنساس وأوكلاهوما في هذا الصيف، بينما نجحت شركة شل في الاستحواذ على شركة كندية تنتج النفط والغاز مقابل مبلغ 6 مليارات دولار· وكما يقول توم بيتري نائب رئيس مؤسسة ميريل لينش يبدو من المنطقي العودة الى فردوس اميركا الشمالية· وفي اعتقادي أن من المناسب الآن التركيز على هذه المنطقة من قبل جميع اللاعبين الذين يتمتعون بإمكانية الدخول إلى رؤوس الأموال والقدرة على استدرار المبالغ النقدية · عن ''وول ستريت جورنال''
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©