نقلت صحيفة ''هآرتس'' العبرية أمس، عن مصدر دبلوماسي أوروبي القول، بأن السلطات القبرصية قامت، أمس الأول ، باحتجاز ''سفينة السلاح الإيرانية'' بينما كانت في طريقها إلى سوريا· وقالت الصحيفة، إنه على ما يبدو فإن عملية الاحتجاز هذه تأتي استجابة من قبرص لطلب إسرائيل والولايات المتحدة اللتين أبلغتاها أن السفينة تحمل الكثير من الوسائل القتالية، بينها قذائف مدفعية وصواريخ، وتشير التقديرات الإسرائيلية إلى أنها معدة لحزب الله أو حركة حماس على حد تعبير الصحيفة·
و بحسب المصادر ذاتها، فقد أبحرت السفينة من الخليج العربي قبل عدة أسابيع، ووصلت يوم الأربعاء إلى مسافة تبعد 60 ميلاً عن ميناء ليماسول القبرصي · ونظرا لحقيقة أن السفينة تحمل العلم القبرصي، فإن استخدام صلاحيات قانونية تتضمن مصادرة حمولة السفينة هو من حق السلطات القبرصية وحدها·وأضافت الصحيفة، أنه ''على ما يبدو فإن إسرائيل والولايات المتحدة بعثتا برسائل إلى السلطات القبرصية بشأن اقتراب السفينة من الشواطئ القبرصية، وطلبتا احتجازها''·
ونقلت الصحيفة، عن المصدر الأوروبي، أن سلطات الجمارك القبرصية أجرت اتصالا مع السفينة، وطلبت منها الوصول إلى ميناء ليماسول من أجل الفحص ·وتابعت الصحيفة، أنه جرت عملية تفتيش في السفينة الليلة قبل الماضية، إلا أنه لا يزال من غير الواضح مصير الوسائل القتالية التي كانت على متنها· وأشارت الصحيفة، في هذا السياق إلى أن إسرائيل تأمل أن تقوم السلطات القبرصية بمصادرة حمولة السفينة من الأسلحة·
وقالت الصحيفة، إن الولايات المتحدة ومصر وإسرائيل تتابع السفينة منذ أكثر من أسبوع، وإن سفينة تابعة للأسطول الأميركي اعترضت طريق السفينة الإيرانية في البحر الأحمر قبل أن تدخل قناة السويس، وأجرت عملية تفتيش، وتبين وجود قذائف مدفعية وصواريخ على متنها·
وكتبت الصحيفة، أن إسرائيل تعمل في الأسابيع الأخيرة على زيادة مراقبة ''مسارات تهريب السلاح من إيران إلى قطاع غزة''· وأشارت، إلى أن وزيرة الخارجية الإسرائيلية، تسيبي ليفني، قد وقعت في هذا الإطار على مذكرة تفاهم أمنية مع نظيرتها الأميركية السابقة، كوندوليزا رايس·وأضافت، أنه منذ التوقيع على المذكرة تجري إسرائيل اتصالات مع عدد من الدول الأوروبية بهذا الشأن · ومن المقرر أن يعقد في كوبنهاجن، اجتماع دولي، بمشاركة الولايات المتحدة، بشأن ''التهريب عن طريق البحر''·
ونقلت الصحيفة، عن رافي باراك، نائب المدير العام لدائرة أوروبا الغربية في وزارة الخارجية الإسرائيلية قوله، إنه بالرغم من سرعة استجابة الفرنسيين في معالجة ''تهريب السلاح''، إلا أن السفينة الفرنسية التي تتحرك في المياه الإقليمية قبالة شواطئ قطاع غزة ليست فعالة، وأنه يجب على فرنسا أن تعمل في البحر الأحمر حيث يمكن تحديد السفن بنجاعة أكثر·وأشارت الصحيفة، إلى أن وسائل الإعلام الإسرائيلية تتحدث أكثر من أي وقت مضى عن الأسلحة الإيرانية في قطاع غزة بعد انتهاء الحرب على القطاع·
من جانبها، ذكرت السلطات القبرصية أمس أنها تقوم بتفتيش سفينة شحن ترفع العلم القبرصي رست في ميناء ليماسول القبرصي· وصرح الرئيس القبرصي ديميتريس خريستوفياس للصحافيين ''نحن نحقق في حمولة السفينة ولذلك فان علينا أن نتعامل مع الامور بجدية ودون الكثير من الضجة الإعلامية''·
ولم يكشف الرئيس القبرصي مزيدا من التفاصيل، إلا أنه أكد على ان هذه المسألة تمثل ''مشكلة'' لبلده المتوسطية الصغيرة· وقال ''لا نريد أن نخلق أي مشاكل كبيرة لانها مشكلة بالنسبة الينا عندما نضطر الى استقبال سفينة ترفع العلم القبرصي وتحمل ما تحمله، في انتهاك لقرارات مجلس الامن الدولي''· وأكد وزير الخارجية القبرصي ماركوس كيبريانو كذلك على تلك المخاوف·
وفي رد على طلب من الصحافيين لتأكيد تقارير الاعلام بان البحرية الاميركية اجبرت السفينة على الرسو في مدينة ليماسول جنوب البلاد لانها تحمل أسلحة إيرانية، قال كيبريانو ''هناك مسألة تتعلق بقارب موجود في المياه القبرصية''· واضاف ان ''الحكومة القبرصية ستتعامل مع هذه المسألة بمسؤولية آخذة كافة العناصر الخارجية في الاعتبار''·
عدد اليوم
