التوازن والتناغم شرطان لنجاح انتقاء مفردات الديكور

يعد التوازن والتناغم بين مفردات الديكور أساس التصميم الداخلي الذي ينقل سكان البيت بأريحية من مكان إلى آخر، ورغم بساطة الفكرة إلا أن كثيرين يجهلونها ما يوقعهم في مطبات وأخطاء نتيجة الانتقاء العشوائي لمفردات الديكور التي لا تتلاءم مع مساحة المكان وحتى الطابع العام للبيت ما يخلق بيئة منفرة طاردة تفتقر للمسات الجمال والأناقة. قبل البدء في مشروع التأثيث ومشوار البحث لاختيار الديكور الملائم للمكان، لابد أن يعي المرء بعض الأسس التي على ضوئها يمكنه أن يتفادى بعض الأخطاء التي كثيراً ما يقع فيه الآخرون. وحول أبرز تلك الأخطاء، تقول مصممة الديكور هند آل صالح “كثيراً ما نجد أصحاب المنازل يتخذون قرارات سريعة في انتقاء مفردات الديكور وهذا ما يجعلهم معرضين للإحباط عندما تكون النتيجة غير مريحة”. اختيار الطلاء من جملة الأخطاء التي يقع فيها الأفراد، تقول آل صالح “بعد الانتهاء من عملية التكسية الداخلية تتم المباشرة في انتقاء الأصباغ أو ورق الحائط وهنا قد يقع الفرد في مشكلة عندما لا يجد الأثاث الذي يتناغم مع لون الحائط أو ورق الجدران، فلابد أن يأخذ فكرة سريعة حول نوعية الأثاث المتوافر في الأسواق وما هي الفكرة أو الطراز الذي يميل إليه المرء دون غيره والذي يلائم ملامح البيت ومساحته وفراغاته الداخلية، يلي ذلك اختيار الأثاث سواء كان وفق النمط الحديث أو الكلاسيكي وذلك بأخذ المقاييس المناسبة لمساحة الفراغ وحجم قطع الأثاث بعد وضع رسم افتراضي في ذهنه حول نمط توزيع قطع الأثاث، والأماكن التي ستشغلها، حتى لا يتفاجأ المرء بضيق المساحة”. وتضيف “يجب الابتعاد عن المبالغة في وضع قطع الأثاث الكبيرة وحشو المكان إذ يجب أن تكون هنالك مساحة كافية للحركة بين ثنايا المكان وبراحة تامة. كما تؤثر عملية توزيع الأثاث وحجمه على التوازن في الغرفة فلابد من توزيع القطع بشكل متناسق غير ملاصقة لبعضها البعض. كما أن التوازن مطلوب في كل ركن من أركان المنزل، بحث لا نكدس قطع الأثاث في زاوية واحدة فيما نجد أن الأخرى عارية تماما، مشيرة إلى أنه عند وضع قطع الكنب يجب مراعاة تجنب أن يكون ظهر الكنب مواجها للباب، وإذا ما وضع الكرسي في هذه الوضعية فيفضل أن توضع خلفها كونسول لتكون هي في استقبال الزوار. وبغض النظر عن مساحة غرفة الجلوس الواسعة، يجب أن تكون المقاعد متقاربة وبعيدة عن الحائط حتى تبرز جمالها، وتلبي الغرض من وجودها في المجلس. ورق الجدران تضيف آل صالح أنه بعد أن تتم عملية انتقاء الأثاث وقبل الشروع في توزيعه، تأتي الخطوة الأخرى وهى عملية طلاء الحوائط والفراغات الداخلية ولابد من اختيار العينة الملائمة من الأصباغ التي تتماشى مع لون الأثاث، ويشترط قبل المباشرة في وضع الطلاء على الحائط يجب التأكد من اللون جيدا، وذلك بصبغ مساحة صغيرة من الجدار وتركه لمدة يومين للتأكد من أنه اللون الذي وقع الاختيار عليه، ورؤية مدى تطابقه مع الأثاث”، مشيرة إلى استخدام نفس العملية السابقة في دهن الحائط مع الوضع في الاعتبار أن الحوائط الخارجية المعرضة لأشعة الشمس لا تعطي لونا ثابت للطلاء نظرا لأن الضوء تتغير درجات حدته على مدار اليوم من شروق الشمس وحتى غروبها لذلك ينبغي عمل عينة لاكتشاف مدى تأثير هذه التغيرات الضوئية من كافة الزوايا للحصول على أفضل النتائج. لون سائد وحول استخدام ورق الجدران، تقول آل صالح إنه ليس ضروريا أن يكون ورق الجدران مناسبا تماما لكل ما هو موجود في الغرفة، بل يكفي أحيانا أن يتماشى لونه مع شيء معين في المكان. ولكن ألوان الباستيل تناسب كل شيء تقريبا، لهذا يحبذا استخدامها واعتمادها، كما يفضل عدم الإكثار من وضع ورق الجدران في الغرفة بل يمكن مزجه مع بعض الأصباغ وذلك بوضع ورق جدران على حائط واحد وشغل الزوايا الأخرى بطلاء ويفضل أن تكون الجدران بيضاء. والابتعاد نوعا ما عن ورق الجدران التي تحتوى على النقوش لأنها تحد من إمكانات التنويع فمن الضروري عندها التقيد بألوان الأثاث أو بلون غطاء السرير. ويفضل الورق الذي يضم خطوطا ناعمة ورفيعة. تقول آل صالح “لا بد من أن تكون الألوان متناغمة ما بين الأثاث والستائر والمنسوجات وورق الحائط والأرضيات ولابد أن يكون هناك لون سائد رئيس في ديكور الغرفة ثم تأتي باقية الألوان في المرتبة الثانية لتدعيم اللون الأصلي على أن تستخدم هذه الألوان في كل ركن من أركان الحجرة بدون المغالاة فيها والقاعدة العامة تقول 60% للون المهيمن الأساسي و20% لباقي الألوان، ويمكن عكس هذه النسب في الحجرات الأخرى حتى تجد أمامك أن جميع الألوان سائدة في كل ركن من أركان المنزل. كما يجب أن ننتقي الألوان المناسبة لطبيعة الغرفة وشكلها فإذا كانت الغرفة ضيقة وصغيرة يجب الابتعاد كليا عن الألوان الداكنة ويستخدم عوضا عنها الفواتح التي تمنح شعورا باتساع المكان، والابتعاد عن ورق الحائط ذي النقوش الكبيرة، واختيار النقوش الناعمة الصغيرة، والعكس صحيح بالنسبة للغرف الواسعة. وكثيرا ما تعاني بعض البيوت من مشاكل هندسية تظهر بعد شغل مساحاته بالأثاث، وللتغلب على هذه المشاكل، تقول آل صالح إنه بانتقاء الديكور الملائم يمكن التغلب على بعض العيوب الهندسية فعندما تعاني بعض البيوت من مستوى السقف المنخفض يمكن التغلب على هذه المشكلة بطلاء السقف والحوائط بلون واحد أو وضع طلاء بلون غامق للحوائط وفاتح للسقف واختيار ورق الحائط ذي التقليمة الطولية ويتم شغل المكان بطريقة رأسية لخلق نوع من التلاعب البصري، أما في حالة السقف المرتفع فيمكن طلاء السقف بلون داكن ووضع الثريات الكبيرة المتدلية من السقف، وشغل الفراغ بطريقة عرضية . ويفضل أن تكون الأرضية بلون واحد في فراغات المنزل لمنح أحساس بالاتساع فيما إذا كانت غرف المنزل متصلة ببعضها البعض. ودائما ما نؤكد على أن الجمال يمكن في البساطة، والابتعاد عن الزركشة والألوان الزائدة التي تقتل عنصر الإبداع. وتنصح بالتأني في انتقاء مفردات الديكور حتى لا تتحول هذه القطع إلى كومة أثاث نرغب في التخلص منها.