الأحد 5 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

بوتين يدعو إلى تعاون روسي أميركي لمكافحة الإرهاب

بوتين يدعو إلى تعاون روسي أميركي لمكافحة الإرهاب
26 ابريل 2013 03:26
عواصم (وكالات) - قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس إن تفجيري بوسطن يظهران الحاجة لعمل روسيا والولايات المتحدة معا عن كثب في قضايا الأمن، كما يثبت أن سياسة روسيا بمنطقة شمال القوقاز المضطربة كانت سليمة. وأضاف أن الأصل الشيشاني للمشتبه فيهما يؤكد صحة موقف موسكو الصارم من المتمردين الإسلاميين في شمال القوقاز. وشدد بوتين على أنه “لطالما قالت روسيا إن هؤلاء ليسوا متمردين ولكن إرهابيين”، مضيفا “لقد قلنا هذا آلاف المرات. المشكلة تكمن في روح التطرف لدى هؤلاء”. وفي جلسة سنوية يجيب خلالها عن أسئلة قال بوتين “إذا وحدنا جهودناً فإننا لن نسمح بهذه الضربات ولن نعاني هذه الخسائر”، مؤكدا أن “روسيا ضحية للإرهاب الدولي”. واتهم بوتين الغرب بتقديم دعم “معلوماتي ومالي وسياسي” مباشر وغير مباشر للأنشطة المتطرفة على أراضي روسيا. وكانت دول غربية منحت في تسعينيات القرن الماضي بعض القادة الانفصاليين في شمال القوقاز حق اللجوء إلى دول مثل بريطانيا والنرويج، وأبرزهم أحمد زاكاييف المقيم حاليا في لندن. وشدد بوتين على أنه يجب عدم ربط بين الهجمات الإرهابية مثل التي نفذت في بوسطن بـ”المشاكل القومية أو الدينية” في روسيا. وأشار إلى أن هذا الهجوم سيؤدي إلى تعاون جديد مع الولايات المتحدة. وتشكل مكافحة الإرهاب أحد المجالات القليلة التي يمكن أن تحسن العلاقات المتعثرة حاليا بين موسكو وواشنطن بسبب خلافات من بينها المسألة السورية وحقوق الإنسان في روسيا. وكان مكتب التحقيقات الفيدرالي “إف بي آي” والاستخبارات الروسية استجوبا في داغستان، بالقوقاز الروسي، عائلة مرتكبي اعتداء بوسطن الذي أسفر عن 3 قتلى وأكثر من 200 جريح في 15 أبريل الماضي. ويدور جدل في أميركا حالياً حول عدم استفادة أجهزة الأمن الأميركية بما فيه الكفاية من تحذير قدمته الاستخبارات الروسية عن أحد منفذي التفجيرات، تيمورلنك تسارناييف. وقال داتش رابرسبرجر العضو الديمقراطي البارز بلجنة المخابرات التابعة لمجلس النواب في مقابلة أمس “علينا أن نجري تقييما للأداء لنرى ما إذا كنا قد فعلنا الشيء المناسب أم كان ينبغي أن نصل لما هو أبعد، لا يمكننا أن نتعجل الحكم قبل أن نصل للحقائق”. وطالب عضوا مجلس الشيوخ الجمهوريان جون مكين وكيلي أيوت المجلس أمس الأول بعقد جلسات للنظر في الأمر. وكانت وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية “سي آي إيه” تلقت التحذير الروسي وأبلغته لمكتب التحقيقات الفيدرالي “إف بي آي”، الذي وضع اسم تيمورلنك على قاعدة بيانات المركز الوطني لمكافحة الإرهاب في خريف 2011، ولم يكن تيمورلنك ينوي وقتها القيام بعمل إرهابي. وتضم قاعدة بيانات المركز الوطني لمكافحة الإرهاب أكثر من نصف مليون اسم، تعتقد السلطات الأميركية أنهم إرهابيون معروفون أو مشتبه بهم أو إرهابيون محتملون من كافة أنحاء العالم. وقال مسؤولون أميركيون “لأن حجم قاعدة البيانات كبير فإن المحققين لا يتابعون كل من هو مسجل بها بشكل روتيني”. لكن تيمورلنك كان توجه إلى داغستان وعاد إلى الولايات المتحدة في 2012 من دون أن تنتبه له السلطات الأمنية الأميركية. على الصعيد نفسه، حذر وزير الداخلية الألماني هانز-بيتر فريدريش من مخاطر الإرهاب الفردي عقب تفجيري ماراثون مدينة بوسطن الأميركية الأسبوع الماضي. وقال في مقابلة مع الموقع الإلكتروني لمجلة “دير شبيجل” الألمانية “بدلا من المنظمات الكبيرة، يهاجمنا جناة أفراد ومجموعات صغيرة متطرفة، وهذا أمر مقلق للغاية”. وفي إشارة إلى منفذي تفجيري بوسطن، تحدث فريدريش عن “ظاهرة خطيرة” ظهرت أيضا في ألمانيا خلال الهجوم الذي شنه شخص منحدر من كوسوفو على جنود أميركيين في مطار فرانكفورت الدولي في مارس عام 2011. وقال “يصعب كشف من يشاهد في المنزل على حاسبه الإلكتروني مقاطع فيديو تروج لأفكار متطرفة، ثم يزداد في عزلته ويبدأ في التخطيط لهجمات”. وكان الهجوم الذي شنه الكوسوفي-الألباني أريد أوكا أسفر عن مقتل جنديين أميركيين وإصابة اثنين آخرين بجروح. وكانت هذه أول هجمة إرهابية ذات دوافع إسلامية متطرفة تشن في ألمانيا. ولم يكن منفذ الهجوم منتميا إلى جماعة إرهابية. وذكر فريدريش أن سلطات الأمن تجري حالياً مراقبة مستفيضة على عناصر متطرفة مشتبه في خطورتها على الأمن والمصنفة على أنها ذات استعداد للعنف. وقال عقب هجمات مثل التي حدثت في بوسطن سيتم بالطبع مراقبة تلك العناصر بصورة أكثر دقة”. وأوضح أن هناك تبادلا مكثفا للمعلومات مع الولايات المتحدة حول الجناة، مشيرا إلى أنه لا يوجد حتى الآن أي أدلة على وجود صلة للجناة بألمانيا. ودعا فريدريش مجددا إلى توسيع الرقابة بكاميرات الفيديو في الأماكن العامة قائلاً لقد “خصصنا في موازنة عام 2013 مزيدا من الأموال لتوسيع الرقابة بالفيديو، وآمل أن تظل هناك مخصصات لهذا الغرض في موازنة عام 2014 “. وذكر فريدريش في إشارة إلى بوسطن أن الرقابة بأجهزة الفيديو وسيلة مناسبة للكشف عن أي هجمات محتملة، وبالتالي الحيلولة دون وقوعها، وقال “لذلك علينا أن نعمل بشكل مكثف على هذا الأمر في ألمانيا أيضا”.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©