«جنرال ثلج» يشل الحركة في مختلف أنحاء أوروبا وأميركا

شلت الموجة القاسية من البرد والثلوج المستمرة في أنحاء دول شمال أوروبا منذ يومين حركة النقل وتسببت باحتجاز الآلاف في محطات القطارات والطرق والمطارات، حيث تدنت الحرارة إلى مستوى قياسي لا سيما في ألمانيا وبلغت 33 درجة تحت الصفر. في وقت تواصل أيضا التساقط الكثيف للثلوج على مناطق شمال وشرق الولايات المتحدة متسببا أيضا في تعطيل حركة النقل لا سيما في واشنطن التي شهدت أسوأ موجة منذ عام 1932. وتدنت درجات الحرارة في أوروبا إلى مستويات قياسية بلغت 33 درجة تحت الصفر في بافاريا الألمانية. بينما دفع تساقط الثلوج السلطات الفرنسية إلى إعلان حالة الاستنفار في خمسين إقليما من أصل 95، على الرغم من أجهزة الرصد الجوي الفرنسية اعتبرت أن فترة البرد القارس التي بلغت درجة الحرارة فيه 24 تحت الصفر على وشك الانتهاء. وخلف البرد ضحايا، ففي بولندا لقي 19 شخصا مصرعهم. وفي فرنسا عثر على عاطل عن العمل (36 سنة) ميتا في البيت النقال الذي يسكنه في أراس (شمال)، إضافة إلى مقتل مشرد في مرسيليا (جنوب شرق). وفي النمسا توفي رجلان (19 و43 سنة) من شدة البرد في ستيريا (جنوب شرق). وفي ألمانيا عثر على مشرد (46 سنة) ميتا في مانهايم (جنوب غرب). وتوقفت حركة قطار يوروستار بين باريس ولندن منذ مساء الجمعة بسبب أعطال عدة أجبرت نحو ألفي راكب على تمضية الليلة داخل النفق تحت المانش. وما زالت حركة القطار معلقة حتى إشعار آخر، حيث تقدر شركة يوروستار بعدد الذين ينتظرون عبور المانش نحو 24 ألف مسافر، لا سيما مع اقتراب أعياد الميلاد ورأس السنة. وتم تحديد سرعة القطارات السريعة الفرنسية الأخرى بـ220 كلم في الساعة بدلا من 300. ومن بروكسل سجلت قطارات ثاليس إلى باريس وكولونيا وأمستردام أيضا تأخيرا. وحصلت الاضطرابات نفسها في النمسا وهولندا، حيث نصحت السلطات المسافرين بعدم ركوب القطارات. وفي مجال النقل الجوي، أغلق مطار بروكسل أمس جراء كثافة الثلوج وكذلك مطارات شارلروا (جنوب) ولياج (شرق) ودوسلدورف في غرب ألمانيا. كما تعطلت حركة النقل الجوي في بريطانيا، حيث أغلق مطار مانشستر (شمال). وألغيت نحو عشر رحلات في مطار سخيبهول بأمستردام. وفي باريس، بلغ التأخير ساعة أمس في مطار رواسي شارل ديجول، وألغيت 40% من الرحلات التي كانت متوقعة صباحا في تدبير وقائي. وبقيت وسائل النقل العامة معطلة في مدن بلجيكية عدة وفي وألونيا (جنوب بلجيكا) ولاهاي (هولندا). وكانت معظم الطرق والطرق السريعة معطلة في هولندا. وتردت الأحوال الجوية حتى في جنوب أوروبا، وأعلنت حالة الاستنفار في مناطق عدة بشمال ووسط البرتغال. وألغيت مباريات كرة القدم في دول الجنوب حتى إيطاليا ومعظم أنحاء الشمال. وتسود الأحوال الجوية الصعبة في أوروبا في الوقت الذي تشهد فيه المناطق الشمالية والشرقية من الولايات المتحدة عاصفة ثلجية ضخمة غطت العديد من الولايات وشلت أيضا حركة النقل وأدت إلى قطع الكهرباء عن آلاف المنازل وتعطيل حركة الطيران، لا سيما في واشنطن ونيويورك وخلفت ثلاثة قتلى. وفي حين توقف تساقط الثلوج على واشنطن، جاء دور ولاية نيو إنجلاند أقصى شمال شرق الولايات المتحدة لتعاني من العاصفة. وأفادت أجهزة الأرصاد الجوية إن سماكة طبقة الثلوج بلغت أربعين سنتيمترا في واشنطن، في حدث قالت السلطات إنه منقطع النظير منذ 1932. كما تسببت الثلوج المصحوبة بالرياح الباردة في نحو ثلاثة آلاف حادث سير في فيرجينيا، ما أدى إلى مصرع ثلاثة أشخاص. وفي فيرجينيا الغربية وتينيسي وكنتاكي وكارولاينا الشمالية، حرمت آلاف العائلات من التيار الكهربائي. وفي نيويورك حيث توقفت الثلوج غطت الشوارع طبقة من الجليد بسمك عشرين سنتيمترا. وألغي عدد كبير من الرحلات الداخلية من مطار بوسطن لوجن. وأعلنت أكبر مطارات واشنطن إلغاء كافة رحلاتهما الجوية بسبب العاصفة الثلجية. التصق لسانه بالفانوس سارلويس (د ب أ)- أراد شاب في ألمانيا أن يختبر مدى شدة البرودة فأخذ يلعق بلسانه الفانوس وفجأة صدقت توقعاته والتصق لسانه بالفانوس ولم تفلح محاولات صديقه لتحرير لسانه. وذكرت مصادر شرطة سارلويس غربي ألمانيا أمس أن الشاب (16 عاما) تمكن بعد محاولات عديدة من تحرير لسانه وعندما وصلت سيارة الاسعاف كان لسان الشاب ينزف بشدة مما اضطر لنقله للمستشفى للعلاج. في الوقت نفسه أكد أفراد الإسعاف أن هذا الحادث لم يكن الأول من نوعه في تلك الأيام التي انخفضت فيها درجات الحرارة بألمانيا بشكل كبير.