الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

بيوت الطين بديلاً للخيام في غزة

بيوت الطين بديلاً للخيام في غزة
21 ديسمبر 2009 00:16
مع شروق الشمس يرتشف ماجد العثامنة بسرور فنجاناً من القهوة وهو يجلس أمام منزله الجديد الذي بنته وكالة الاونروا الدولية من الطين بديلاً “مؤقتاً” لمنزله الذي دمره الجيش الإسرائيلي في حربه على غزة قبل عام. يقع المنزل الذي تعلوه قبة ومساحته حوالي 70 متراً مربعاً والمكون من غرفتين ومطبخ وحمام وصالة صغيرة للجلوس فوق تلة صغيرة في “عزبة عبد ربه” شرق جبالياً وهو أول نموذج تنفذه منظمة الأمم المتحدة ضمن مشروع لبناء مئات المنازل من الطين بدل الخيام البالية التي تعيش فيها مئات الأسر الغزية التي فقدت منازلها في الحرب. ويقول العثامنة (60 عاما) وقد ارتسمت على وجهه ابتسامة عريضة بينما انشغلت زوجته أم رائد مع ابنتها في إعداد الخبز “مبسوط كثير في هذا البيت الصغير والجميل وهو أفضل بكثير من الخيمة ومريح”. وحرص العثامنة على إبقاء خيمته البالية و«كرفان» عاش فيهما لعام قرابة بيته المدمر. ويقول العثامنة “الخيمة عنوان مأساتنا. كلما نظرت إلى الخيمة أدركت أن البيت جيد”. ولايزال ركام منازل أبو رائد وأولاده الستة التي هدمها الجيش الاسرائيلي ماثلا. ويشرح بإيجاز “قصفوا منزلين بالصواريخ ثم هدموا بيوت أولادي الأربعة بالجرافات وانتقلوا على الفور جميعهم للعيش في بيتي الكبير. ثم أخرجونا من البيت وهدموه وشردونا واعتقلوا ابني”. وتعبر أم جمال عبد ربه 49عاما عن تفاؤلها وسرورها. وتقول إن بيت العثامنة “سنة من الحياة القاسية تكفي..نشكر الاونروا على هذه المنحة التي ستجعل العالم يلتفت إلى أوضاعنا الكارثية”. وتأمل عبد ربه التي هدم بيتها وعشرات من بيوت أقاربها في نفس المنطقة الحصول على بيت مماثل قبل انتهاء موسم الشـتاء. لكن أبو رائد لا يخفي إحباطه ويؤكد “لن تكون إعادة إعمار..لا مواد بناء ولا معابر أعرف ان البيوت المؤقتة ستظل دائمة”. وتعهد جون جينج مدير عمليات الاونروا بعد ان سلم العثامنة مفاتيح المنزل الأسبوع الماضي بتنفيذ مشروع منازل الطين “مؤقتا” إلى حين دخول الاسمنت ومواد البناء لاعادة إعمار آلاف المنازل التي هدمها الجيش الاسرائيلي في غزة المحاصرة. وتمنع اسرائيل إدخال مواد البناء والأسمنت منذ نحو ثلاث سنوات إلى القطاع. ودمر الجيش الإسرائيلي كلياً أكثر من أربعة آلاف منزل خلال الحرب على غزة التي قتل فيها حوالي 1400 فلسطيني بحسب إحصائية للسلطة الفلسطينية. وأكد عدنان ابو حسنة المتحدث باسم (الاونروا) ان منزل العثامنة “أول نموذج” لمئات المنازل “المؤقتة”؛ مؤكداً “أن هذا ليس بديلا ًعن مشروع إعادة الإعمار الخاص ب60 ألف أسرة فلسطينية فقدت بيوتها في قطاع غزة, وإنما هو مشروع لإيواء المشردين مؤقتاً في ظل الأمطار والأجواء الصعبة”. وعبر مشرف العر (47 عاما) والذي هجرت عائلته من بئر السبع في 1948 عن ارتياحه لبدء الاونروا ببناء بيت له قرب منزله المدمر والذي يبعد ألف متر عن الحدود بين شرق جباليا وإسرائيل. وتبني وكالة غوث اللاجئين الفلسطينيين (الاونروا) التي تقوم بتدريب عاملين على صناعة الطوب في مقرها في غزة منازل من الطين لمن يستوفي شروطها بان يمتلك قطعة أرض حيث يقام البيت الجديد على مساحة صغيرة وجانبية منها كي لا تتأثر عملية إعادة الإعمار الدائمة حال بدئها. ويشمل المرحلة الاولى من مشروع الاونروا الذي تموله الكويت وهيئة الهلال الأحمر الإماراتية بناء 120 منزلاً. ويكلف بناء المنزل الواحد من الطين ومساحته ما بين 70 و 80 متراً مربعاً ما بين 12 ألفا و15 ألف دولار. ويأمل محمد صقر (40 عاما) الذي كان منهمكاً في بناء منزل العر ان “تشغل هذه المشاريع أكبر عدد ممكن من العمال العاطلين عن العمل”
المصدر: جباليا
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©