الإثنين 6 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

تعليم الدين وتبديد الوهم

20 ديسمبر 2009 22:35
ديلارا حافظ نائبة رئيس حركة أريزونا بين الأديان ثمة ضرورة لمواجهة التحدي المتمثّل بتوفير معرفة دينية أساسية كجزء من المنهاج المدرسي الأميركي، بأسلوب جديد وشجاع. لقد ترك الفصل بين الدين والدولة الأساتذة والإداريين يعانون عند فتح موضوع الدين في غرفة الصف. إلا أنه من الأساسي بدء هذه المناقشات في وقت يُثار فيه موضوع الإرهاب والسياسة والحرب حول مفاهيم أساسية خاطئة في معتقدات الطرف الآخر. يجب أن يشكّل وضع الدين في سياقه التاريخي، إضافة إلى بحث الممارسات الراهنة والمعتقدات المشتركة، جزءاً من التعليم الأساسي إذا أُريد للأجيال القادمة أن تتغلّب على تيار التشدد. أليس من الرائع أن نسمع حديثاً عن "التقاليد اليهودية المسيحية الإسلامية"، بدلاً من معاملة الإسلام على أنه "الآخر"؟ تشتمل الديانات الثلاث معا على دروس عديدة يجب تعليمها بشكل متزامن. وأفخر بأني ألقيت أكثر من 300 محاضرة حول الإسلام منذ عام 2000. القاسم المشترك بينها هو أن جمهورها لا يعرف إلا القليل عن الإسلام، وهذا القليل سلبي في معظمه. لكن كثيرا ما يجري استبدال الجهل بسوء النية بل وبالحقد. ورغم أن جذور اليهودية والمسيحية والإسلام يجري تدريسها باختصار في مناهج المدارس المتوسطة والثانوية في أنحاء البلاد، إلا أن التركيز التاريخي يترك التلاميذ على غير علم بحالة المعتقدات والممارسات الدينية الراهنة، إضافة إلى الأمور المشتركة داخل هذه التقاليد الدينية. لكن تبقى ثغرات معرفية كثيرة يملؤها خطأ الإعلام وإشاعات الإنترنت. وتستطيع مجموعات التعاون الديني الوطنية، بدلاً من التعلم عن كل دين بمعزل عن الأديان الأخرى، أن تعمل على صياغة دورات حول الدين تناسب الأعمار المختلفة، وتوفر أساسيات الأديان الخمسة الأكثر شعبية بأسلوب موحّد. يُعتبر الدين أمراً حسّاساً له خصوصياته، وهذا أمر صحيح. لكن تجاهل أهمية علاقة الطرح الديني العليم هو أمر يسيء إلى تلاميذنا. ففي نهاية المطاف، تقع على عاتق المدارس مهمة توفير الأدوات والآليات لتخريج طلاب يتمتعون بمعرفة جيدة وعقلية اجتماعية، يعترفون بالحريات الأساسية التي يضمنها الدستور الأميركي. ما هو الشكل الذي يمكن أن تتخذه هذه الحزمة؟ يجب ألا تكون تبشيرية، وأن تأخذ بعين الاعتبار تنوّع الممارسات بين الثقافات داخل كل دين، وأن لا تنزع إلى إصدار الأحكام. وتبقى مواجهـة الصور النمطيـة من خلال الألعاب واتخاذ الأدوار والقصص والإجازات، تقنيات تعليمية محبوبة ربما تكشف الكثير من الأمور المشتركـة. لكن الأهم أن الأساتذة يحتاجون لأن يكونوا على ثقة بأن الحقائق الدينية الأساسية في مناهجهم تنبع من وجهات النظر الأكثر انتشاراً وتسامحاً في كل دين، وفي الوقت نفسه الاعتراف بالحوارات التاريخية داخل التقاليد الدينية. يقف الطلبة على الخطوط الأمامية في المعركة من أجل مجتمع مدني يركّز على العدالة والمساواة والحرية... سلاحهم الأفضل هو التعليم الصادق المبني على الحقائق. أشعر كمسلمـة أن تبديد سوء الفهـم بالإسـلام ضروري وبشكـل ملحّ. لكني أدرك كأميركية أن تدريس الإسلام بمعزل لن يعمل إلا على زيـادة وضـع المسلمين في موقع "الآخر"، بينما يخلق وضع الإسلام في مضمونه كثالث دين إبراهيمي الكثير من حسن النية المطلوبة بين المجتمعات الدينية. وإلى ذلك فإن التركيز على الرسائل الدينية المشتركة يمكنه أن يشكّل خيطاً يربط المواطنين معاً. ويمكن حتى لهؤلاء الذين لا يملكون سوى القليل من الإيمان أن يجتمعوا مع جيرانهم لبناء جسور التفاهم. ويشكّل إيجاد وحدة تعليمية بسيطة تغطّي المعتقدات الدينية الأساسية نقطة بداية، ويتوجب علينا البدء اليوم. ينشر بترتيب خاص مع خدمة «كومون جراوند»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©