السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أغرب من الخيال!

20 ديسمبر 2009 22:16
تذكرت حيرتي وأنا أحاول تبسيط معاني كثير من القيم والفضائل عندما كان صغيري يباغتني بالسؤال عنها، وكيف أشرح له معنى الحب، والشهامة، والنخوة، والفروسية، وأخلاق النبلاء والفرسان، حتى يصله المعنى الدقيق لما يسأل عنه، عندما وصلتني رسالة جميلة تتضمن قصة أغرب من الخيال، ولا أعرف ما الذي دفع بصاحبها أو صاحبتها لأن يرسلها أو ترسلها لي، وفي النهاية يطلب أوتطلب معرفة رأيي فيها، والتعليق عليها. ومن فرط جمالها، استجبت لهذا الطلب، متمنياً من كل أب أن يستنبط لصغاره ثراء دلالاتها ومعانيها. (القصة دارت أحداثها في اليابان بين شاب وفتاة - يعملان في استديو للتصوير الفوتوغرافي- تعلقاً ببعضهما، وعاشا الحب العذري بأجمل صوره، ولا يفترقان إلا عند النوم، وكان لهما مكان مفضل يلتقيان به في حديقة عامة. ويلتقطان الصور التذكارية معاً، وعندما انتهى الشاب من تحميض الصور، رتب كل شيء في المحل، ووضع المادة الكيميائية التي تستخدم في تحميض الصور بشكل غير آمن على رف مرتفع، وفي اليوم التالي جاءت الفتاة لتمارس عملها صباحاً، وحدث ما لم يكن بالحسبان، حيث وقع الحمض على رأسها ووجهها وعينيها، وأسرع من رآها لنقلها إلى المستشفى، وأبلغوا صديقها بخطورة حالتها، وهو الذي يدرك أكثر من غيره خطورة تأثير الحمض الكيميائي الذي انسكب عليها، وتأكد بأنها سوف تفقد بصرها. فترك المكان، ومزق كل الصور التي تذكره بها وخرج من المحل مسرعاً واختفى تماماً، ولم يستطع أحد تفسير هروبه واختفائه، أو سر هذا الموقف القاسي والسلبي منها، واتهمه البعض «بقلة الخاتمة» وغير ذلك من أحط الأوصاف، في الوقت الذي استسلمت حبيبته بين أيدي الأطباء، وأنقذتها العناية الإلهية، وأجريت لها جراحات ناجحة أعادت إليها جمالها الساحر كما كانت، وخرجت الفتاه من المستشفى ورجعت لعملها تلعق مرارة موقف حبيبها، وبحثت عنه لتفسير لغز اختفائه، وتوقعت أن تجده في مكانهما المفضل في الحديقة، وبالفعل وجدته، ولم يحرك ساكناً عندما رآها، فوقفت أمامه تبكي، فلم ينظر حتى إليها، فدققت به وصدمت عندما وجدته أعمى، وعرفت منه أنه كان قد أسرع وراءها إلى المستشفى للتبرع لها بعيونه لتكون جاهزة لها عندما يقرر الأطباء ذلك، ثم آثر الاختفاء كي تعيش حياتها مع شاب آخر غير كفيف يستطيع إسعادها أكثر منه. فبكيا طويلاً معاً، وقررت الزواج من حبيبها على الفور!) أظن أن القصة لا تحتاج إلى تعليق! المحرر
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©