محمد حامد (دبي)
بعيداً عن الجدل الذي تتسع دائرته في إنجلترا بين أرسين فينجر وجوزيه مورينيو، حول الكرة الهجومية الجذابة التي يقدمها «المدفعجية»، ولكنها لا تقود الفريق إلى منصات التتويج، والأداء المنضبط إلى حد «الملل» الذي يقدمه تشيلسي على حد زعم عشاق المدفعجية، ولكنه يؤدي إلى الظفر بالألقاب، فقد تفرد المدرب الإسباني بيب جوارديولا بأنه يقود الأندية التي يتولى تدريبها لتقديم الأداء الجذاب هجومياً والمنضبط دفاعياً في نفس الوقت، ويكفي أن البايرن حصل على لقب البوندسليجا بأقل عدد من الهزائم «هزيمتان»، وأقوى دفاع في دوريات أوروبا الكبيرة. وتشير الأرقام والإحصائيات إلى أن الفيلسوف الإسباني بيب جوارديولا بحصوله على لقب النسخة الجالية للبوندسليجا مع البايرن قبل يومين، يكون قد صنع لنفسه مجداً غير مسبوق، فهو الأفضل في التاريخ قياساً بالمعادلة الرقمية، التي تقول إنه يفوز ببطولة كل 18 مباراة، فقد قاد البارسا والبايرن في 348 مباراة محققاً 19 لقباً، ما يعني أنه يحصل على بطولة كل 18 مباراة، وهو معدل لم يسبقه إليه أي مدرب في تاريخ كرة القدم، وخاصة على المستوى الأوروبي، وفي الأندية العالمية الكبيرة.
تفوق مطلق
بالنظر إلى بعض الأسماء الأشهر في عالم المدربين، فقد نجح جوارديولا في غضون 7 سنوات فقط مع البارسا والبايرن «الفريق الأول» في الحصول على 19 بطولة ليعادل بطولات المدرب الهولندي الشهير لويس فان جال، الذي يصل عمره التدريبي إلى أكثر من ربع قرن، فضلاً عن أن المدرب الهولندي الشهير وصاحب المدرسة التدريبية الأشهر، تولى تدريب البارسا والبايرن أيضاً.
وبمقارنة ما حققه جوارديولا مقارنة مع المدرب الأشهر في الوقت الراهن جوزيه مورينيو، فإن الأول يتفوق على الأخير في عدد البطولات قياساً بعدد المباريات، حيث حصل مورينيو على 21 بطولة في 735 مباراة، أي بمعدل بطولة كل 35 مواجهة، فيما فعلها جوارديولا كل 18 مباراة فقط، كما أنه يتفوق على السير أليكس فيرجسون المدير الفني الأسطوري للمان يونايتد الذي كان يحصد بطولة كل 39 مباراة، وكارلو أنشيلوتي الذي يحتاج إلى 56 مباراة على الأقل للوقوف فوق منصة التتويج للحصول على لقب ما.
ملك الدوريات
لم يخسر جوارديولا بطولة دوري كان يتنافس عليها إلا مرة واحدة فقط، فقد حصل على لقب الدوري في إسبانيا وألمانيا 5 مرات من أصل 6 بطولات كانت متاحة أمامه، حيث عانق لقب الليجا مع البارسا 3 مرات أعوام 2009 و2010 و2011، وحصل على البوندسليجا مع البايرن عامي 2014 و2015، وفي حال نجح مان سيتي أو غيره من الأندية الإنجليزية الكبيرة، في الحصول على خدمات المدرب الإسباني، فإنه سوف يكون مرشحاً قوياً لحصد المزيد من بطولات الدوري الكبرى في القارة العجوز، وقد يفعلها يوماً ما في إيطاليا مع أحد أنديتها الكبيرة.
19 من 27
من ناحيتها احتفلت الصحف الإسبانية بطريقتها الخاصة بالإنجاز الكبير لجوارديولا، فأشارت «سبورت» الكتالونية إلى أن المدرب الإسباني حصل على 19 من أصل 27 بطولة كان يتنافس عليها، سواء خلال قيادته للبارسا أو البايرن، أي أن معدل النجاح في حصد البطولات يصل إلى 70%، وهو معدل تاريخي بجميع المقاييس، ويجعل الأندية التي يقودها «بيب» تبدو وكأنها بلا منافس حقيقي.
أما صحيفة «موندو ديبورتيفو» فعنونت :«بايرن بيب هو البطل»، في إشارة إلى أن الفريق الألماني أصبح يقدم الأداء تتضح فيه البصمة التكتيكية للمدرب الإسباني، وهو مسمى يعيد للأذهان «بيب تيم» الذي كانت تستخدمه صحافة إسبانيا لوصف البارسا حينما كان يقوده جوارديولا، في حين قالت ماركا المدريدية :«مجد جديد لجوارديولا مع البايرن»، وتناولت صحيفة «آس» الإنجاز قائلة:«البايرن بطلاً للبوندسليجا للمرة الـ 25، وجوارديولا للمرة الثانية».
وأشادت الصحف الألمانية وعلى رأسها «بيلد» بالإنجاز البافاري، فقد حصل البايرن على لقب الدوري للمرة الـ 25، وأشارت إلى أن اللقب قد لا يكون كافياً لفريق عملاق بحجم البايرن يفرض سطوته على الكرة المحلية، في إشارة إلى أن لقب دوري الأبطال يظل الأهم، وكان من اللافت إشارة الصحافة الألمانية إلى أن أموال وثراء البايرن، وقدرته على جلب أفضل اللاعبين، ليست العوامل الوحيدة في التفوق، بل يجب الاعتراف بأن هناك مدربا ذكيا يقود الفريق إلى منصات التتويج.
البافاري يسير في طريق «ثلاثية المجد»
البايرن ودورتموند في قبل نهائي كأس ألمانيا اليوم
دبي (الاتحاد)
يشهد ملعب اليانز أرينا معقل البايرن مواجهة الليلة في قبل نهائي الكأس المحلية بين بايرن ميونيخ وبروسيا دورتموند، حيث يتطلع بيب جوارديولا مدرب البايرن إلى تجاوز عقبة المنافس العنيد، وبلوغ النهائي أملاً في الحفاظ على حظوظه كاملة في الفوز بثلاثية «المجد والتاريخ»، فقد حصل على لقب البوندسليجا قبل ساعات، وبلغ نصف نهائي دوري الأبطال، وها هو يخوض موقعة من العيار الثقيل في نصف نهائي كأس ألمانيا.
أكد يورجن كلوب المدير الفني لفريق بروسيا دورتموند، أنه يقدر ويحترم مبادرة البايرن التي أعلنها كارل هاينز رومينيجه بتقديم باقات الزهور، تكريماً له على ما قدمه في الدوري الألماني، حيث يرحل كلوب عن دورتموند، وأشار المدرب الألماني إلى أنه ذاهب مع فريقه إلى أليانز أرينا، بحثاً عن القتال والفوز في مباراة قبل نهائي كأس ألمانيا الليلة.
ويتطلع كلوب إلى تحقيق الفوز على العملاق البافاري بايرن ميونيخ والوصول إلى نهائي كأس ألمانيا، ليرحل عن الفريق مرفوع الرأس، فالحصول على لقب الكأس المحلية «بطولة»، والتفوق على البايرن بطل الدوري والمنافس الكبير «بطولة إضافية»، يأت ذلك وسط مناقشات جادة وجدل واسع حول إمكانية تولي كلوب تدرب البايرن يوماً ما، في حال رحل بيب جوارديولا لأي سبب من الأسباب، كما يطمح كلوب إلى إفساد فرحة البايرن بالتتويج بطلاً للدوري، والأهم من ذلك إحباط الحلم البافاري في الحصول على «الثلاثية».
وقال كلوب :«نحن الآن نتطلع إلى مركز يؤهلنا للمشاركة في بطولة يوروبا ليج، إنه أحد الأهداف المهمة للفريق في المرحلة الحالية، ولكن الأهم في اللحظة الراهنة مباراتنا في قبل نهائي الكأس أمام البايرن، أطمح إلى أن يقدم فريقي الأداء الذي يؤهله للنهائي ويضعه على طريق الفوز باللقب، سوف نذهب إلى أليانز أرينا بعقلية الفريق الباحث عن الفوز». يذكر أن البايرن تفوق على دورتموند في نهائي كأس ألمانيا الموسم الماضي بهدفين في الوقت الإضافي، ليحصل على اللقب للمرة الـ 18، فيما كان آخر ألقاب دورتموند في عام 2012، كما أن الموسم الحالي كان مخيباً لآمال عشاق الفريق الأصفر بالتراجع في ترتيب البوندسليجا، والخروج من دوري الأبطال.
عدد اليوم
