السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

الأهلي إمبراطورية ناجحة بأبنائه وليس ديكتاتورية خاصة

الأهلي إمبراطورية ناجحة بأبنائه وليس ديكتاتورية خاصة
1 أكتوبر 2008 21:53
الحديث مع شخصية رياضية بحجم عبدالمجيد حسين المشرف على الفريق الأول لكرة القدم بالنادي الأهلي وعضو اللجنة الفنية لاتحاد الكرة، يختلف عن أي حديث آخر في العمق والفكر والخبرة والإلمام ببواطن الأمور في مختلف القضايا على الساحة الرياضية· ''الاتحاد'' توقف مع مشرف الفرسان وعضو اللجنة الفنية باتحاد الكرة، ليقلّب معه أوراق الموسم الأول لدوري المحترفين، بعد أول جولتين، ليكشف أموراً كثيرة ومتشعبة دارت خلال الحوار· في بداية الحوار وصف مشرف النادي الأهلي منافسات الأسبوع الثالث للدوري والمواجهات التي تمت خلال الأسبوعين الأول والثاني بالساخنة، وعلق على المستويات التي قدمتها الأندية حتى الآن قائلاً: ''لا شك أن الدوري بدأ بشكل قوي، رغم ما سبقه من توقعات بعدم ظهور الكثير من الفرق بشكل جيد، ورغم ذلك هناك فرق قدمت مستوى ثابتاً مثل الجزيرة والوحدة، وكان أداؤهما أكثر من رائع، فيما كان أداء بقية الفرق متذبذباً بصورة متفاوتة''· وأضاف: ''الأهلي مثلاً فاز في أول مواجهتين، وكان أداؤه في الأسبوع الأول أفضل، وتراجع في الثاني وظهرت أخطاء من اللاعبين، وهو أمر طبيعي، كما قدم الشباب مستوى متذبذباً، وفاز في مباراته الأولى وخسر في أخرى أمام الشارقة الذي سقط أمام العين واستعاد عافيته فجأة، حتى العين الذي بدأ بقوة واعتقد الجميع أنه سيكون ''بعبع'' أندية دوري المحترفين بعد مستوى لاعبيه وخاصة الأجانب في المباراة الأولى، سقط في فخ التعادل في المباراة الثانية أمام الظفرة''· وقال: ''هذه أمثلة على تقارب المستويات وقوة الفرق وجديتها هذا الموسم، لا سيما فريق مثل عجمان الذي أرشحه لنيل لقب الحصان الأسود للمسابقة، حيث قدم مستوى جيداً في المباراتين رغم الخسارة، ومستوى الخليج يثبت انه لم يتأقلم بعد مع دوري المحترفين، ولم يؤهل نفسه لهذا الموسم بشكل متكامل، وهو ما يظهر عبر نتائج الفريق ومستوى أدائه، عكس فريق عجمان الذي سلح نفسه بلاعبين على أعلى مستوى وكان استعداده جيداً بصورة واضحة أقنعت الجميع''· وحول استفسار يتعلق بنظرة البعض الى أن النادي الأهلي أصبح مع عصر الاحتراف ديكتاتورية شديدة الأركان قائمة بذاتها ولا يقدر أحد على الاقتراب منها، قال عبدالمجيد: ''هذه مغالطة كبيرة وغير مقبولة، ولا أرى لها أي مبرر، النادي الأهلي أحد الأندية التي تسير تحت لواء اتحاد الكرة، وتخدم بشرف كافة المنتخبات، سواء في لعبة كرة القدم أو بقية الألعاب، والعلاقة بين الأندية متساوية، ونحن ضمن هذه الأندية، ولا يشعر أي مسؤول أو إداري انه ضمن ديكتاتورية خاصة أو ناد لا يمس أو فوق القوانين''· وتابع: ''الأهلي اسم كبير في تاريخ الرياضة الإماراتية، وكل ناد كبير له سمعته وقاعدته الكبيرة والمؤثرة شأن بقية الأندية الجماهيرية، وهذه من الأمور الإيجابية، وأؤكد أن الأهلي إمبراطورية مترامية الأطراف بأبنائه المخلصين، ويكفي انه خرّج الكثير من الأجيال الذين يخدمون الوطن في كل المجالات وليس في الرياضة فقط، بل ايضاً كقيادات إدارية ووزراء وسفراء وغيرهم، ونحن نفتخر كأبناء لهذا النادي بتاريخنا وبتواصل الأجيال بصورة كبيرة، وهو نفس ما ينطبق على معظم الأندية التي خرجت أجيالاً تخدم الوطن، ونحن في النهاية منظومة مؤسسية مثل غيرنا من الأندية مثل العين والوحدة والجزيرة والوصل والشباب والنصر والشارقة والشعب وكلها أندية خدمت كرة الإمارات ولها باع وثقل وبعد تاريخي''· بعبع أندية الدوري وعن مصطلح الفريق الذي سيشكل ''بعبعاً'' للأندية في دوري المحترفين، وإلى أين سيتجه اللقب لأندية دبي - مثلما حدث في السنوات الأخيرة - أم اندية أبوظبي قال: ''أعتقد أن مستويات الفرق حتى الآن تثبت ان الموسم الحالي استثنائي، وسيشهد صراعاً ساخناً، وهناك فرق تضع اللقب نصب عينيها مثل الوحدة والجزيرة والعين والأهلي والشباب والشارقة والوصل، مما يعني أن هناك على الأقل 5 اندية مرشحة للعب دور البعبع وليس نادياً واحداً''· وأضاف: ''أرفض الحديث عن تقسيم الأندية الى أندية في أبوظبي وأخرى في دبي، لأننا كلنا نشكل دوري الإمارات· وأرجو من الإعلام أن يكف عن الحديث بهذا المنطق الذي قد يثير النعرات أو الاقليمية بين الفرق والأندية دون قصد، ولا أحب المقارنة كما يرددها البعض أن أندية دبي تفوقت في السنوات الأخيرة على أندية أبوظبي، لأن هذه مغالطة، ولكن يجب أن يقال إن اندية دوري الإمارات التي كانت تحتل الوسط خلال العقد الأخير اصبحت تنافس على الصدارة، مما صعب مسؤولية ومهمة الأندية التي كانت تتصدر خلال السنوات السبع الأخيرة، دون تحديد مرجعية اقليمية ولو على سبيل التقسيم الجغرافي والمعمول به في الدربيات بين الفرق على مستوى العالم، ولكني أرفضه لو تم تطبيقه عندنا، لأنه قد يتم تفسيره بصورة سلبية، وقد يزيد التعصب بين جماهير الأندية في الإمارات المختلفة، وفي النهاية نحن دولة واحدة ودوري واحد يضم 12 فريقاً يشكل كرة الإمارات''· ظاهرة الإقالات وفيما يخص توقعاته بتكرار ظاهرة إقالة المدربين في الدوري الإماراتي بعد أن كان مدرب الوصل أول الضحايا قال: ''الأمر لا يتعدى كونه قراراً يخص ادارات الأندية والجميع ينظر للأمور من خارج الدائرة، بينما ادارة أي ناد تعرف الخلفيات وتفكر جيداً قبل الإقالة، وتنظر للآثار المترتبة عليه، كما أن اتخاذ هذا القرار صعب للغاية على أي إدارة حتى لا يعتقد الشارع الرياضي انه أسهل قرار، بل على العكس يحمل القرار نفس صعوبة قرار الزوج بالانفصال عن زوجته عبر الطلاق، وإن كان أبغض الحلال، ولكنه في بعض الأحوال يكون الحل الوحيد لإعادة الأمور الى نصابها الصحيح، ولا أعتقد أن هناك رجلاً عاقلاً يغامر بمستقبل أسرته وأولاده بمجرد قرار متسرع غير مدروس، وبالتالي تمر ادارة الأندية بمراحل كثيرة قبل الإقالة من قبيل منح المدرب فرصة اخرى ومناقشته في المشكلات الفنية وبالتالي هي ليست ظاهرة ننفرد بها وحدنا، ولكن معمول بها في مختلف دوريات العالم وتحكمها النتائج، بحيث يرى الفريق الذي لديه طموح المنافسة أن المدرب قد لا يفيد الفريق وغير قادر على تقديم أي جديد''· صفقات اللاعبين واعترف عبد المجيد حسين بأن أسعار صفقات لاعبي الموسم الحالي مبالغ فيها وتم رفعها بصورة لن تفيد الكرة الإماراتية بشكل عام، بل ستؤثر على النواحي المادية لكثير من الأندية، وقال: ''هناك مبالغة في أسعار اللاعبين سواء كانوا أجانب أو مواطنين، وهذه المبالغة ستضر بخزائن الأندية، وإن كانت بعيدة عن الأندية الكبيرة، وأتت المبالغة نتيجة رغبة بعض الأندية في خطف اللاعبين من اندية منافسة بغض النظر عن قيمة اللاعب المادية''· وتابع: ''لاعب مثل سبيت خاطر أو هلال سعيد كانا من أبناء العين ولكنهما الآن في صفوف الجزيرة، ولاعب مثل محمد سرور كان ضمن صفوف الشعب وأحد رموزه، ولكنه الآن في الأهلي، مما يعني أن عصر الاحتراف يجب أن تتغير معه مفاهيم كثيرة وان يتقبلها الشارع والجماهير، وبالتالي متى ما وقع اللاعب مع ناد آخر بخلاف ناديه، عليه أن ينسى الماضي حتى لو كان النادي الجديد منافساً تقليدياً، فعليه الانتماء للفانلة الجديدة التي يرتديها مثل بيقة المحترفين في العالم''· وقال: ''أطلب من اللاعب أن يكون ذكياً في الاختيار من بين العروض من الناحية المادية فحسب بل ايضاً من حيث موقف الفريق وما اذا كان سيلعب بشكل اساسي أم سيجلس على دكة البدلاء، لأن تطوير المستوى واستمرارية اللعب لا تقدر بثمن بالنسبة للاعب كرة القدم، وبالتالي يجب ألا يهتم اللاعب بالمال بقدر اهتمامه بالعمل على تطوير مستواه بصورة دائمة''· وتابع ''لدي معلومات أن هناك لاعبين غير مرتاحين بعد اختيارهم اندية اخرى بخلاف أنديتهم نتيجة أن اللاعب لم يختر بذكاء بين العروض التي تلقاها''· وفيما يتعلق بموقف اللاعبين أبناء النادي وما يسببه التعاقد مع لاعب بملايين ليجلس على دكة البدلاء من آثار نفسية مدمرة في الوقت الذي لا يحصل ابن النادي على تعويضات مادية كافية قال عبدالمجيد: ''هذا ايضاً موقف يحتاج الى وقفة ولا بد أن يتغير هذا المفهوم خلال المرحلة المقبلة، ولا نقول إن نلغى من قاموسنا كلمة ابن النادي لأنه لا يزال موجوداً بالفعل ولكن لتغيير تلك العقلية التي تبخس حقوق هذا الابن تحتاج لسنوات من الاحترافية وعلى ادارة ناديه أن تقدره وتعطيه بلا حساب، لا سيما أن الإدارة الواعية يجب ان تتعامل مع لاعبيها من الذين تربوا بين جدران النادي بصورة أكثر احتراماً''· وأشار عبد المجيد: ''زمن الإدارات التي تقطع رقبة اللاعب الذي يفكر في الرحيل لناد منافس انتهى وأصبح الحديث الآن بلغة العقود والاحتراف وصاحب المبالغ الأعلى والأكبر''· كما شدد على ضرورة احترام الأندية لميثاق الشرف الخاص بالاتحاد الدولي بعدم اغواء لاعبي الأندية الأخرى والدخول معهم في مفاوضات وهم على زمة أنديتهم وفق عقود قانونية، لأن النادي بهذا يخالف القوانين وقد يتعرض للإيقاف· وقال: ''أرى أن الأندية التي لديها دراية بتلك الأنظمة لن تتجاوز الخط الأحمر ومفاوضة لاعب مرتبط بعقد، وعلى اللاعبين أن يثقفوا انفسهم ويعرفوا انهم لا يجوز لهم الحديث عن عروض خارجية الا قبل انتهاء عقودهم مع انديتهم''· واضاف: ''اذا ما أرادت إدارة أي ناد الاحتفاظ بلاعبيها بصورة تضمن بقاء ابن النادي دون أن يترك الفريق ويرحل، فعليها أن توفر للاعب كل ما يجعله يتمسك بالبقاء من تأمين مادي ومعنوي ومعاملة احترافية لائقة مثل المؤسسات المحترفة العالمية والتي تؤمن على اللاعب وأسرته وتعمل على حل مشكلاته متى ما أمكنها ذلك''· موقف ميداودي ورداً على استفسار بشأن التعاقد مع الإيراني ميداودي والذي قد يعني تفكير الأهلي في إقصاء أحد المحترفين مع فترة القيد الثانية يناير المقبل قال عبد المجيد: ''لن يحدث ذلك بالمرة، وعلى من يقول ذلك يجب أن يعرف أن الأهلي استخدم حقاً مشروعاً مثل بقية الأندية، كما اننا سجلنا لاعباً وفق القوانين التي فرضتها الرابطة يتماشى سنه مع دوري الرديف وإن كان على الرابطة إعادة النظر في مسألة أجانب الرديف كون الموضوع لن يخدم النادي آسيوياً، وبالتالي لماذا نحرم موهبة إماراتية صغيرة بمنح فرصته لأجنبي صغير السن، وعلى كل حال اتحدى أي ناد يقول إنه تعاقد مع لاعبين اجانب من أجل الرديف فقط وكل من تعاقد مع لاعبين، لأن تسجيلهم بالرديف يهدف الى استخدامهم خلال مشوار الدوري ليكون احتياطياً استراتيجياً للفريق، وهذا حق مشروع للجميع طالما الرابطة أقرت ذلك وكان من الأولى أن نكتفي بثلاثة اجانب فقط لأن زيادة العدد يرهق الأندية بلا شك''· وأضاف: ''تعاقدنا مع ميلاد ليس بهدف استبداله بلاعب آخر، وهناك ارتياح كبير من تواجد ميلاد، ونرى انه لاعب متميز ومتمسك بالبقاء في الأهلي ونحن ايضاً متمسكون به، وسنسعى لاستخدامه وفق رؤية الجهاز الفني وهو صاحب القرار الوحيد في مشاركة لاعب وجلوس آخر على دكة البدلاء''· المشاركة الآسيوية وعن المشاركة الآسيوية بالنسبة للنادي الأهلي وموقف الفريق من الرغبة في المنافسة على اللقب وليس مجرد التمثيل المشرف قال عبد المجيد: ''هناك تخطيط دائم بالأهلي خلال الفترات السابقة بأن يكون الأهلي أحد فرسان الرهان في البطولة الآسيوية والانتقال من المحلية الى القارية والعالمية، وهو ما يتم العمل عليه حتى لو تعاقبت الأجيال حيث تقوم الإدارة الحالية برئاسة خليفة سليمان ونائبه حمد عبيدالله بمجهودات جبارة من أجل تجهيز الفريق وتوفير المناخ والبيئة التي تؤهله للمنافسة محلياً وقارياً ولدينا ثقة فيما تم تحقيقه ويعتبر مؤشراً ايجابياً لمشوار جيد في البطولة الآسيوية''· وأكد عبد المجيد أن ما يتحقق للأهلي هو نتاج عمل سنوات من التعب والجهد من أجيال متعاقبة، سواء ادارات سابقة أو حالية لا سيما ان ما يميز الأهلي هو ترابط ابنائه سواء من ادارات سابقة أو حالية ويكفي تواجد رموز الإدارات السابقة دوماً في النادي دون أي تمييز، لأن الجميع مؤمن انه يقوم بدوره لخدمة القلعة الحمراء والوطن ككل، فمن ترك لا يعني انه قصر، ومن تولى لا يعني انه الأفضل، بل الجميع لديه شعور بتحمل المسؤولية ودائماً ما يقدم رموز الجيل القديم يد العون والمساعدة لأبناء الجيل الحالي في ملحمة رائعة يفتخر بها الجميع· وشدد عبد المجيد على أن الفريق يتم تجهيزه من خلال المسابقات المحلية ليكون في قمة اللياقة البدنية والنفسية للمشاركة الآسيوية من أجل الوصول للأدوار النهائية ورفع علم الإمارات في جميع المحافل، لا سيما بعد الدعم اللامحدود من سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشدآل مكتوم رئيس النادي ونائبه سمو الشيخ مكتوم بن محمد بن راشد بما يتوافق مع استراتيجية النادي والتي تسير وفق التخطيط على مرحلتين، الأولى قريبة المدى بالمنافسة محلياً، والثانية بعيدة المدى بالسير في طريق التواجد في المحافل القارية والعالمية· وأكد عبد المجيد أن المسؤولية كبيرة على الفرق الإماراتية التي ستشارك آسيوياً، سواء الجزيرة أو الشباب او الشارقة
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©