الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

4 ملايين زائر لمهرجان «زايــــد التراثي»

4 ملايين زائر لمهرجان «زايــــد التراثي»
20 يناير 2017 22:03
أحمد السعداوي (أبوظبي) وصل مهرجان الشيخ زايد التراثي، إلى آفاق عالية من النجاح على الصعيد المحلي أو العالمي، وهو ما تلاحظه عين الزائر للحدث التراثي الكبير الذي انطلق في منطقة الوثبة بأبوظبي في الأول من ديسمبر الماضي، من خلال الفعاليات المبهرة التي تقدم أنماط حياة الأقدمين ونماذج من مشغولاتهم اليدوية وحرفهم التقليدية بمعية عدد هائل من الأنشطة التفاعلية طرحتها الدول المشاركة في النسخة الحالية، ورسخت المكانة الكبيرة التي حققها المهرجان عبر مسيرته التي انطلقت عبر عدة سنوات. زار فعاليات الدورة الحالية للمهرجان أكثر من أربعة ملايين شخص، بحسب تصريح عبدالله المهيري، مدير اتحاد الإمارات لسباقات الهجن عضو اللجنة العليا المنظمة للمهرجان، لـ«الاتحاد» عن حصيلة الكرنفال التراثي العالمي الذي يصل قطار الدورة الحالية منه إلى محطته النهائية مساء غد. تاريخ وحضارة ويقول المهيري، إن مهرجان الشيخ زايد التراثي الذي قدم لجمهوره 1500 فعالية بمشاركة 17 دولة.. من أهم الأحداث التراثية الضخمة التي تقام في دولة الإمارات والمنطقة، حيث يركز على توصيل حضارة وتقاليد وأصالة مجتمع دولة الامارات إلى الأجيال الجديدة والمجتمع الخارجي بكل أطيافه، خاصة أن الإمارات تتمتع بتاريخ وحضارة قديمة ممتدة عبر الزمن يؤكدها هذا الزخم من العناصر والمفردات التراثية التي يشاهدها الجميع في أرجاء مهرجان الشيخ زايد التراثي منذ انطلاقه ويقدمها خبراء تراثيون وحرفيون تقليديون من أبناء الإمارات يحملون على عاتقهم هذه المهمة الغالية بالتعريف بتاريخ وتراث بلدهم في كافة المحافل المحلية والعالمية. ويضيف: عبر الفعاليات المختلفة والأنشطة والورش التفاعلية التي أقيمت خلال المهرجان، عملنا على توصيل رسائل التراث والتأكيد على أصالة وتقاليد الإمارات بحضارة الآباء والأجداد التي وضعت الأساس المتين الذي بنيت عليه دولة الإمارات، حيث كان المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، أكثر من حرص على توصيل هذا التراث ليس فقط داخل الدولة، بل إلى الدول المجاورة وكل أنحاء العالم، إيماناً بقيمة الموروث المحلي الإماراتي الذي يتميز بثراء واضح لا تخطأه العين. رمز التسامح وتعد مشاركة 17 دولة من الدول الخليجية والعربية والصديقة، من أكثر الأمور اللافتة في النسخة الحالية للمهرجان، حيث عرضت الدول من ثقافة تلك الدول وتراثها، ما يؤكد الوجه الحضاري المشرق لدولة الإمارات، وبأنها رمز التسامح والسلام وتحرص على دعم الثقافة، والتراث سواء على الصعيد المحلي أو العالمي، وهو ما نراه بوضوح في مهرجان الشيخ زايد التراثي الذي أصبح ساحة مفتوحة تتلاقي فيها الثقافات والحضارات على أرض العاصمة أبوظبي. وانتقالاً إلى أهم النقاط الإيجابية التي كشفت عنها النسخة الحالية من «زايد التراثي»، يورد المهيري، أن وجود إقبال كبير من الزوار، وهو أهم نجاح وصلنا إليه، خاصة في ظل التنويع الكبير في المعروضات والدول المشاركة والمتاحف والأسواق والفنون الشعبية والاستعراضات والأكلات الشعبية والحرف اليدوية، وهذه العناصر جميعاً تسهم في توصيل رسائل التراث وبالتالي ترسيخ قدر كبير من المعلومات لدى الزائرين على اختلاف جنسياتهم. تفاعل الجماهير وبالحديث عن تفاعل الجماهير مع العدد الهائل من الأنشطة المختلفة التي شهدتها أيام المهرجان التي تجاوزت الخمسين، يؤكد عضو اللجنة العليا المنظمة للمهرجان، أن عدد الزائرين يتوقع أن تتجاوز الأربعة ملايين زائر، ما يعكس اهتمام الجمهور باستمرارية الحدث التراثي الضخم، خاصة وأن التعليمات العليا بتمديد المهرجان تدل على تحمس الأعداد الكبيرة من الجماهير الذين سعدوا بتمديد فترة المهرجان ثلاثة أسابيع إضافية بعد أن كان شهراً واحداً فقط، وبالفعل لا زال الإقبال الجماهيري اللافت على مطالعة كل ما في المهرجان من أنشطة تراثية متنوعة مستمراً حتى الأيام الأخيرة من المهرجان الذي نعتز جميعاً بأنه نجح بشكل لافت في توصيل رسائل التراث الإماراتي الأصيل إلى الجميع. وفيما يتعلق برؤية اللجنة العليا المنظمة للمهرجان، عن النسخة القادمة منه بعد النجاح الكبير الذي تحقق هذا العام، يشير إلى أنه بعد مشاركة 17 دولة ضمن فعاليات العام الحالي، سيتم توجيه الدعوات إلى عدد أكبر من البلدان، على أن يتم انتقاء هذه الدول بحسب ثقافتها والظروف التي تعيشها هذه البلدان، ونتوقع بمشيئة الله، العام القادم أن تشارك دول عديدة في المهرجان بأنماط تراثية متنوعة ترضي ذائقة الجمهور. تمديد المهرجان وأوضح المهيري، أن تمديد فترة المهرجان لهذا العام بعد أن كان شهراً ليزيد عن ذلك بثلاثة أسابيع، وإمكانية أن يتم تنظيم النسخة المقبلة لفترة أطول بشكل مباشر بدلًا من إقامته لفترة معينة ثم تمديده لاحقاً، أن مثل هذه الأمور التنظيمية ترتبط بأجندة إمارة أبوظبي وبأن هناك فعاليات أخرى تقام في الإمارة، ولابد حين نضع خطة لإقامة حدث كبير مثل مهرجان الشيخ زايد التراثي، بأن لا يتعارض مع فعاليات أخرى تقام في نفس التوقيت، وحينما يحدث تمديد فهذا لا يتم إلا بتعليمات عليا تلبية لرغبة الجمهور الزائر لهذا المهرجان. ورداً على سؤال عن إمكانية عمل جولات خارجية للتعريف بالتراث الإماراتي في بلدان العالم المختلفة تحمل اسم «مهرجان الشيخ زايد التراثي»، أجاب: دولة الإمارات تشارك في جميع الفعاليات الخارجية وتحمل على توصيل رسائل تراثها والتعريف به عبر هذه الفعاليات مثل إكسبو، مهرجان الجنادرية في المملكة العربية السعودية، وغيرها من الفعاليات الكبرى في العالم، إلا أن مهرجان الشيخ زايد التراثي له مكانته وأصول بني عليها، وهناك فعاليات أساسية يصعب إقامتها على أرض الواقع نظراً لخصوصية بعض المفردات التراثية التي لا يمكن إقامتها بشكل صحيح وعملي إلا على أرض دولة الإمارات، ومهرجان الشيخ زايد التراثي أقيم في الأصل في منطقة الوثبة بأبوظبي، وشهرته ومكانته الكبيرة نابعة من مكان انطلاقه. صباغة جلود الأسماك أبوظبي (الاتحاد) صباغة جلود الأسماك.. إنجاز جديد، كشفت عنه شركة الخزنة للجلود في مدينة العين، من خلال مشاركتها في فعاليات مهرجان الشيخ زايد التراثي بمنطقة الوثبة بأبوظبي. ويقول محمد غانم المنصوري، مدير عام مصنع الخزنة للجلود والمسؤول عن جناح شركة الفوعة للتمور بمهرجان الشيخ زايد الذي تضمن ركناً خاصاً لمنتجات مصنع الخزنة للجلود، إن مصنع الخزنة للجلود، بعد نجاحه في دباغة جلود الإبل وغيرها من أنواع الجلود، واصل تميزه بكل ما هو جديد ويلبي رغبات المستهلكين الباحثين عن المنتجات المتميزة والمحدودة الانتشار، تمكن من دباغة جلود الأسماك لأول مرة في منطقة الشرق الأوسط، وهي إضافة جديدة للمصنع الذي تمكن من قبل من دباغة جلود الإبل التي تمثل عنصرا مهما في الموروث الشعبي الذي يفتخر به كل إماراتي، لافتاً إلى أن طاقة المصنع الإنتاجية تخطت الـ2500 قطعة يومياً سواء من الإبل أو الأغنام، وغيرها من أنواع الجلود. وقال: حين اتجهنا إلى دباغة جلود السمك اخترنا نوعية سمك «الحبش»، الذي يستخرج منه الكافيار، وهذه القطعة الموجودة في ظهر السمكة هي القابلة للدباغة، وبالفعل نجحنا في ذلك بجودة عالية وألوان متنوعة تلبي أذواق جميع المستهلكين الباحثين عن كل ما هو جديد ومتميز، لأن نوعية هذا الجلد المصبوغ تلفت النظر بأنها فريدة ويمكن أن تدخل لها ارتباط كبير بعالم الأناقة والموضة، عن طريق اللمسات الخاصة التي يضعها المصممين المتخصصين في هذا المجال، ويرغبون في التميز بمنتج خاص مثل أشهر الماركات العالمية التي تمتلكها نوعية معينة من الزبائن، مشيراً إلى أن جلود الأسماك المصبوغة يمكن استخدامها في مجال الحقائب اليدوية، الساعات، الإكسسوارات النسائية، جرابات الهواتف المحمولة. صناعة تقليدية تعكس التنوع الحضاري لكبيرة التونسي (أبوظبي) وفرة الصناعات التقليدية والحرف اليدوية يعكس التنوع الطبيعي والثقافي والحضاري الذي يعرفه المغرب، فإلى جانب التنوع الجغرافي هناك الحرف المرتبطة بالسهل، الجبل، البحر والصحراء، وهذا ما يبرزه الجناح المغربي بمهرجان الشيخ زايد التراثي، حيث اشتمل على حرف وصناعات يدوية متنوعة، تمثل بعض مناطق المملكة، ومن هذه الحرف تلك المرتبطة بالصحراء المغربية التي تعرضها مباركة يارة بالقرب من خيمة الشاي بالجناح. جلست مباركة يارة خلف طاولة تشتمل على مجموعة من المنتجات الصحراوية، بالقرب من خيمة الشاي، باسطة جانب من موروث الحرف التي ارتبطت في عمقها بطبيعة الصحراء وارتبط بنمط العيش فيها. وأوضحت أن الصناعة التقليدية في الصحراء المغربية ارتبطت بالتراث الثقافي للرحل، الذي يستند في جزء كبير منه بتربية الماعز والإبل، مؤكدة أنها تعرض مجموعة من المنتجات المصنوعة من جلود الماعز الطبيعي، وأداة للجلوس وأخرى لحمل معدات الشاي، مشيرة إلى أن هناك تقديرا كبيرا للشاي في المنطقة وهذا ما يفسر أهمية صناعة أداة حمل الشاي والاهتمام بتزيينها بالألوان الطبيعية. وتعرض مباركة في قسمها بالجناح المغربي بمهرجان الشيخ زايد التراثي الملاحف الصحراوية وهي الزي الرسمي المميز للمرأة الصحراوية، والمسواك المصنوع من شجرة الطلح، ومجموعة من الصناديق المزخرفة والمنقوشة يدويا، ومجموعة من الحلي ومصنوعات من الجلود، وغيرها كثير، وقالت مباركة إن جميع المنتجات هي مرتبطة بطبيعة الحياة في الصحراء وتعكس فن العيش بها، موضحة أنه يتم استغلال مواد الطبيعة وتطويعها لصناعة ما يستعملونه في حياتهم. وأضافت: نعمل أيضا على نسخ الزرابي من وبر الجمال والماعز إلى جانب خيام الرحل، ويتميز الصحراويون أيضا بلباسهم الأزرق للرجال، والملحفة للنساء، مؤكدة أن الصناعة التقليدية والحرف اليدوية تعرف ازدهارا، وبالخصوص فرع الصياغة» صناعة الحلي والنحاسيات، موضحة أن مركبا للصناعة التقليدية بالعيون قد مكن من رفع مستوى تعلم وتكوين الشباب. البقالي يبدع في صناعة الأحزمة اليدوية لكبيرة التونسي (أبوظبي) يعرض محمد البقالي أنواعا مختلفة من الأحزمة التقليدية اليدوية والمرتبطة ارتباطا وثيقا بالقفطان المغربي وإكسسوارات مكملا لجماليته، موفرا للزوار من الإمارات وجميع الجنسيات فرصة اقتناء مختلف أنواع الأحزمة الفضية والذهبية والمجادل والأحذية التقليدية«الشربيل» للصغار والكبار. وتختلف أنواع الأحزمة باختلاف جهات المملكة المغربية، حيث يوفر البقالي المنحدر من مدينة فاس وتعلم هذه الصناعة منذ صغره عدة خيارات للنساء أو الصناع في الإمارات وأصحاب محال صناعة القفطان المغربي ولمصممات الأزياء من الزبائن، مؤكداً أن الأحزمة تعرف تغيرا وتطورا بما يتماشى مع الموضة، لكن يبقى محافظا على طابعها الأصيل، كما يوضح أن الحزام يرتبط بشكل كبير بالقفطان المغربي. وأضاف البقالي :«إن الحزام أو «المضمة» كما يطلق عليه بالمملكة المغربية تزيد القفطان جمالياته، حتى أضحى ميزة ينفرد بها هذا الزي وإكسسوارا لا يستغنى عنه، فمن دون «المضمة» لا تكتمل أناقة وجمالية الزي التقليدي المغربي، والمضمة هي الحزام الذي يلف حول الخصر ويعطي القفطان شكله، ويبرز أنوثة المرأة. وأشار إلى أن الحزام يتخذ أشكالا وأنواعا مختلفة، بعضها حافظ على الشكل التقليدي، والبعض الآخر استفاد من التصاميم العصرية، مؤكدا أن هناك الحزام المصنوع من الذهب الخالص والذي يدل على الوجاهة والمستوى الاجتماعي للمرأة التي ترتديه، موضحا أن أول مدينة تصنع «المضمة» هي مدينة فاس العاصمة الثقافية للمغرب. وأشار إلى أن المضمة أصبحت تصنع اليوم من اللؤلؤ وخيوط الذهب وخيوط الفضة، والشواروفسكي ومنها المطعمة بالزمرد ومختلف أنواع الأحجار الكريمة، وأضاف: «يخضع الحزام لنفس التطور الذي يشهده القفطان، حيث دخلت موديلات جديدة، من المعدن والنحاس والفضة». وأشاد البقالي بدور مهرجان الشيخ زايد التراثي في الترويج للصناعات التقليدية والحفاظ عليها ونشرها في جميع أنحاء العالم، مؤكدا أهمية كرم الضيافة والحفاوة والتنظيم الجيد الذي شهده المهرجان، موضحا أن جميع العارضين فخورون بهذه المشاركة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©