صفقات عالمية تشعل أسواق اليخوت الفاخرة

من يتابع الأسواق العالمية لليخوت الفاخرة، لن يصدق أبداً أن العالم يمر بأزمة مالية مستعصية، ولا يكاد الخبراء والمحللون يعرفون سبباً لانتعاش هذه الصناعة في وقت يشكو فيه رجال المال والأعمال من تباطؤ وركود يسود مختلف أنواع السلع والبضائع الأخرى من دون استثناء· وتشهد اليخوت الفاخرة طلباً كبيراً في الأسواق جعل من أصول الشركات المتخصصة بهذه الصناعة هدفاً للصناديق التي تبحث عن استثمارات آمنة ينخفض فيها عامل المجازفة إلى أدنى الحدود· وشهد يوم الثلاثاء الماضي إبرام صفقة جديدة عندما عمدت شركة هنيسي لويس فويتون الفرنسية التي تشتهر بأنها شركة عالمية للتجارة في السلع الفاخرة، للاستحواذ على أصول شركة رويال فإن لينت الهولندية التي تشتهر ببناء اليخوت الراقية منذ 160 عاماً· ويعرف عشاق امتلاك اليخوت على مستوى العالم أن ''رويال فان لينت'' تتخصص في تصميم وبناء أفخم اليخوت نزولاً عند رغبات الزبائن، وأصبحت تستأثر باسم لامع في اختصاص بناء اليخوت التي يزيد طولها عن 50 متراً (165 قدماً) والتي شهدت سوقها نمواً بلغ 20% منذ عام ،2000 واعتادت شركة رويال فان لينت أن تبيع يخوتها الفخمة بسعر يتراوح بين 30 و44 مليون يورو لليخت الواحد· وهذه هي المرة الأولى التي تبدي فيها شركة لويس فويتون اهتماماً بالاستثمار في صناعة اليخوت، وأثار هذا الخبر الكثير من استغراب المحللين؛ لأن هذه الشركة الفرنسية استأثرت بصيت طائر عبر العالم أجمع في تصميم وصناعة المحافظ اليدوية النسائية والعطور والمشروبات الفاخرة دون أن يتصور أحد أن تجذبها فكرة صناعة اليخوت على الإطلاق· وتم إبرام هذه الصفقة على هامش فعاليات الدورة الثامنة عشرة لمعرض موناكو الدولي لليخوت التي نظمت في الفترة الواقعة بين 24 و27 سبتمبر الجاري، وهو الحدث الذي أثبت أن العالم لا يزال يحفل بالصفقات بالرغم من الأزمة المالية الخطيرة التي زلزلت بورصة وول ستريت خلال الأسبوعين الماضيين· ومع هذا الإقبال الكبير على اليخوت الفاخرة، اضطرت اللجنة المنظمة لمعرض موناكو إلى زيادة المساحة الإجمالية لأحواض العرض إلى 13 ألف متر مربع ضمّت أكثر من 100 يخت· ومن المعروف أن أكثر من 500 شركة عالمية متخصصة ببناء اليخوت الفاخرة كتب لها أن تنتظر أكثر من سنتين قبل أن تفوز بحظ المشاركة في هذا المعرض النادر، واستقبلت دورة العام الجاري من المعرض 30 ألف من الزوار والبائعين والمشترين· وغصّت الأرصفة المجاورة للأحواض التي عرضت فيها اليخوت الفاخرة بالأثرياء الآتين من البلدان ذات الاقتصادات الناشئة والغنية مثل أبوظبي وروسيا والصين· وتلمع في سماء صناعة اليخوت الفاخرة أسماء مبدعين جدد مثل المصمم الهندي الشاب أشيش جوبتا الذي ابتدع سلسلة من أرقى اليخوت التي تجمع في تراكيبها الهندسية بين روعة وقوة الفولاذ وهدوء وجمال الصفائح الخشبية· وتمكن أشيش من بناء أول عائلة من اليخوت المدفوعة بخلايا الوقود الهيدروجينية والتي لا تصدر أي أصوات أو غازات ملوثة للبيئة، كما تستخدم الطاقة التي تتحرر عن خلايا الوقود في تشغيل أجهزة التكييف المركزي والإضاءة الداخلية· ويراهن كثير من الخبراء والمحللين على أن هذه الطفرة التي تشهدها صناعة اليخوت الفاخرة ليست مؤقتة أبداً، كما أنها لا تشكل إلا بداية أولى لانطلاقة جديدة لهذه الصناعة التي تزداد رقياً مع ازدياد عدد الأغنياء الباحثين عن المتعة والأوقات الهادئة في العالم· عن (إنترناشونال هيرالد تريبيون) وموقع nowpublic.com